كشف أحمد الهوان، عميل المخابرات المصرية الشهير، المعروف باسم "جمعة الشوان"، أن مسئولاً بارزًا بجهاز المخابرات العامة قام بزيارته في منزله للاطمئنان على حالته الصحية، وتعهد له بمتابعة حالته وتوفير العلاج اللازم له، مع صرف معاش شهري لائق به، تقديرًا للخدمات التي قدّمها لمصر. وأضاف الشوان ل "المصريون"، أن مسئول المخابرات أبلغه بأن المخابرات العامة لا تتخلى عن أبنائها، وأنه جاري بالفعل إتمام كافة الإجراءات اللازمة لمتابعة حالته الصحية وإجراء ما يلزم بهذا الشأن حتى لو تطلب الأمر سفره إلى خارج مصر للعلاج، حسب تقرير الأطباء والحالة الصحية. وأكد أن المسئولين بالمخابرات العامة وعدوه بصرف معاش شهري لائق يضمن له حياة كريمة مثل أي مواطن، بدلا من المعاش الذي خصصته له وزارة التضامن الاجتماعي قبل سنوات والذي لا يتعدى 70 جنيها رفض استلامه. وأضاف إن اللواء عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية قام بزيارته بمنزله أيضا من أجل الاطمئنان عليه وتعهد له بتقديم العلاج وتذليل أي مشكلة قد تواجهه سوءا فيما يتعلق بعلاجه أو أي شأن آخر، واعتذر له عن انشغاله عنه خلال فترة مرضه، خاصة وأنه تربطهما صداقة قديمة حيث عمل تحت قيادته شخصيا لأكثر من 11 عامًا. وأثنى الشوان كثيرا على اللواء عبد السلام المحجوب لوقوفه إلى جانبه، وقال إنه الرجل الوحيد الذي لم ينسني في الحكومة المصرية ووالذي لا يغفل عني أبدا، ويساندني معنويا وماديا من أمواله الخاصة، ودائما ما يرسل مدير مكتبه ليتابع كل شئوني ويذلل لي كافة العقبات التي تواجهني في حياتي. وقال الشوان "لقد أفنيت عمري في خدمة مصر والمخابرات العامة المصرية كعميل مزدوج أعمل بالمخابرات المصرية تحت قيادة اللواء عبد السلام المحجوب، وفي نفس الوقت أعمل ب "الموساد" الإسرائيلي تحت قيادة الرئيس الإسرائيلي الحالي شيمون بيريز، وأوهمه بأنني عميل ل "لموساد" ضد مصر". وأشار إلى أنه خلال تلك الفترة كان "الموساد" يقدم له عروضا وإغراءات من أجل خيانة مصر لكنه قاوم السقوط في فخ الخيانة، وأضاف: "كنت أبيع لهم المعلومات المغلوطة التي تزودني بها المخابرات المصرية، وقمت بتسليم الرئيس جمال عبد الناصر والمخابرات العامة ملايين الدولارات التي كان يغريني بها "الموساد" الإسرائيلي ورفضت الاحتفاظ بها رغم حاجتي الشديدة لها حبا في مصر". وروى الشوان البداية حينما اضطر مثل غيره من الشباب إلى السفر لليونان بعد نكسة يونيو 1967 التي حولت السويس إلى مدينة أشباح بسبب الغارات غير الإخلاقية التي قامت بها إسرائيل، ولم يكن في جيبه آنذاك سوى 11 دولارا فقط نفذت بعد أسبوع واحد من وصوله اليونان، وبدأ يستدين حتى وصل به الأمر إلى التسول، وأكل فضلات الطعام من صناديق القمامة. وأضاف قائلا: "في تلك الظروف العصيبة تعرفت على عميل "الموساد" الإسرائيلي ويدعى "ديموس" الذي بدأت معه قصة تجنيدي للعمل بالمخابرات الإسرائيلية ضد مصر، ومنحني عملاء الموساد الإسرائيلي حقيبة بها 185 ألف دولار وطلبوا مني العودة إلى مصر وتأسيس شركة باسمي لكني رفضت بيع بلدي ولو بالمليارات، على الرغم من فقري الشديد وقتها وحاجتي الملحة للمال". واستطرد "عدت بالدولارات وعندما وصلت إلي مطار القاهرة الدولي توجهت إلي رئاسة الجمهورية، وطلبت مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر لأخبره بتفاصيل ألاعيب الموساد الإسرائيلي لتجنيدي ضد مصر، وعندما التقيت به أخبرته بتفاصيل ما دار معي في اليونان وعواصم الدول الأوربية ومحاولة الموساد لتجنيدي ضد مصر، فهنئني عبد الناصر وكرمني وأحالني للمخابرات العامة وهناك التقيت باللواء عبد السلام المحجوب وهو نفس الشخص الذي التقيت به في اليونان والذي كان متخفيا في شخصية بحار يدعى "الريس سلامة" وسلمت جميع الأموال للمخابرات ورفضت قبولها". وتابع "بالتالي فأنا استحق التقدير من الدولة بعد أن قاومت جميع ألاعيب "الموساد" الرخيصة وقهرت 111 فاتنة من فاتنات وعميلات "الموساد" الإسرائيلي اللاتي حاولن بكل السبل إغرائي وتجنيدي لصالح المخابرات الإسرائيلية ضد مصر". وقال الشوان إنه "لا ينبغي علي حكومتنا أن تتجاهل أبنائها الأبطال، وخاصة الذين كافحوا وقدموا أرواحهم من أجل مصر ولا ينبغي أن يكافئوا بالهجر والنسيان كما حدث مع جمعة الشوان".