لا أحبذ التعليق على الآراء الشخصية لكاتب أو فنان أو سياسي أو أي فرد عادي، لأن الآراء الشخصية تدخل في مجال حرية الرأي وحق التعبير ولابد من احترام كل الآراء مهما كانت درجة الاختلاف أو الرفض لها..! ولكن هناك فارقا كبيرا بين حرية الرأي وبين التحريض على الفسق والانحلال، فحرية الرأي والتعبير حق مكفول للجميع، أما التحريض على ارتكاب المعاصي، فهو جريمة لا يمكن التساهل معها أو حتى تجاهلها..! والمخرجة السيدة إيناس الدغيدي التي أظهرت في أفلامها كل عورات المرأة، والتي قدمت أسوأ النماذج والأمثلة عن الفتاة المصرية لا تنفك تخرج علينا بين الحين والآخر بتصريحات مثيرة تستوجب المساءلة وتستلزم العقاب، حتى وإن كان هذا العقاب في شكل من أشكال الاستهجان والازدراء لكل ما تقوله وتتفوه به. فهي في حديث لمجلة "ليدي كل العرب" الاليكترونية نشره موقع "جود نيوز" تقول إنها متمسكة بآرائها "التنويرية" التي من شأنها أن تخرج المجتمع العربي من الظلام الفكري الذي يسوده..! أما الظلام الفكري الذي تقصده السيدة إيناس فهو يتمثل في الحجاب وفي الجنس، ففي قضية الحجاب فإنها ترفضه تمامًا، وتنتقد في ذلك الممثلات المحجبات، وفي قضية الجنس فإنها لا تجد عيبًا في العلاقات الجنسية دون زواج، وتطالب بترخيص أوكار للدعارة للقضاء على الكبت العاطفي بين الرجال والنساء..!! وإذا كانت السيدة إيناس تقول إنها لا تهتم باتهام البعض لها بالفجور بفضل تأييد العديد من مناصري حرية الرأي وعلى رأسهم زوجها لها، فإننا نقول إن ما تقوله هذه المخرجة التي دافعت من قبل عن العلاقات الشاذة إنما يدخل في دائرة المحرمات ولا علاقة له بحرية الرأي، والذين قد يؤيدونها في ذلك لا يمكن أن يكونوا من الأسوياء القادرين على التمييز بين ما هو مباح وما هو غير مباح، بين ما يدخل في إطار الدين والأخلاق وبين ما ينظر إليه على نوع من الفوضى والإباحية تحرمه وتجرمه كل الأديان السماوية. لكن السيدة إيناس الدغيدي لها كل الحق في أن تقول ما تقول، وتحرض على ما تحرض عليه، مادام هناك من يتعامل معها على أنها إحدى قائدات الرأي في هذا المجتمع، ويمنحها الفرصة لتقديم برامج تليفزيونية تتقاضى عنها مكافئات خيالية، ومادام هناك من يستضيفها في الفضائيات والصحف ويجعل منها شخصية مشهورة ذات شأن ومكانة. وكان في مقدورنا تجاهل هذه الدعوات السخيفة الغبية التي تخرج عن شخصيات لا تستحق التعليق على ما تقوله أو التعامل معه بجدية لولا أن هذا الكلام سبق ترديده في أكثر من مناسبة وفي أكثر من وسيلة إعلامية، ولولا قناعاتنا بأن هناك من يتأثر بأقوال الفنانين والمشاهير وأفعالهم.. ويكفي هنا أن نعيد إلى الأذهان التذكير بما فعله الممثل عادل إمام في أحد الأفلام عندما أقنع البطلة بأن تهبه نفسها ويتزوجان دون شهود أو إشهار، وهو الأمر الذي أوجد مشكلة اجتماعية معقدة نعاني منها الآن بانتشار الزواج السري بين الشباب وخاصة بين طلبة الجامعات بنفس الطريقة أو في أحسن الحالات بالاكتفاء بورقة الزواج العرفي والتي يتم تمزيقها والتخلص منها بعد استيفاء الغرض منها..! كما أن هذه الدعوات السخيفة التي يطلقها أشخاص محسوبون على التيار الليبرالي هي التي تجد الدعم والمساندة ويحصل أصحابها على المال والشهرة، أما الدعوات التي تحض وتحث على التمسك بالفضيلة والعفة والشرف وتؤكد على ضرورة الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي فلا تجد إلا تحجيمًا ورفضًا ومحاصرة أيضًا..! إن ما تقوله السيدة إيناس لا يمثل إلا دعوة لإشاعة الفاحشة في العالم الإسلامي { إنَّ الَذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ واللَّهُ يَعْلَمُ وأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم. [email protected]