اندلعت معارك دامية جديدة، اليوم الخميس، بين القوات السودانية وأبرز جماعات المتمردين في دارفور -المنطقة الواقعة في غرب السودان- التي تشهد حربا أهلية، بحسب مصادر المتمردين. وقال أبو بكر حميد، المسؤول الرفيع في حركة العدل والمساواة: "لقد حصلت معارك اليوم في دار السلام في شمال دارفور. لقد هزمنا القوات الحكومية، ووضعنا أيدينا على أسلحة وآليات، وأسرنا جنودا شبانا". وأضاف: "كل الحركات، حركة العدل والمساواة، جيش تحرير السودان -عبد الوحيد وجيش تحرير السودان- ميناوي ورجال تيجان سيسي" قائد حركة التحرير والعدل شاركوا في الاشتباكات. ولفت إلى أن "القوات السودانية شنت غارات جوية وحرقت منازل، إلا أننا نسيطر على دار السلام. لقد سقط قتلى، ونزح أشخاص". وتعذر، عصر الخميس، الاتصال بالمتحدث باسم الجيش للتحقق من هذه المعلومات. وأكد عمال في وكالات إغاثة إنسانية حصول مواجهات في دار السلام من دون إعطاء تفاصيل. وتضم الحركات الأربع مجمل متمردي دارفور المعارضين منذ العام 2003 للحكومة المركزية في الخرطوم التي يتهمونها بإهمال تنمية هذه المنطقة الشاسعة ذات الطبيعة شبه الصحراوية. وكان من المفترض أن توقع حركة التحرير والعدالة، الأسبوع الماضي، في الدوحة اتفاق سلام مع الخرطوم، إلا أنه تم إرجاء التوقيع. أما حركة العدل والمساواة فقد بدأت الأحد الماضي محادثات تمهيدية للوصول إلى وقف جديد لإطلاق النار. وتقع دار السلام على بعد نحو 60 كيلومترا جنوبالفاشر العاصمة التاريخية لدارفور. واندلعت مواجهات بين القوات الحكومية والجناح في جيش تحرير السودان بقيادة ميني ميناوي، قائد التمرد الوحيد الذي وقَّع اتفاق سلام مع الخرطوم، إلا أنه تحول مجددا إلى عدو لها مؤخرا، ما أدى إلى سقوط نحو 10 قتلى منذ 10 ديسمبر الجاري. وأدت هذه المواجهات إلى نزوح أكثر من 12 ألف شخص إلى مناطق مجاورة وإلى مخيمات اللاجئين في شنجيل توبايا وزمزم في شمال دارفور. وأسفرت الحرب الأهلية في دارفور عن مقتل نحو 300 ألف شخص -بحسب الأممالمتحدة- و10 آلاف -بحسب الخرطوم- فضلا عن تشريد 2.7 مليون شخص.