استقبل الحزب "الوطني"، قرار "الإخوان المسلمين" وحزب "الوفد" وم بالانسحاب من جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشعب المقررة غدًا الأحد، بطريقة "ودن من طين والأخرى من عجين"، وبدت علامات الترحيب على قيادات الحزب بالقرار فيما بينهم، معتبرين أن انسحابهما انتصار لإستراتيجية الحزب فى الانتخابات. وقال أحمد عز أمين التنظيم بالحزب، إن القرار كان متوقعًا، لأن المنافسين لم يستطيعوا الصمود أمام قوة مرشحي الحزب، مما جعلهم يهربون من المعركة، مبررين انسحابهم بالتزوير، وقلل من التداعيات المحتملة للقرار، والأمر الذي قد يضعف من مصداقية مجلس الشعب المقبل، لأنه يرى أن المصريين كعادتهم يتناسون وسرعان ما سيطون صفحة فى الانتخابات. وسعى الحزب عبر قياداته إلى تسريب أنباء، مفادها أن ما فعله خلال الجولة الأولى كان يسعى منه إلى ضمان تحقيق الأغلبية، وعدم الانتظار إلى الجولة الثانية، على أن يمنح الأحزاب الأخرى في انتخابات الغد فرص متكافئة دون تكرار التجاوزات التي شهدتها انتخابات الأحد الماضي. وقال عضو بارز بالحزب- رفض ذكر اسمه- إن مخطط "الوطني" كان يسير عكس انتخابات 2005، حيث فاز "الإخوان المسلمون" بأغلبية المقاعد فى الجولة الأولى مما اضطر الحزب إلى تكثيف جهوده للفوز فى الجولتين الثانية والثالثة، لذا عمل في الانتخابات الحالية أن يضمن مرشحوه الأغلبية من الجولة الأولى، على أن يعطي المعارضة في الجولة الثانية ما يقرب من 35% من المقاعد، لكن "الإخوان" و"الوفد" تعجلا وأعلنا انسحابهما احتجاجا على تجاوازت الدورة الأولى. واعترف المصدر بأن هذا الانسحاب قد يضر كثيرا مصداقية الحزب الحاكم أمام الرأي العام الداخلي وفي الخارج أيضا، وهذا ما دفع قيادات الحزب إلى محاولة توسيط ووأجهزة أمنية على صلة وتقارب ب "الإخوان" و"الوفد" من أجل عدم اتخاذ قرار الانسحاب قبل الإعلان الذي توقعه كثيرون من قيادات الحزب. من جهة أخرى، دعا مرشحو "الوطني" الذين يخوضون جولة الإعادة ضد منافسين من الحزب نفسه الأمانة العامة إلى فرض أجواء التهدئة في الدوائر المفتوحة، مع تزايد حدة التنافس بين أعضاء الحزب قبل الجولة الثانية، وقد وصلت إلى حد التهديد المباشر بأعمال غير قانونية مما جعل الأمانة العامة تحذر أمناء المحافظات من تكرار ما حدث في الجولة الأول وهددت بأن المتجاوز سيكون مصيره الفصل من الحزب. في الأثناء، سادت فرحة غامرة مرشحي الحزب الذين كانوا سيتنافسون أمام مرشحي "الإخوان" و"الوفد" في جولة الإعادة بانتصارهم وفوزهم بالمقعد، ومن أبرز هؤلاء على رضوان فى دائرة الساحل وسيد رستم فى دائرة الساحل، وعبد الرحمن راضى في دائرة روض الفرج الذي كان ينافسه طارق سباق مرشح "الوفد". وفي الزاوية الحمراء، احتفل أنصار المرشح إيهاب العمدة الذي كان سينافس مرشح "الإخوان" رضا الجندي، وفى دائرة المطرية وعين شمس احتفل ناجح جلال الذي يخوض الانتخابات للمرة الأولى بحصوله على مقعد الفئات من عاطف الاشمونى مرشح "الوفد" صاحب الشعبية الكبيرة فى الدائرة.