كان الله فى عون مصر وكل مخلص ينتمي إلى أرضها الطيبة فان ما تأتى به أيادي بعض المصريين من وبال واستنطاع و بلطجة ضد البعض الآخر يجعلنا نصرخ من الغضب و القلق على مستقبل أولادنا و مستقبل بلدنا وناسه الطيبين الذين وجدوا أنفسهم فى مواجهة سيل من الغثاء المفروض عليهم ولا فكاك منه فإذا تركته على إحدى الفضائيات هربا وجدته على أخرى وكأن القوم مصرون على أن يكون المصري فى مرمى نيران الكذب و البلطجة والغل التي يقذفون بها مصر و المصريين مدعين البطولة و الوطنية وهى منهم براء فالحالة الإعلامية التي وصل إليها إسفاف بعض من ينتسبون إلى الإعلام تجعل المرء فى حاجة إلى تقديم بلاغ للنائب العام وليس مجرد التحفظ أو انتقاد ما أثاره احدهم أو بعضهم فى صورة افتقدت الحياء فى مجتمع كان أهم ما يميزه الحياء. عندما تجد مثل – خيري رمضان إعلاميا يتباهى بوصول سبعة أطنان من الملابس المستعملة من شعب الإمارات إلى شعب مصر فيجب ألا تكتفي بالاستغراب لان مثله لا يمكن أن يجرؤ على فعل هكذا فعل دون دراسة لعواقبه وأنا أريد أن يتفضل أي مواطن مصري عادى ليشرح لنا مشاعره تجاه هذا الخبر الذي كان مصدرا لسعادة السيد خيري رمضان وأليس فى مصر أغنياء وأثرياء ورجال أعمال حائزون للمليارات ليكفوا مصر بعظمتها ذل السؤال الذي يسعد به السيد خيري رمضان أن مثل هذا التصرف فى الظروف العادية كان يستدعى اللوم وكان يستدعى أن ينظر كل مصري منا إلى نفسه ليبدأ بها فبدلا من فرح المذكور بوصول الملابس المستعملة للمصريين الذين هانوا ليس فقط على بعضهم البعض وإنما على أصحاب الملايين فهل لم يكن أجدى للسيد خيري رمضان بالدعوة إلى التبرع من المصريين القادرين من أمثاله و السيد محمد الأمين وباقي الإعلاميين والإعلاميات بقنواتهم وصحفهم المتعددة ليكونوا قدوة لباقي القادرين للمساهمة فى رفع عبء الفقر عن جزء منا ينتمي لهذا البلد الطيب وبدلا من الشحاتة و التفاخر بها ماذا لو خصص جزء من عائد الإعلانات لأبواب الخير وما أكثرها وأكثر المحتاجين لها فى ظل ما تمر به البلاد من ظروف أسوأ من أن يتخيلها احد. وعندما نجد احدهم يصرخ متمعرا وجهه صائحا بلا تردد أو خجل أن لا يشرفه أن يكون مصريا لأنه حسب قوله شعر انه أنضرب على قفاه من قطر وكذلك مصر كلها فبالله عليكم هل هذا إعلام موجه للشعب المصري وهل هذا أسلوب مناسب للحوار مع الشعب أو أسلوب مهذب حتى للنقد وأين ميثاق الشرف الإعلامي بل أين الخلق و الشرف ثم ألا يحق أن نسأل الجهبذ هل هو مصري أصلا لان القاصى و الدانى يسمع انه يحمل جنسية أخرى إلى جانب مصريته التي أن كان يشعر بعدم الشرف لحمله إياها فأولى به أن يتركها بلا رجعة فمن لا يشرفه الانتماء إليها لا يستحق أن يعيش ويجنى أموال شعبها لان ما يجنيه وأمثاله من ملايين هي بسبب نسب مشاهدة هذا الشعب الذي لا يعجبهم ويعاملونه بهذا القدر من عدم الاحترام فهل سائلهم احد وهل هناك من يستطيع مسائلتهم. وعندما يخرج احدهم وهو من هو فى تاريخ الوشاية والعمالة للأمن فإذا بقدرة قادر يصبح ثائرا صاحب برنامج يخرج يرغى و يزبد مهددا الفريق عنان بان يبتعد عن طريقه وإلا يعوره ويقول اللى متقالش ويطلع اللى مطلعشى على حد قول المذكور فهل من يفسر لنا ماذا يعنى ذلك وعندما يصبح من تربى فى رعاية العادلى وحضنه ثائرا صاحب برنامج يذكر فيه هذا الكلام بتلك الطريقة الأقرب إلى التهديد و البلطجة و الابتزاز منها إلى الإعلام الراقي الذي بلا شك يعرفه الجميع دون أن يجد من يسائله فلابد أن يشعر إننا مقبلون على هاوية. وعندما يخرج بواس أيدي صفوت الشريف الذي تحول إلى ثائر بقدرة قادر فيحدثنا أن أحذية شعب الإمارات على رؤوس شعب مصر عرفانا وطبعا لابد من الإقرار بما فعله شعب الإمارات ولكن الم نجد من يذكر هذا أن العرفان لا يكون بطريقة الشحاتة و المهانة التي يتحدث بها أمثاله ثم هل شعب الإمارات يرضيه مثل هذا السفه و الهراء الذي يتشدق به إعلاميونا ومن يسائل هؤلاء على هذا المستوى من التدني الذي ينتقص من كرامة كل مصري حر بمفهوم الحرية الحق الذي ربما يعجز أمثال هؤلاء عن فهمه. ما ذكر من تلك الأمثلة المهينة ليس تصيدا وإنما هو أمثلة لنماذج تتكرر وما ذلك إلا جزء منها فقط بينما الكم أكثر منذ ذلك بكثير لأننا نعلم كلنا أن من امن العقوبة أساء الأدب وبعد أن اختلطت الأمور الآن أصبح من يدافع عن استباحة الدماء و القتل من المرضى عنهم ومن حقه أن يأتي بما لم يأت به الأوائل من سفه وبلطجة باعتبار انه أدى ما عليه تجاه نفاق من يحكمون واسمعهم ما يريدون سماعه عن أنفسهم من مديح وما يريدون أن يسمعوه عن عدوهم من صب اللعنات و الحض على قتله و إقصائه فهل من بيده الأمر يعلم ويرى أن تلك الطريقة القميئة هي ما تحتاجه مصر للخروج من جو الاستقطاب الذي يعيشه المصريون الآن وهل من عاقل يرشد هؤلاء أن مصر لن تستقر إلا باحترام بعضنا البعض وسماع بعضنا البعض ولا يمكن أن نعتمد على حل مشاكلنا بتفويض بعض الإعلاميين ليشحتوا باسم شعب مصر الذي مرغتم كرامته فى الوحل بتلك النماذج الإعلامية المستهترة التي لا ترى إلا نفسها وترى مصر كلها ليست إلا سبوبة يأتي من ورائها الملايين فباعوا أنفسهم وتلونوا ونزعوا قناع الحياء فقد كان منهم من اعتبر نفسه بوقا للدفاع عن مبارك ومنهم من كان عضوا فى التمهيد للتوريث ومنهم من كان منسقا لحملة مبارك الرئاسية التي لم يكملها فإذا هؤلاء جميعا أصبحوا ثوارا يملكون الحقيقة المطلقة التي لا يملكها احد سوى الله فباعوا و اشتروا وسبوا وهددوا وحضوا على البغض و الكراهية وبرروا القتل و استباحة الدماء وحرضوا الشعب على بعضه لان هؤلاء ببساطة مبدئهم وتحركهم معلق بشفاه من يحكم فإذا نطق شرقا انكبوا فى اتجاه الشرق وان نطق غربا تسابقوا مندفعين إلى الغرب ومثل هؤلاء يعرف الجميع أنهم يكونون نقمة على راعيهم فى المقام الأول فبدلا من يقربوه من الناس بتبرير أفعاله إذا بهم يكونون سببا فى كره الناس لهم ولما يمثلونه أو يدافعون عنه ليس إلا لتجرد هؤلاء عن المصداقية و استعدادهم لتقمص أي دور يريده الممول ضاربين عرض الحائط بمصر وشعبها الذي يراهنون على ضعف ذاكرته. إن مصر التي ذكرت فى كتاب الله مرتبطة بالأمن الذي فقدناه الآن بسبب نعيق الغربان الذي تتناقله فضائيات هؤلاء و صحفهم لابد أن تفيق ويفيق من تصدروا لتولى أمرها ليتأكدوا أن الإقصاء و العنف و الركود لن يحل مشاكل مصر فمصر وشعبها الذي ذاق طعم الحرية فى ثورة يناير المباركة رغم انف من فى قلوبهم مرض هذا الشعب لن يفرط فى حريته ولذا يجب أن يعيد المسئولون حساباتهم فى الركون لمثل هؤلاء الإعلاميين أو الصحفيين أو الركون إلى الحل الأمني الذي لا يملك أي رؤية إلا العنف الذي يفاقم المشكلة ويزيدها تعقيدا مصر تحتاج قلوب أبنائها لتخرج من جو عدم الاستقرار المخطط لها و المصريون لابد أن يفيقوا ليحترموا بعضهم البعض فعظمة مصر من عظمة شعبها ورقيه الذي يريدون أن يمحوه من ذاكرة العباد الا ساء ما يذرون اللهم احفظ مصر دائما بحفظك و اكلئها برعايتك وخذ بيد المصريين إلى الخير واحفظ مصر وأهلها من كيد الكائدين وظلم الظالمين وفجر الفجار اللهم آمين تحياتي درويش عز الدين