وجهت وزيرتان ألمانيتان اتهامات لموقع فيسبوك بأنه يسهل عمليات التجسس على المشتركين فيه والذين يبلغ عددهم حوالي 500 مليون شخص حول العالم. كما طالبت الوزيرتان اللتان تشغلان حقائب العدل وحماية البيئة باتخاذ إجراءات سريعة وصارمة لإلزام موقع فيسبوك بفرض إجراءات وقائية لحماية البيانات الشخصية لمشتركيه. وكانت صحيفة فرانكفورتر الألمانية قد كشفت عن وجود فجوات جديدة في نظام حماية البيانات بالموقع، تسهل التجسس حتى على أشخاص من غير المشتركين فيه. وأوضحت الصحيفة الألمانية أنه إذا ما قام شخص بتسجيل نفسه في فيسبوك باستخدام عنوان البريد الإلكتروني لشخص غير عضو في الموقع، يمكن الأول من الحصول علي إيميلات كل من هم على صلة بالثاني من المشتركين في فيسبوك. وأكدت الصحيفة أن صاحب البريد الإلكتروني الأصلي لن يعرف بما وقع من استغلال لبريده الشخصي إلا بعد تلقيه لاحقا رسالة ترحب به في عضوية فيسبوك. كما لفتت إلى أن عملية الاستغلال تحدث بسبب عدم تدقيق شبكة التواصل الاجتماعي فيما إذا كان الراغب في الاشتراك فيها يستخدم عنوان البريد الإلكتروني الخاص به أم بشخص آخر. وعلى صعيد ذي صلة قيمت دراسة أصدرتها مؤسسة "اختبر البضاعة" الألمانية أواخر مارس الماضي، موقع فيسبوك أسوأ تقدير في مجال بيانات وحقوق المستخدمين، من بين مجموعة من مواقع التواصل العالمية والأميركية. وأعلنت وزيرة العدل الألمانية زابينا شنارينبيرغر إن الكشف عن هذه الفجوة يدل على عدم احترام فيسبوك لحماية البيانات الشخصية لكافة مستخدمي الإنترنت وليس مستخدميه فقط. كما دعت الوزيرة الحكومة الألمانية إلى تقنين إجراءات تلزم شبكة التواصل الاجتماعي بتفعيل نظام حماية البيانات فيه، وشددت على أهمية التأكيد القانوني على حق أحد الأفراد في حماية واستخدام بياناتهم على الإنترنت. من جانبها قالت وزيرة حماية المستهلك الألمانية "إلزا إيغنر" إن مخالفة فيسبوك هذه المرة تمثل واحدة من سلسلة من المخالفات والتطبيقات غير المقنعة المتاحة على الموقع الذي بني عمله على سؤال هو "من يعرف من". وأكدت أنه "من التضليل والقبح تسمية موقع إلكتروني لنفسه بشبكة تواصل اجتماعي، في الوقت الذي يتطلع فيه دائما للتربح من خصوصيات مستخدميه، ومنح هذه الأرباح القائمة على خرق القوانين، أولوية على حماية البيانات". واستنكرت الوزيرة الألمانية قيام موقع الفيسبوك بتحويل بيانات الأعضاء وغير الأعضاء من فيسبوك إلى جهات أخرى تحت أي ذريعة كانت. وكانت إيغنر ألغت عضويتها في فيسبوك احتجاجا علي قصوره في حماية البيانات الشخصية لمستخدميه. وانتقدت الوزيرة بحدة قبل أيام تطوير موقع فيسبوك لبرنامج يمكنه من نقل بيانات الاتصال المخزنة على أجهزة "آي فون" وإضافتها لما لديه من بيانات. وأضافت إيغنر في تصريحات لمجلة فوكوس "إذا نقل موظفون بمكتبي بياناتهم من أجهزة آي فون الخاصة بهم إلى صفحتهم على فيسبوك، فإن الرقم السري لهاتفي المحمول وكافة عناوين البريد الإلكتروني سوف تنتقل إلى شبكة التواصل الاجتماعي دون علمي". واعتبر مفوض حماية البيانات في ولاية هامبورغ يوهانس كاسبار أن الفجوة الجديدة التي تم الكشف عنها تكشف عدم اتخاذ فيسبوك إجراءات كافية لحماية البيانات. وكان كاسبار كسب أوائل العام الجاري حكما قضائيا ألزم فيسبوك بدفع غرامة باهظة لمخالفته قوانين حماية البيانات في هامبورغ التي يقع بها مقر الفرع الألماني لموقع فيسبوك.