جهادى: خرج من مطار مصرى بدعم من جهة سيادية خشية تصفيته وبدء مواجهات مع الجماعة قيادات الجماعة تدافع عن وجوده فى قطر: تم بالتوافق مع الإسلاميين لفضح الإطاحة بمرسى فجر الظهور المفاجئ للمهندس عاصم عبدالماجد، القيادى البارز ب "الجماعة الإسلامية" عبر فضائية "الجزيرة"، وتوجيهه انتقادات قوية للسلطة الحاكمة فى مصر وحصره للأخطاء التى وقع فيها الرئيس المعزول محمد مرسى، وأبرزها ثقته المتناهية فى وزير دفاعه الفريق أول عبدالفتاح السيسى، جدلاً واسعًا حول الطريق التى خرج بها من مصر، هو وعدد من رفاقه، ومن بينهم الدكتور طارق الزمر، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، وممدوح على يوسف، القائد السابق للجناح العسكرى للجماعة، وإسلام الغمرى الذراع اليمنى للمهندس مصطفى حمزة أبرز قادة الجماعة الميدانيين والمحتجز حاليًا فى سجن العقر "ب"، بصحبة زعيم السلفية الجهادية المهندس محمد الظواهرى ومساعده داود خيرت. وكانت أبرز التساؤلات عن هوية الطريق التى سلكها عبدالماجد من مصر بعد أن تعددت الروايات عن هذا الخروج، بعد أن سجل أحد أبرز منظرى المراجعات الفقيهة للجماعة خروجًا باكرًا من ميدان "رابعة العدوية"، وظهر لآخر مرة فى ميدان النهضة فى الأيام الأخيرة من شهر رمضان فى طريق عودته إلى مسقط رأسه فى المنيا، قبل اختفائه بشكل تام. ورجحت جهات أمنية اختفاء عبدالماجد، والذى كان إخوته فى الجماعة الإسلامية يلقبونه، ب "أبى سهل"، فى جبال محافظة المنيا، لدرجة أنها عزت الحملتين الأمنيتين اللتين شنتا على ناهيا وكرداسة ودلجا، إلى وجود عبدالماجد فى إحداهما بصحبة الدكتور طارق الزمر، والقيادى البارز فى جماعة الجهاد الدكتور محمد نصر الدين الغزلانى، وهما الحملتان اللتان فشلتا فى تحديد مصير القيادات البارزة فى الجماعات الجهادية، وإلقاء القبض عليهم لتنفيذ أمر الضبط والإحضار الصادر من النيابة العامة بحقهم. وحددت مصادر فى "الجماعة الإسلامية"، رفضت الكشف عن هويتها، الطريق التى سلكها عبدالماجد فى الخروج من مصر فى أربعة مسارات: الأول عبر الوصول إلى محافظة أسوان، أقصى صعيد مصر والتوجه منها إلى طريق درب الأربعين، مرورًا بالحدود السودانية بدعم من إخوته فى المحافظة الحدودية وأدلة الصحراء، وصولاً إلى العاصمة السودانية الخرطوم، واستقلال الطائرة المتوجهة إلى العاصمة التركية أنقرة التى مكث فيها عدة أيام قبل حط الرحال فى العاصمة القطريةالدوحة. فيما ذهبت روايات أخرى إلى أن عبدالماجد سلك طريقًا وعرًا إلى منطقة الواحات بمحافظة الجيزة، وصولاً إلى الحدود الليبية بعد تغيير مظهره، وسلك منها الطريق إلى العاصمة الليبية طرابلس بالتنسيق مع إسلاميين ليبيين أمنوا له الطريق لاستقلال طائرة إلى العاصمة التركية، ومنها وصولاً إلى العاصمة القطريةالدوحة. لكن الرواية الأكثر مصداقية تدور حول قيام أعضاء ب "جماعة الأنصار" التي أسسها عبدالماجد لدعم الثورة السورية بالمؤن والمتطوعين، والتى تضم عددًا من رموز الثورة، حيث أمنوا لعبدالماجد الخروج، داخل إحدى الشاحنات الخاصة بنقل الأغذية والأدوية، حتى جاوز الحدود المصرية، ووصل لإحدى القرى الحدودية السورية مع تركيا، ومنها إلى العاصمة أنقرة، مستقلا طائرة ليحط الرحال فى العاصمة القطرية، ليختفى فترة قبل أن يسجل ظهوره الأول ويطلق منه انتقاداته اللاذعة لخارطة الطريق ولإطاحة الجيش بالرئيس المدنى المنتخب محمد مرسي. وإذا كانت الروايات الثلاث السابقة، قابلة للتصديق لمنطقيتها وواقعيتها، فإن هناك رواية رابعة قصها أحد قادة جماعة الجهاد، وزعم أن عبدالماجد والزمر وممدوح على يوسف وإسلام الغمرى، خرجوا من مصر عبر مطار القاهرة بتسهيلات رسمية، قدمتها إحدى الجهات السيادية، التى احتفظت بتقرير عن نية أحد الأجهزة الأمنية تصفية عبدالماجد منذ عهد الرئيس محمد مرسى، غضبًا من مواقفه السياسية وتأسيسه حركة "تجرد"، لمواجهة الدعم والتأييد اللامحدود والرعاية التى أسبغتها مؤسسات الدولة العميقة على حركة "تمرد"، الداعية لإبعاد مرسى عن السلطة. وأفاد المصدر أن أحد الأجهزة السيادية قدم كل التسهيلات لخروج عبدالماجد خشية تصفيته بشكل قد يفتح معه صفحة المواجهة مع الجماعة الإسلامية، وتظل الدولة مستمرة فى سياسة التضييق والإقصاء ضد جماعة الإخوان، وعدم فتح جبهة جديدة مع الجماعة الإسلامية وبقايا جماعة الجهاد، باعتبار أن المواجهة بدأت مع الجماعة ونظام مبارك، بعد تصفية جهاز مباحث أمن الدولة المنحل للمتحدث الرسمى للجماعة الإسلامية علاء محيى الدين فى منطقة الهرم فى ثمانينيات القرن الماضى، واستمرت سنوات سالت خلالها دماء كثيرة من الجانبين، كان أهمها تصفية كل من قائد الجناح العسكرى للجماعة، طلعت ياسين همام، ومسئول إدارة التطرف الدينى فى مباحث أمن الدولة اللواء رءوف خيرت. ودلل القيادى الجهادى، على ما ذهب إليه بوصول تقارير للجماعة الإسلامية من أحد القيادات الأمنية بوجود مخطط لتصفية عبدالماجد، وهو ما دفع الجماعة لفرض حراسة مشددة على القيادى البارز، حيث كان يصحبه عدد من كوادر الجماعة فى أى مكان يتواجد فيه قبل 30 يونيه، حتى أثناء صعوده على منصتى رابعة والنهضة. وكان عبدالماجد هدفًا لهجوم لاذع من قبل إسلاميين اتهموه بالهروب من الساحة بعد توريط شباب "الجماعة الإسلامية" فى معركة غير متكافئة مع الشرطة والجيش، أدت إلى مقتل الآلاف، بحسب أرقام "التحالف الوطنى لدعم الشرعية". إلا أن الدكتور صفوت عبدالغنى، القيادى البارز فى "الجماعة الإسلامية" أكد أن عبدالماجد خرج من مصر بالتوافق مع إخوانه وقيادات التحالف لمواصلة المعركة، وفضح من أطاحوا بمرسي. وقال إن عبدالماجد لم يتخل عن إخوانه ولم يتركهم يواجهون مصيرًا غامضًا، بل إنهم الذين دفعوه لاتخاذ هذا القرار ليواصل معهم مسيرة الثورة، مشيراً إلى أن القبض عليه لن يفيد شيئاً، وسيتم تلفيق الاتهامات له، على حد قوله. من جانبه، قال سمير العركى القيادى فى "الجماعة الإسلامية"، إن عبدالماجد كان يدافع دفاعًا مستميتاً عن الشرعية وعن أول رئيس منتخب فى تاريخ المصريين وعن المشروع، وكان يقول دائمًا إن سقوط الإخوان أو الرئيس مرسى بهذا الأسلوب معناه سقوط المشروع الإسلامى، وتمكن العلمانيين بغير وجه حق، وهو ما حدث الآن. وتابع فى تدوينة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "لم يدع الشيخ طيلة أيام رابعة إلى عنف أو صدام، بل كان يقول صراحة إن السلمية هى طريقنا وكلمات رابعة مسجلة، ثم إن دور الشيخ فى الثورة ليس الكر والفر، فسنه وحالته الصحية لا يسمحان بذلك، ولم يبق إلا وقوعه فى أيدى سلطات الانقلاب، فهل هذا ما يريده غلمان برهامى"؟! وأشار إلى أن دوره الأساسى هو فضح الانقلابيين وبناء رأى عام داعم لرافضى الانقلاب، وهو ما يفعله الآن.. وقد كان بوسعه مداهنة الانقلاب والتصالح مع القتلة، مثلما فعل الكثيرون، وكانت ستفتح له القنوات والجرائد وتخلى له المنابر، أليس كذلك؟! بل إنه وأيضًا كان بوسعه وقد خرج من مصر أن يتخفى عن الأعين ويعيش هادئاً بعيدًا عن وجع الدماغ والملاحقات الأمنية، على حد قوله.