اعتبر النائب اللبناني حسن فضل الله المنتمي الى حزب الله الجمعة ان "تسريبات" وزعها موقع "ويكيليكس" ونشرتها صحيفة محلية حول لقاء بين المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان والسفيرة الاميركية السابقة في لبنان، تؤكد ان الولاياتالمتحدة "تدير عمل" هذه المحكمة. وقال فضل الله ان "ما سرب عن لقاءات بين المدعي العام للمحكمة الدولية والسفيرة الاميركية يؤكد ما كنا نقوله دائما بان الادارة الاميركية تستخدم المحكمة ولجنة التحقيق كاداة لاستهداف المقاومة". واعتبر ان هذا "الاستهداف" ناجم عن "عجز الحروب العسكرية الاسرائيلية ضد لبنان التي كانت تشن بقرار سياسي ودعم عسكري وتجسسي اميركي". ويشير فضل الله في حديثه عن المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الى ما نشرته صحيفة "الاخبار" القريبة من حزب الله الاربعاء حول اجتماع بين المدعي العام للمحكمة دانيال بلمار والسفيرة الاميركية السابقة في بيروت ميشال سيسون. وذكرت الصحيفة في تقديمها للمعلومات الواردة في الوثيقة انها حصلت على وثائق لوزارة الخارجية الاميركية لم ينشرها بعد موقع ويكيليكس الذي بدأ منذ الاحد عملية نشر حوالى 250 الف وثيقة دبلوماسية اميركية من حول العالم. وجاء في الوثيقة ان بلمار وسيسون ناقشا في ايلول (سبتمبر) 2008 خلال اجتماع بينهما عمل لجنة التحقيق في القضية. وقال بلمار حينها، بحسب الصحيفة، انه يود ان تقوم "لجنة التحقيق بالتنصت ... وقد عرضت السفيرة مساعدته في جهوده لحل هذه المشكلة". كما عبر بلمار عن "ضيقه من ان الحكومة الاميركية لم تستجب كفاية لطلبات المساعدة التي قدمها"، متسائلا "انتم اللاعب الاساسي. اذا كانت الولاياتالمتحدة لا تساعدني، فمن سيفعل؟". وذكرت الوثيقة ان من بين ما طلبه بلمار "استخدام الضغط الاميركي لحث الحكومة البريطانية على تقديم المزيد للجنة التحقيق (...) والوصول الى منشقين من حزب الله مقيمين في الولاياتالمتحدة". واعتبر فضل الله ان "هذه الوثيقة تشير بوضوح الى ان الادارة الاميركية هي التي تدير عمل المدعي العام وتشرف على التحقيقات الدولية بادق التفاصيل مثل الاستجوابات وغيرها". واوضح "لسنا امام اجراءات قضائية للوصول الى الحقيقة بل امام عملية سياسية تنفذها المحكمة لمصلحة اجندة اجنبية". وراى فضل الله ان "هذا كله يظهر مدى التسييس للمحكمة وحجم السيطرة الاميركية عليها بحيث توظف في اطار مشروع اميركي". وتابع "بناء عليه، فان اي قرار ظني يستهدف المقاومة انما يصدر وفق ما تمليه التوجهات الاميركية وبأدلة اسرائيلية". ويشهد لبنان حاليا تشنجا سياسيا حادا على خلفية المحكمة الخاصة باغتيال الحريري الذي قتل بتفجير شاحنة في بيروت في 14 شباط (فبراير) 2005. ويتوقع حزب الله ان يوجه القرار الظني المرتقب صدوره عن المحكمة اصابع الاتهام الى مجموعة من عناصره. وحذر نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم في بيان وزع الجمعة من ان الحزب المسلح يرى ان "القرار الاتهامي الذي يتهم حزب الله هو عدوان على حزب الله، وعدوان على لبنان". وشدد رغم ذلك على ان "اقلَّ المتضررين من القرار الاتهامي المزور هو حزب الله".