لفت انتباهي أمس الثلاثاء عدم وجود أي أخبار في جريدة الأهرام عن النادي الأهلي، ولفت انتباهي أكثر أن هذا الأمر تكرر لليوم الثاني على التوالي، وعلى الفور أرجعت السبب لما أعلنه حسام البدري من أن الصحفيين سيتم منعهم من دخول تدريبات النادي الأهلي بسبب ما فعله أحد الصحفيين عندما أجرى حوار مع أحمد حسن لاعب الأهلي وقام بتغيير في محتواه عند النشر فافتعل مشكلة بدون داعي إلا الإثارة. مشكلة الصحافة في مصر كبيرة، فمن المفترض أن تكون كثرة الصحف الرياضية بجانب الأقسام الرياضية في كافة الصحف اليومية إضافة إيجابية للساحة الرياضية، فالتنوع مطلوب وبدلاً من أن يجد القارئ نفسه مجبراً علي تلقي رأي وحيد تصبح الآراء متعددة ويصبح في كثرة الصحف الرياضة إثراء للفكر الرياضي وتنمية للثقافة الرياضية لدي المتلقي، ولكن ما حدث هو العكس، فالشحن الجماهيري جراء الأخبار المغلوطة والصور المركبة والحوارات الملفقة والمقالات المغرضة والنقد الغير موضوعي وعدم احترام القارئ وعقليته وعدم احترام المهنة الصحفية أصبح هو الثابت وعدا ذلك هو المتغير. ولهذا أصبحنا جميعاً جمهوراً وقبلهم الصحفيين بل وعلى رأسهم الصحفيين لا نتقبل الهزيمة بروح رياضية ولا نقابل النصر باتزان، أصبحنا نتشفى في الآخر عند هزيمته بل وأصبحت الشماتة في الآخر لهزيمته سبباً رئيسياً في الفرحة والشعور بالنشوة والبديل الجاهز للعجز والفشل في تحقيق النصر والفوز بالبطولة، وأصبح التشكيك في فوز الآخر هدف بعد أن كانت محاولة اللحاق بالآخر والانتصار عليه هي الهدف. ليس هذا فقط، ولكن بدلاً من أن يكون الإعلام الرياضي قائداً لثورة فكرية رياضية تأخذ بيد الرياضة المصرية للحاق بركب التطور الكروي في أوروبا وأمريكا الجنوبية استمرت الرياضة المصرية محلك سر، وزاد عليها التضليل ومحاولة إرساء مفاهيم مغلوطة تتعارض تماماً مع الفكر الرياضي السائد في دول العالم المتقدم، فلا احتراف ناجح ولا مسابقات منتظمة والنجاح في الغالب يكون وليد الصدفة أو بقوة الدفع الوطني الجماهيري. إن هناك صحفيين وإعلاميين معروفين يستخدمون ألفاظ خارجة تماماً عن أي روح رياضية بل وتحض علي الشغب، ليس هذا فقط بل هناك ما هو أفظع، فمنهم من يكتب مفردات غير أخلاقية بها تلميحات جنسية بذيئة. الخروج عن الأخلاقيات للأسف الشديد وجد أول ما وجد في بعض الأقسام الرياضية بصحف كبرى، وفي الصحف الرياضية المتخصصة التي استبشرنا خيراً بظهورها وقلنا أنها ستثري الصحافة الرياضية إلا أنها لجأت لسلاح التشهير والابتزاز والتضليل والحض علي الشغب وإثارة الجماهير . عندما تأسست رابطة النقاد الرياضيين شعرنا أنها ستقوم بدور كبير وفعال في القضاء على الظواهر السلبية في الصحافة الرياضية، لكنها لم تفعل لا في عهد رئيسها السابق عصام عبد المنعم ولا الحالي أيمن أبو عايد وهو بالمناسبة رئيس القسم الرياضي بصحيفة الأهرام، لكن يحسب لرئيسها السابق عصام عبد المنعم قلة تصريحاته وعدم ظهوره على "الفاضية والمليانة" بوسائل الإعلام لشن الحروب على كل من هب ودب في المنظومة الرياضية، بينما رئيسها الحالي أيمن أبو عايد لا يترك مناسبة إلا ليظهر في وسائل الإعلام ليهاجم هذا أو ذاك بينما لا نسمع له صوتاً في المهازل التي تتم من الصحفيين كل يوم بل كل دقيقة. بل وكما كتبت في مقالي السابق لم نسمع له صوتاً عندما حسن شحاتة بحق الصحفيين "دول قللات أدب ما اتربوش"، فالأخ أبو عايد لا نسمعه إلا حين يكون الأمر متعلقاً بمن لا حول لهم ولا قوة. سمعناه يخرج مندداً بعماد متعب في أزمته مع المصور حسن عبد الفتاح، رغم أن حسن عبد الفتاح عضو في رابطة المصورين وليس عضوا في رابطة النقاد، وسمعناه يندد بمتعب في الكلام الذي زعم البعض أن متعب قاله بحق الصحفيين وبرأت متعب لجنة الانضباط، وها نحن ننتظر هل تثور ثائرة أبو عايد في أزمة مصور صحفي آخر طرده عزمي مجاهد المدير الإعلامي لاتحاد الكرة من مبنى الإتحاد؟، لا أظن، فأبو عايد يختار من يهاجمه، ولا يقف أبداً أمام الموج العالي. صحيفة الأهرام لم تنشر أخباراً للأهلي على مدار يومين متتاليين، والأخ أبو عايد وكما يتصور فهو وزملائه الصحفيين هم من تسببوا في شهرة النجوم في مصر، فلولاهم ما عرفنا حسن شحاتة والخطيب ومسعد نور وحسام حسن وغيرهم، ولو أرادوا لجعلوا من لاعب في الدرجة الرابعة نجماً للكرة المصرية يفوق تاريخه صالح سليم وزامورا، ولهذا لم تنشر الأهرام أخباراً عن الأهلي حتى تعاقب نجومه وجهازه الفني، فإن لم يصلحوا أمورهم مع الصحفيين فستنساهم الجماهير وستخبو نجوميتهم وسيصبح نجوم الكرة المصرية بدلاً منهم لاعبي وأجهزة فنية أخرى... هتتعدل يا بدري انت ولعيبتك والا لا؟، خد بالك يا أبو تريكة، ما حدش هيسمع عنك لو ما كتبناش إسمك انت وغيرك!!. كنت أعتقد أن أبو عايد ورابطته ستثور ثائرتهم للإهانة الحقيقية التي وجهها لهم صحفي زميل لهم بفبركة جمل في حوار مع لاعب كرة تسبب في ضرب مهنة الصحافة في شرفها، كنت أعتقد أن تثور ثائرة أبو عايد ويطلب تحويل الصحفي للتحقيق بنقابة الصحفيين، ومع احترامي الكامل للاعتذار الذي قام به رئيس تحرير الصحيفة التي نشر بها الصحفي حواره الملفق، وهو اعتذار في وقت مناسب أنهى أزمة كبيرة، إلا أن الاعتذار لا ينهي الأمر على الإطلاق، فما حدث من هذا الصحفي مكرر منه ومن صحفيين آخرين في إصدارات مختلفة، وفبركة الأخبار والحوارات مادة رئيسية في تلك الإصدارات، فما هو رد فعل أبو عايد ورابطته على ذلك؟، إن قال إن الاعتذار الذي قام به رئيس تحرير الصحيفة أنهى الأمر، فمتعب أيضاً وفي أكثر من مناسبة أعلن اعتزازه بالصحافة والصحفيين، فلماذا صعدت الأمر تجاهه، وأين رد فعلك تجاه ما يفعله زملائك الذين أهانوا شرف المهنة وطعنوها في كرامتها؟. الأخ أبو عايد وزملائه يظنون أن لهم فضلاً على الرياضة المصرية، وأظن أن الأجهزة الفنية في الأندية المختلفة وعلى رأسها الأهلي والزمالك سيكونوا في غاية السعادة إن توقفت الصحافة عن ذكر أخبارهم، فالجيل الصاعد في الصحافة الرياضية والذي يرتع حرا في الأندية لا هم له إلا التشهير والابتزاز والتضليل وفبركة الأخبار والحوارات، ومن شب على شيء شاب عليه، وكبار الصحفيين لا يدخلون الأندية الآن وأصبحوا ينعمون بالجلوس في المكاتب المكيفة وتركوا العمل الحقيقي للصغار ولا أبالغ إن قلت إن البعض منهم يطلب من شباب الصحفيين البحث عن أي أخبار مثيرة ومانشيتات ساخنة بأي صورة للترويج لصحفهم، "وإن كان رب البيت بالدف ضارب،....". ونهاية أرجو من رابطة النقاد الرياضيين أن تستمر في مقاطعة أخبار الأهلي، وياريت كمان الزمالك والإسماعيلي وإتحاد الكرة الذي أهان مسئول الإعلام فيه مصور صحفي، لنرى من الرابح ومن الخاسر، أما الجهاز الفني للأهلي فأدعوه ومعه الجهاز الفني للزمالك لرفض دخول الصحفيين للتدريبات، فالمسرحيات والأفلام لا يشاهد كواليس بروفاتها الجمهور، وفي العالم كله لا يشاهد الصحفيين التدريبات، ويتابعون أخبار الأندية عن طريق مواعيد محددة يلتقي فيها الصحفي مع المدير الفني للفريق أو أحد اللاعبين. يا سادة.. الصحافة للخبر الصحيح والمعلومة الصادقة والمفاهيم السليمة، وليست للنميمة الرياضية وحوارات خالتي بمبة.