اعتبرت سفيرة السويد لدي القاهرة شارلوتا سبار أن مظاهرات 30 يونيو عبرت عن عدم رضاء الشعب المصري عن النظام ورغبته في تغييره، وكان يمكن أن يكون هناك طرقا أخري لتغييره، منوهة بأهمية المضي قدما للأمام وأن يصوت الشعب المصري في الاستفتاء على مشروع الدستور الذي لابد أن يحظي بمناقشات عديدة حول مواده. وأكدت سفيرة السويد - في مؤتمر صحفي عقدته اليوم بمقر السفارة بالقاهرة - أن الفترة المقبلة ستكون مهمة للفترة الانتقالية لمصر خاصة مع عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وأن مشروع الدستور يعد إطارا مهما في هذا الصدد، معربة عن أملها في تطوير ناجح للعملية الانتقالية في مصر التي ينتج عنها ديمقراطية حقيقة ونظام اقتصادي سليم ويتضمن تبني مبدأ الشمولية بما في ذلك المساواة بين الجنسين ومشاركة كافة الأحزاب السياسية المختلفة. وشددت على ضرورة بذل الجهود لتحقيق التنمية الاقتصادية والتطور السياسي والإطار القانوني لمصر بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية المحلية لمصر، قائلة إن "الشركات السويدية تولي اهتماما كبيرا بالاستثمار في مصر ولكن تحتاج إلي نظام قانوني واضح". وأضافت أن "مشروع الدستور يتضمن بعض المواد التي تعد إيجابية عن الدساتير السابقة مثل تحسن وضع المرأة، بينما هناك بعض المواد المثيرة للجدل مثل محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية"، مشيرة إلي أن التعاون بين مصر والسويد يشتمل على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والسياحة، فضلا عن الحوار المتبادل وسبل الاستفادة من تجارب كلا البلدين. وأكدت أن مصر تعد مقصدا سياحيا مهما للسائحين السويديين ولكن أعدادهم انخفضت في السنوات الماضية والتي قد وصلت إلي الذروة ما بين 200 – 250 ألف سائح في الفترة من عام 2008 إلي عام 2009، موضحة أن الصادرات السويدية لمصر بلغت 7 ملايين جنيه مصري عام 2012، بينما الواردات السويدية من مصر بلغت 280 ألف جنيه مصري. وذكرت السفيرة سبار أن الاستثمارات السويدية تتضمن شركة (الكترولوكس) التي اشترت مجموعة (أوليمبكس) بقيمة تبلغ410 مليون دولار عام 2011، وشركة (تيترا باك) مع شركة (فرج الله) في برج العرب باستثمارات تقدر بنحو 30 مليون دولار وشركة (إريكسون) التي بدأت أنشطتها منذ عام 1997. وردا على سؤال حول وضع المرأة في مصر، خاصة قضية التحرش الجنسي، أكدت أهمية دور الإعلام في تناول هذا الموضوع، الذي لابد من بذل الجهود للتعامل مع هذا التحدي وهذا ينطوي على إطار قانوني يضمن توفير العمل للمرأة في السوق المصرية والقضاء على ظاهرة عمل المرأة في القطاع غير الرسمي في البلاد، مشددة على ضرورة مشاركة المرأة في الحياة السياسية في البلاد وتولي المناصب القيادية في الحكومة. وعن التعاون في المجال الثقافي، أوضحت سبار أن التعاون في هذا المجال يعد مهما والذي يشمل المسرح وأدب الأطفال والأفلام، وقد نظمت سفارة السويد عدة فعاليات من بينها ورش عمل عن الأزياء وعرض فيلم (الطفل بلفيل) في مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة وندوة حول المسئولية الاجتماعية للمؤسسات وغيرها. وحول استراتيجية السويد نحو منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قالت إن "استراتيجية الحكومة السويدية تتركز في ثلاثة محاور وهي توفير المساعدات الإنسانية للسوريين حيث تعد من أهم المساهمين لوكالات الأممالمتحدة حيث وفرت نحو 120 مليون دولار، فضلا عن استقبالها نحو 21 ألف لاجئ سوري العام الماضي.. كما أن بلادها ترحب بعقد مؤتمر (جنيف 2) الذي تأمل أن يضع الأساس لحل سياسي للأزمة السورية". وأضافت أن "المحور الثاني لسياسة السويد في الشرق الأوسط هو دعم عملية السلام في الشرق الأوسط والتعاون مع الأممالمتحدة في هذا الشأن ودعم الحل القائم على دولتين"، مؤكدة رفض بلادها للتوسع الاستيطاني الذي يعد عقبة أمام السلام. وأوضحت أن بلادها توفر المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية وتعد السويد المساهم الرئيسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وأنها تعبر عن قلقها من الوضع الإنساني الخطير في قطاع غزة. وذكرت أن الملف الإيراني يحتل أهمية في السياسة الخارجية للسويد التي رحبت بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرا في جنيف حول البرنامج النووي الإيراني، معربة عن أملها في التغلب على المصاعب وأن يؤدي هذا الاتفاق إلي انخراط إيران بشكل إيجابي كشريك في القضايا الدولية من بينها الأزمة السورية.