ألقت حادثة مقتل سائحة ألمانية الأحد بعد أن هاجمتها سمكة قرش مفترسة على شواطئ شرم الشيخ، في حادث هو الثاني من نوعه خلال أيام بعد إصابة أربعة سائحين في هجوم مماثل الأسبوع الماضي بتداعياته سريعًا على السياحة المصرية، التي تواجه خسائر فادحة، بسبب المخاوف التي انتابت السائحين الأجانب من مرتادي المنتجع المصري على ساحل البحر الأحمر. وغادرت أفواج سياحية منتجعات جنوبسيناء عائدة إلى بلدانهم، فيما قام البعض بتغيير برنامجه إلى دول أخرى مجاورة خاصة إسرائيل والأردن، في ظل حالة الهلع الناجم عن مقتل السائحة الألمانية ريتا ساكري (70 عاما) بينما كانت تسبح في المياه المواجهة لفندق حياة ريجنسي حين هاجمتها سمكة القرش، وقضمت فخذها وذراعها، ما أدى إلى مصرعها. وأفاد مصدر من كبار العاملين في مجال السياحة بشرم الشيخ، أن أعداد كبيرة فضلت الرحيل والمغادرة إلى بلدانهم، ومنهم من قام بالذهاب إلى إسرائيل من أجل استكمال برنامجهم. كما غادر مئات السائحين من إسرائيل منتجعات طابا وشرم ودهب وعادوا إلى إسرائيل بعد إعلان مصر غلاق جميع الشواطئ للبحث عن باقي أسماك القرش، وإغلاق الشواطئ الرياضية التى تعمل فى مجال الغوص الرياضي بجنوبسيناء. وصرح اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ جنوبسيناء، أنه أصدر تعليمات بإغلاق جميع الشواطئ، وذلك إلى حين التأكد من اصطياد جميع أسماك القرش التي تتواجد في أعماق البحر الأحمر على مقربة من سواحل جنوبسيناء، حيث تجرى الآن عمليات مسح شامل لجميع الشواطئ، بالتعاون مع وزارة البيئة وعلماء كبار متخصصين في عالم البحار والأسماك. وألمح شوشة في تصريحات للتلفزيون المصري الاثنين إلى إمكانية وقوف إسرائيل وراء الأسماك المفترسة التي لم تشهدها الشواطئ المصرية من قبل، وقال إن ما يتردد عن إلقاء المخابرات الإسرائيلية "الموساد" سمكة القرش القاتلة لضرب السياحة في مصر أمر غير مستبعد ويحتاج لوقت للتأكد. وعبر مصدر بإحدى كبريات شركات السياحة بجنوبسيناء في اتجاه غير عن ضلوع إسرائيل وراء إطلاق أسماك القرش في المياه المصرية، مشيرا إلى إن الشركات السياحية الإسرائيلية هي المستفيد الوحيد من هجرة السائحين من منتجعات سيناء، ولهذا لا يستبعد أن تكون هي المسئولة عن خلق هذه الأزمة، لأنها كثيرا ما قامت بإطلاق شائعات حول وجود عناصر إرهابية في سيناء، لاستهداف السائحين خاصة الإسرائليين منهم، فضلاً عن أن السياحة الإسرائيلية تعاني من حالة ركود هذه الأيام. لكن المهندس عبد الله الحجاوي رئيس جهاز حماية البيئة في شمال سيناء سابقا، ورئيس لجنة البيئة بالمجلس المحلي بمحافظة شمال سيناء عزا إمكانية قدوم أسماك القرش إلى التغيرات المناخية التي يشهدها العالم. وقال إن التغيرات التي طرأت على المناخ العالمي ربما كانت هي المسئولة عن هروب أسماك القرش وبعض الأسماك المتوحشة من موطنها إلى البحث عن مكان ملائم أو قريب من البيئة التى كانت تعيش فيها، بالإضافة إلى البحث عن غذاء. وأشار إلى ما يتردد عن ان بعض السفن التى كانت محملة ببعض الخراف النافقة ألقت حمولتها من تلك الخراف بالقرب من شواطئ جنوبسيناء، وجرفتها الأمواج والرياح إلى شواطئ شرم الشيخ. وكان هجوم سمكة القرش المفترسة قد تسبب يومي الثلاثاء والاربعاء في بتر ذراع سائحة روسية تدعى اوليجا مارسينكو (48 عاما) وقدم سائحة روسية ثانية تدعى لودميلا ستوليا (70 عاما) كما ألحق إصابات بليغة لسائح اوكراني يدعى فيكتوركولى (49 عاما) وآخر روسي يدعى تريشكين يفجيني (54 عاما)، وهم يعالجون الآن في إحدى مستشفيات القاهرة. وقالت مصر الخميس إنها قتلت سمكتي القرش المسئولتين عن الهجومين لكن جمعية الغردقة للحماية البيئية- منظمة مصرية غير حكومية- قالت إن السمكتين اللتين اصطادتهما سلطات الحفاظ على البيئة في مصر وقتلتهما ليستا من نفس نوع سمكة القرش التي قامت بالهجوم الثاني وهي من القرش المحيطي ذي الطرف الأبيض.