كشف عبد الغفار شكر، نائب المجلس القومى لحقوق الإنسان، أنهم تقدموا بطلب لزيارة سجن طره منذ أكثر من شهرين إلا أنه لم يرد على الطلب حتى الآن، مشيرًا إلى أن قانون المجلس الحالى لا يسمح لهم بالزيارة المفاجئة للسجون، وأنهم أعدوا تعديلات على القانون، ولكن ينتظرون مجلس الشعب القادم لإقرارها وقال شكر ل "المصريون" إنهم طالبوا منذ شهرين النائب العام بالسماح لهم بالزيارة للاطمئنان على معاملة المسجونين احتياطيًا، خاصة من السياسيين بطريقة قانونية، ولكنه لم يسمح له بذلك. وأضاف أنهم جددوا الطلب أكثر من مرة وسيجددونه مرات أخرى، خاصة فى ظل إضراب بعض المعتقلين عن الطعام. وأوضح في الوقت ذاته، أن خطوة الإضراب من شأنها أن تجبر السلطة على حصول المعتقلين على حقوقهم، قائلاً إن تاريخ الاعتقال السياسى فى مصر حافل بالإضرابات من تلك النوع، والتى كانت تنتهى بحصول السجين على حقوقه. وكانت قيادات "الإخوان المسلمين" المحتجزين فى سجن العقرب، شديد الحراسة ب "طره"، و630 من المعتقلين "الإخوان" بباقى السجون أعلنوا الإضراب عن الطعام، اعتراضًا على طريقة معاملتهم "غير الآدمية", فيما لحق بهم ثلاثة من أبرز النشطاء الثوريين وهم: أحمد ماهر، مؤسس حركة "6 إبريل"، والناشطين أحمد دومة، ومحمد عادل، منذ يوم الأربعاء الماضي. وقال أحمد عبد الجواد، منسق حملة "الشعب يدافع عن الرئيس" ل"المصريون"، إن السجناء لجأوا إلى الإضراب فى محاولة منهم لجذب أنظار العالم إلى ما يلاقيه المعتقلون فى مصر، مشيراً إلى أن المجلس القومى لحقوق الإنسان شريك رئيسى، فيما يتعرض له المعتقلون، واتهمه بتقديم معلومات مغلوطة للمنظمات الدولية عن الوضع فى السجون داخل مصر. وجاءت بداية الإضرابات يوم السبت الموافق 21 ديسمبر، مع إعلان الدكتور محمد البلتاجى، القيادي الإخواني الإضراب عقب منع أسرته من زيارته، وألقت القبض على زوجته ونجله بتهمة الاعتداء على الأمن خلال الزيارة وتم إحالتهما إلى النيابة التي أفرجت عنهما بكفالة 5 آلاف جنيه. وقال "البلتاجي" فى تسريب له يشرح ملابسات إعلان إضرابه، نشرته الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة على "فيس بوك": "بدأت إضرابى عن الطعام منذ ظهر يوم السبت، بعد أن مُنِعتُ من الزيارة المستحقة ونُقِلت للحبس فى عنبر "انفرادي" فى زنزانة انفرادية مصمتة تماماً من جميع الجوانب، أتنفس الهواء من أسفل باب الزنزانة! وأضاف: "لكننى - بفضل الله – سأبقى صامداً حتى آخر لحظة فى حياتى، وأقول للظالم "أنت ظالم"، ولا أرضى الرضوخ لسلطات الانقلاب العسكرى الدموى الغاشم الذى قتل ابنتى ومئات الشهداء، سأظل مستمراً فى إضرابى التام عن الطعام حتى تتراجع حكومة الانقلاب ووزارة الداخلية عن "التمييز السلبي" فى معاملتى وإجراءاتها الانتقامية من شخصى أو ألقى ربى شهيداً رافضاً للظلم متمسكاً بحقى فى معاملة طبيعية وحق الشعب المصرى فى الحرية والكرامة والعدالة". فيما رفض المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة، زيارة عائلته الثلاثاء الماضي، رافضاً تحديث الزيارة لتتم من خلف ألواح زجاجية، حيث يتم التحدث فى الهاتف مثل السجون الأمريكية. وقال حسن، نجل الشاطر، إن والده امتنع عن استقبالهم اليوم فى الزيارة المقررة له فى سجن طره لرفضه أن تتم الزيارة له من خلف لوح زجاجى يفصل بين المعتقل وأهله، كنظام جديد يراد تطبيقه". وحصلت "المصريون" على بيان ل630 من شباب الإخوان المعتقلين ممن قرروا الإضراب عن الطعام، قائلين: "نعلن نحن بعض معتقلى فض اعتصام رابعة العدوية، وعددنا 630 معتقلاً عن البدء فى الإضراب بشكل كامل عن الطعام بدءًا من يوم الاثنين الموافق 23/12/2013، وذلك للأسباب الآتية: تكدس الأفراد داخل الزنازين بشكل غير آدمى، ولا يتفق مع أبسط حقوق الإنسان وبشكل يجعل من المستحيل القيام بأى حركة داخل الزنازين، وعدم أهلية المحبس لاستقبال الأفراد وامتلائه بالحشرات والقوارض وعدم وجود أى فتحات سواء لدخول الشمس أو للتهوية، بالإضافة إلى معاملة رئيس المباحث للمحتجزين معاملة سيئة للغاية، وتعمد إهانة المحتجزين أمام أقاربهم لفظيًا وبدنيًا، بدون أى مبرر، وعدم فصل المحتجزين جنائيًا عن المحتجزين سياسيًا أثناء الزيارات، مما يؤدى إلى تحرش واحتكاك الأهالى بهم بصورة مباشرة عكس المتعارف عليه عادة، وهو فصل السياسيين عن الجنائيين. وأضاف البيان: "طريقة وأسلوب التفتيش المهينة لأقارب المحتجزين أثناء وقبل الزيارة وخاصة المنتقبات منهم، بشكل يخدش حيائهن ويعرضهن للإهانة، وعدم صلاحية الطعام المقدم من إدارة السجن للاستهلاك الآدمى وعدم الثقة فى نظافته أو صلاحيته، نظرًا لتكليف بعض المسجونين الجنائيين بإعداده بعيدًا عن الإشراف المباشر لإدارة السجن. وأشار المعتقلون إلى أنهم عندما أخطروا إدارة السجن رسميًا بالبدء فى إضراب مفتوح عن الطعام لمطالبه المحتجزين بأبسط حقوقهم ولما يتعرضون له من معاملة مهينة، تم قطع المياه عنهم بشكل تعسفى للضغط على المحتجزين، ومن أجل أن يتراجعوا عن المطالبة بحقوقهم، قائلين: "لذلك قررنا رغم كل الضغوط الاستمرار فى إضرابنا الكامل عن الطعام، ولأننا نشعر بأننا فى فترة تعذيب وليس احتجاز، فنحن نموت كل يوم موتًا بطيئًا، فأفضل أن نموت، ونحن نقاوم عن أن نموت ولا يشعر بنا أحد، نحن معتقلى فض اعتصام رابعة العدوية بسجن طره وسجن المحكوم". من جهتها، طالبت حركة شباب 6 إبريل، المجلس القومى لحقوق الإنسان، بإجراء زيارة مفاجئة للسجون للاطلاع على الأوضاع فيها، وظروف الحياة والطريقة غير الآدمية التى يُعامَل بها المعتقلون، قائلة، فى بيان لها، إن إدارة السجن منعت عن المعتقلين الملابس الشتوية، مما قد يعرض حياتهم للخطر، محملين وزارة الداخلية ووزارة العدل والسلطات، مسئولية ما يلاقيه السجناء.