سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شعار "رابعة".. رمز الصمود والاضطهاد
الشريف: الإعلام يشيطن الرافضين للانقلاب العسكري.. ابراهيم : من يريد أن يكتب شعارًا فليكتبه على جدران بيته.. وأبو النصر : مصر تعيش حيز العدالة الانتقائية الانتقامية
"إشارة رابعة، القبضة الحديدية،علامة النصر ".... إشارات سياسية استخدمها المصريون في الفترة الأخيرة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم وتوجهاتهم السياسية والتي شكلت في الفترة الأخيرة حالة من الجدل داخل الشارع المصري، لم تخل من اضطهاد وقمع رافعي شعار "رابعة"، ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى الاعتقال بالرغم من أنه لا قانون أو نص بقانون يجرم هذا الفعل . ويرمز شعار رابعة لتأييد الحراك الرافض للانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، ورفضا للقمع الدامي الذي تعرض له المعتصمون من أنصار الحراك في ميدان رابعة العدوية في أغسطس الماضي. وانتشر الشعار على نطاق واسع في داخل مصر وخارجها، ولم يقتصر على التظاهر، بل انتقل إلى ميدان الرياضة، وكانت الواقعة الأشهر في هذا الإطار قيام مهاجم الأهلي أحمد عبدالظاهر برفع شعار رابعة في المباراة أمام أورلاند الجنوب إفريقي في نهائي دوري الأبطال الإفريقي، بعد إحرازه هدف الحسم لفريقه لكن ناديه وقع عليه عقوبة قاسية وعرضه للبيع جراء ذلك. وقال خالد الشريف، المستشار الإعلامي لحزب "البناء والتنمية"، إن المشكلة الأساسية بعد أحداث 30 يونيه هو أن مصر سادتها أجواء انتقامية وأحداث زادت من الانقسام والاستقطاب حتى ضاقت صدور المصريين، فما عاد المصري في الشارع متقبلاً لأن يسمع رأيًا آخر مخالفًا له بالرغم من أن مصر منذ قديم الأزل يتعايش على أراضيها جميع الأفكار ومختلف الاتجاهات ويسودها التسامح عبر جميع العصور والأزمان لكن الأيام الأخيرة تحولت مصر إلى بلد آخر حيث ضاقت فيها مساحة الحرية والتعبير عن الرأي. وأضاف: "أصبح التعبير عن الرأي والهوية جريمة وكانت قمة المأساة أن يطالب المعارضون والكارهون للتيار الإسلامي بقانون لتجريم شعار سياسي يعبر به التيار الإسلامي عن أنفسهم، هذا الشعار المعروف عالميا باسم شعار رابعة حتى زعم البعض أنه تهديده للأمن القومي المصري". ورأى أن التيار الإسلامي الموجود بطول البلاد وعرضها والذي فاز في كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة يواجه اليوم عنصرية بغيضة نتيجة لشيطنة الإعلام العلماني له بعد 30 يونيه، لذا نطالب المثقفين والإعلاميين اليوم بالتهدئة ونشر خطاب التوافق والتسامح بين المصريين وتقبل الرأي الآخر لأن مصر ملك للجميع وليس ملك فصيل سياسي بعينه أو ملك فئة وحيدة. من جانبه، قال الدكتور ناجح إبراهيم، منظّر "الجماعة الإسلامية"، إنه لابد أن تعود لغة التسامح مرة أخرى في مصر لان خطاب الحقد والكراهية المتواجد حاليا داخل الدولة من الممكن أن يحرق مصر في أي وقت ولابد أن تشمل مصر بين أراضيها جميع فئات المجتمع السياسية والحزبية . وناشد طلبة المدارس والجامعات تنحية السياسة في حرم المبني التعليمي والتظاهر أو التعبير عن الرأي خارج المباني التعليمية شرط أن يكون التظاهر بسلمية تامة كما يحب رفض كتابة الشعارات السياسية على جدران المدارس أو الجامعات ولكن حتى لا تتحول المدارس والجامعات إلى شعارات سياسية سواء من الجانبين. وأوضح أن من يريد أن يكتب شعارا فليكتبه على جدران بيته لكنه في نفس الوقت رفض القسوة الموجه ضد الطلاب واستخدام العنف معهم والحكم عليهم بأحكام قاسية. في نفس السياق، قال علاء أبو النصر الأمين العام لحزب "البناء والتنمية"، إن السبب الرئيسي لما يحدث في مصر الآن هو غياب دولة القانون فما نعيشه الآن هو دولة اللا قانون واللا مؤسسات فالنظام الحالي يفرض ما يراه من آراء وأفكار ويعاقب من شاء مخالف له في الرأي ويعطى جائزة لمن شاء ويسحب جائزة ممن يشاء فلا يوجد مادة فى القانون تعاقب على رفع أي إشارة مادامت غير مسيئة وليس بها جرم. وأوضح أن إشارة رابعة والتي يحاول البعض تجريمها ومعاقبة من يشير بها لم تظهر إلا بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة ولا يوجد ما يجرمها خصوصا لو عرفنا أن هناك قاعدة تقول لا عقوبة إلا بنص ولا جريمة إلا بنص فليس هناك نص فى القانون يجرم هذه الإشارة . فيما تباينت آراء المواطنين حول رفع الشعارات السياسية في الشارع المصري. وقال محمد مصطفى 43 سنة صاحب سوبر ماركت بحى القطامية إن رفع الإشارات السياسية أمر طبيعي حيث يتعلق الموضوع بانتماء الشخص نفسه والمصري لابد أن يكون حر في راية السياسي فالمصريون قاموا بثورتي يناير و يونيه لكى يتمتعوا بالحرية التى فقدوها منذ 30 عاما فى عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك. واعتبر أن ما يقوم به مشاهير مصر من رفع شعار رابعة حق أصيل لهم وذلك لأنهم متضامنون مع ضحايا فض اعتصام ميداني رابعة والنهضة وهو عبارة عن مجرد حرية رأي وتعبير عن إيمانه بفكرة ما. وقال أحمد على 38 سنة موظف، إن الشعارات السياسية في مصر انقسمت بين مؤيد لثورة 30 يونيه ومعارض لها فنجد أن المؤيدين لثورة يونيه دائما يرفعون إشارة علامة النصر المؤيدة للجيش المصري والفريق الآخر المعارض نجده يرفع صورة إشارة رابعة والأمر تطور حتى وصل إلى الرياضة المصرية فوجدنا أنه هناك بعض اللاعبين من يقوم برفع إشارة رابعة والبعض الآخر من يقومون برفع إشارة النصر وهذا ما لا نقبله خصوصا أن الرياضة هي مهذبة للنفوس ويجب على الرياضة أن تزيل الاحتقان الموجود فى الشارع المصري وليس العكس بان تزيد من قوة الخلاف بين الفريقين. وقال هشام أحمد 25 عاما ويعمل صيدلى، إنه بعد ثور يناير أصبحت حرية الرأي هي المطلب الأساسي لكل الشعب المصري ولكل شخص الحرية الكاملة في التعبير عن رأيه السياسي بما لا يؤذى الآخرين فلا يستطيع أحد كان من كان أن يمنع التظاهر السلمي في عصر ما بعد مبارك.ولكن نشدد على ضرورة عدم خلط الأوراق ببعضها فلا يجب أن نخلط الرياضة في السياسة ولا الدين في السياسية فكل ورقة يجب أن توضع في مكانها الصحيح . وقال حازم سيد 19 سنة طالب بكلية الآداب جامعة عين شمس إن مصر تعيش الآن في حالة حرجة سواء كانت سياسية أو رياضية والعقوبات التي يتكلم عليها البعض من الممكن أن تزيد الوضع اشتعالا خصوصا أنا افتقدنا حاليا مبدأ الخلاف في الرأي لا يفسد من الود قضية وأصبح الخلاف هو سيد المشهد على الساحة المصرية حاليا. وقال محمد جابر 45 عاما صاحب متجر ملابس إنه لا يوجد أي مانع لرفع الشعارات السياسية مادامت هذه الإشارات لا تؤذي الآخرين ولا يقع الضرر على أحد نتيجة رفعها وأطالب السلطة الحالية أن تتقبل أراء المعارضة وتشملها بدلا من اعتقالها واضطهادها .