بدأت بالكويت اليوم /الاثنين/ أعمال المؤتمر العالمي الأول للتعليم الجامعي المفتوح بمشاركة فرع الجامعة العربية المفتوحة فى القاهرة ، والذي تنظمه الجامعة بالتعاون مع المركز الاقليمي للبرمجيات التعليمية في مبنى الصندوق العربي للأنماء الاقتصادي والاجتماعي و تستمراعمال جلساته وورش عمله حتى بعد غد الاربعاء . افتتح المؤتمر وزير التربية ووزير التعليم العالي الكويتى الدكتور نايف فلاح الحجرف حيث القى كلمه نيابة عن راعي المؤتمر الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ، أكد خلالها أن المجتمعات العربية تواجه تحديات هائلة في شتى المجالات وخاصة في قطاع التعليم الذي يشكل أحد الأسس الهامة في إعداد الأجيال التي تتحمل مسئولية البناء الحضاري، ومسئولية الإبداع في شتى الميادين التي تحقق التطور والتنمية الشاملة للمنطقة العربية ، وهذا ما يتطلب اعطاء الأولوية لهذا القطاع من منظور استراتيجي تحدد بدقة رؤيته ورسالته وأهدافه. وأضاف الحجرف ان جميع مؤسسات المجتمع وخاصة المؤسسات الأكاديمية مطالبة بالعمل والتعاون على تهيئة بيئة متطورة لإحداث نقلة نوعية في مجالات التعلم والتعليم، وفي مجال تنمية القدرات والمهارات الضرورية لإحداث هذه النقلة أو الطفرة الحضارية في ظل التقدم التكنولوجي السريع وخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، وفي مجال بناء مجتمع المعرفة. وأكد أهمية ربط المنهج التعليمي بالتقنيات التكنولوجية الحديثة وتطبيقاتها المتطورة لايصال المعرفة لكل أبناء المجتمع، ولتطوير القدرات والمهارات لكل العاملين في شتى الميادين ، مشيرا الى ان التعليم المفتوح بأشكاله وأساليبه المختلفة برز في السنوات الأخيرة كأحد الأساليب المرنة في تطوير التعليم والتعلم حتى أصبحت بعض الجامعات التي تتبع هذا الأسلوب، والتي تراعي معايير الجودة العالمية، منافسا حقيقيا وايجابيا للجامعات التقليديةالتي بدأ بعضها في اعتماد هذا الأسلوب ولو بصفة جزئية، كما حرصت بعض الحكومات العربية على تبني انشاء الجامعات الحكومية الالكترونية كخيار مستقبلي معتمد. وثمن وزير التعليم العالي الكويتي هذه التطورات في مجال استعمال التكنولوجيا الحديثة في ايصال المعرفة لكل أبناء المجتمعات العربية من خلال مؤسسات أكاديمية رائدة في هذا المجال ، داعيا إلى مزيد من الجهد لترقية التعليم المفتوح بأشكاله وأساليبه المختلفة، وتطويرها وفق معايير الجودة العالمية المعتمدة في مجال تطوير الأنظمة التربوية مما سيسهل عملية تبادل الإعتماد والإعتراف بين المؤسسات الأكاديمية في البلدان العربية من جهة، وبين البلدان العربية والبلدان المتقدمة من جهة أخرى. وأشار إلى أن هذا المؤتمر الذي تنظمه الجامعة العربية المفتوحة بالتعاون مع المركز الإقليمي للبرمجيات التعليمية سيسهم، من خلال برنامجه العلمي الثري، ومن خلال المتخصصين، وصناع القرار من عدة بلدان شقيقة وصديقة، في طرح التحديات التي تواجه التعليم المفتوح والمدمج ، معربا عن آمله فى أن يطرح المشاركين والمختصين خلال جلسات عملهم الضوء على الاتجاهات الجديدة في التعلم والتعليم بصفة عامة وعلى الأفكار الابتكارية في مجال التعليم الالكتروني والمفتوح بصفة خاصة وذلك في ضوء التطورات التكنولوجية المتواصلة، بهدف تطوير أساليب التعلم في الدول العربية ، والإسهام في ترقية المجتمعات العربية للوصول بها إلى مصاف مجتمعات المعرفة. ثم القت مديرة الجامعة العربية المفتوحة الدكتورة موضي عبد العزيز الحمود كلمة رحبت فيها بضيوف الكويت بنيابة عن مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة، وعلى رأسهم الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس، وبالنيابة عن جميع المنتسبين اليها. وثمنت الحمود اختيار الكويت لانشاء المقر الرئيسى للجامعة ، والذى تم تطويره وتدشين صرحها الجديد بحضور الامير طلال ، هذا الصرح لذي يضم في ساحاته الآن آلاف الطلبة من الكويتيين والعرب، الذين بلغ إجمالي عددهم قرابة 30 الف طالب في فروعها السبعة في البلاد العربية المختلفة . وأضافت أن الجامعة تحمل مشعل الريادة لنوع جديد من التعليم الجامعي، وهو التعليمُ (الالكتروني) والتعلم عن بعد وكان للجامعة شرف الريادة في الإضافةِ إليه كنموذج للتعليم (المدمج) وذلك بالمزج بين اللقاء المباشر والتعليم المفتوح، لمقابلة متطلبات الاعتماد المحلي في معظم الدول العربية. وأكدت الدكتورة موضى عبد العزيز أن الجامعة اثبتت مكانها ومكانتها في الساحة العلمية، وذلك بما يتفق مع رؤية مؤسسها وصاحب فكرتها الأساسية الأمير طلال بن عبد العزيز، وتوجه مجلس أمنائها ، حيث يتيح هذا النموذج فرص التعليم العالي ذي الجودة العالمية الرفيعة للابناء العرب، ممن لم تمكنهم ظروفهم العملية أو المادية والتزاماتهم الأسرية من الانتظام في التعليم الجامعيِ التقليدي في الجامعاتِ الحكوميةِ أو الخاصة. ومن جانبه .. قال رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر نادر معرفي مدير المركز الاقليمي للبرمجيات التعليمية في كلمته إن هذا المؤتمر ينعقد في وقت أصبح فيه التعليم المفتوح من المقومات الرئيسة لثراء المعرفة وأحد أعمدة التقدم ومواكبة العصر ، مشيرا إلى أن هذا النوع من التعليم لم يعد مجرد ضرورة من ضرورات مواجهة التغير المتسارع بل أنه يسهم في حل كثير من المشكلات وتلبية متطلبات الحياة المعاصرة من التعليم والتدريب وبناء الذات. وأوضح أنه بالنسبة لمجتمعاتنا العربية التي تطرق أبواب التقدم، فلم يعد من الممكن الاكتفاء بالأساليب التقليدية في التعليم خاصة في ظل التقدم التكنولوجي المعاصر، ولعل التجربة الأهم في أقطارنا العربية تجسدها الجامعة العربية المفتوحة التي تعد ثمرة مبادرة نبيلة أطلقها ورعاها الأمير طلال بن عبد العزيز واليوم نشاهد الجامعة بعد مرور أكثر من عقد على إنشائها تخطو الخطوات الواثقة وتبلغ مكانة رفيعة باعتبارها كيان تعليمي أكاديمي غير تقليدي ومؤسسة تسهم في توجيه التنمية في عدد من المسارات أبرزها التنمية العلمية والمعرفية. وأشار معرفي إلى تأسيس المركز الإقليمي لتطوير البرمجيات التعليمية الذي يعمل ضمن مهامه على دراسة وتطوير وإنتاج برمجيات تعليمية ونشرها على شبكة الإنترنت ، كما يضطلع بمهام نقل تقنية إنتاج البرمجيات التعليمية إلى مؤسسات التعليم العربية ، لافتا الى ان كل من الجامعة والمركز يعملان على تهيئة بيئة متطورة للتعليم والتعلم وتحقيق أقصى استفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصال. ثم قام وزير التربية ووزير التعليم العالي الكويتي ومديرة الجامعة ورئيس اللجنة التنظيمية بتكريم الجهات المنظمة والمساهمة في المؤتمر ابتداء من الرعاية البلاتينية والمتمثلة بكل من الصندوق العربي لانماء الاقتصادي والاجتماعي عبداللطيف الحمد المدير العام ورئيس مجلس ادارة الصندوق وبنك الكويت الوطني متمثلة بالسيد عماد العبلاني نائب المدير العام لمجموعة الموارد البشرية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي متمثلة بالسيد الدكتور عدنان شهاب الدين بينما كانت الرعاية الذهبية من قبل الخطوط الجوية الكويتية متمثلة بالسيد سالم العمران والجامعة البريطانية المفتوحة في المملكة المتحدة دكتور تيم بلاك مان أما الفضية فتمثلت في الشركة الوطنية للاتصالات . وعقب ذلك ترأس وزير التربية والتعليم العالي اللبناني الدكتور حسان دياب الجلسة الاولى للمؤتمر والتي عقدت تحت عنوان (تقنيات واساليب التعليم المفتوح ) قدم فيها نائب رئيس الجامعة لشئون البحث والبعثات وضمان الجودة في المملكة المتحدة بحثا عن الابداع وضمان الجود في التعليم المفتوح . ويواصل المؤتمر عقد جلساته على مدى اليومين القادمين للانتهاء من مناقشة الموضوعات المتعلقة بتقييم وتطوير التعليم المفتوح ثم يعقد جلسته الختامية مساء بعد غد الاربعاء لاعلان توصياته وقراراته.