نويل" سيدة شابة، شقراء البشرة، شاحبة اللون على وشك الوضع إلا أنها ليست سيدة حقيقية من لحم ودم، وأن بدت كذلك، إنها مجرد دمية طبية أو دمية آلية ذات تقنية عالية في هيئة إمرأة صممتها شركة gaumard العلمية بالولاياتالمتحدة لتدريب الأطباء والممرضات على الولادة. وبحسب ال سي إن إن فالآن يتسع نطاق الطلب على "نويل" الشقراء في الولاياتالمتحدة وأفغانستان وغيرها من الدول لاستخدامها في المعاهد الطبية وبرامج التدريب في أقسام الولادة بالمستشفيات، وفق أسوشيتد برس. وتزايد الطلب على هذا النموذج الآلي يشير إلى الانقلاب الحادث في عالم الطب الذي يتخلى سريعاً عن الطرق التقليدية في التدريب والتعليم، والتي استمرت لقرون عدة والتي شكل فيها المرضى الطبيعيون آداة التدريب، ويتوجه، عوضاً عن ذلك، إلى النماذج والتكوينات الآلية ذات التقنية العالية والتي تحاكي البشر. ويشكل تدارك الأخطاء التي تقع أثناء عمليات التدريب، والتي تؤدي إلى موت آلاف المرضى سنويا، السبب الرئيسي وراء هذا التوجه، فارتكاب خطأ في روبرت بتكلفة 20 ألف دولار أفضل مئة مرة من إرتكاب نفس الخطأ في الإنسان الحي. ووفقا لإحصاءات المعهد الطبي التابع لأكاديمية العلوم القومية الأمريكية فإن أكثر من 98000 مريض يموتون سنويا في الولاياتالمتحدة جراء أخطاء طبية يمكن تجنبها. ورغم أن شركات أخرى تصنع نماذج آلية لاستخدامها لتدريب الأطقم الطبية على حالات الولادة الطارئة، يبدو أن " نويل" هي النموذج الأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية الذي يحاكي المرأة الحامل. وتتراوح أسعار النماذج المتاحة من "نويل" بين 3.200 إلى 20.000 ألف دولار، وهو أعلى سعر للنموذج الذي يدار بوساطة الكمبيوتر والذي تستطيع فيه "نويل" أن تحاكي إلى حد بعيد حالة الوضع الطبيعي، حيث يمكن برمجتها في عدة أوضاع معقدة قد تحدث أثناء عملية الوضع بما فيها إتساع عنق الرحم. ويمكن أن تبرمج كذلك لتضع مولدها في عدة ساعات أو تلد بشكل غير متوقع في ثوان قليلة. والمولود الذي تضعه "نويل "عبارة عن دمية بلاستيكية صغيرة يستطيع أن تغير ألوانها من اللون الوردي الصحي إلى اللون الأزرق الكاحل الناتج عن قصور في الحصول على الأوكسجين.