تستعد الحكومة الإسرائيلية لإطلاق شارة البدء في تنفيذ مشروع بناء الجدار الحدودي مع سيناء في نوفمبر، من أجل وضع حد لعمليات تسلل اللاجئين الأفارقة انطلاقًا من الأراضي المصرية. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال اجتماع المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر للشئون السياسية والأمنية صباح الأربعاء، إنه يريد نتائج عملية لبناء الجدار خلال الأسابيع المقبلة، وفق ما نقل موقع "نيوز وان" الإخباري. ومن المنتظر أن تشرع إسرائيل الشهر المقبل في بناء الجدار، وفقا لما أعلنته وزارة الدفاع الإسرائيلية، علما بأن نتنياهو كان قد اتخذ قرار بناء هذا السور الحدودي في 14 مارس الماضي. وأبلغ نتنياهو الوزراء خلال الاجتماع قراره بتعيين مهندس لتنفيذ المشروع، وطالب المؤسسة الأمنية بإسرائيل التعاون مع مدير مكتب رئيس الوزراء ايلي جباي، ومده بآخر المستجدات حول مشروع بناء الجدار وأصدر تعليمات لكافة الجهات المختصة بالتأهب للبدء في عملية التنفيذ، وتقديم مقترحات من شأنها تخفيض أعداد المتسللين من الأراضي المصرية خلال وقت قريب، لحين الانتهاء من إقامة الجدار الحدودي مع مصر. ودعا إلى نشر قوات إسرائيلية إضافية على طول الحدود مع سيناء، وإقامة مناطق استيعاب للمتسللين الذين يقومون باختراق الحدود بشكل يومي، بالإضافة إلى بحث الطرق القانونية لترحيلهم من إسرائيل ووضع قيود وعقبات على الوظائف التي يمتهنوها هناك. واعتبر نتنياهو أن مشكلة المتسللين الأفارقة لإسرائيل تمثل تهديدا خطيرا على ما دعاه ب "الطابع اليهودي والديمقراطي لإسرائيل"، وقال: "أرغب في رؤية نتائج فعلية للبدء في بناء الجدار الحدودي خلال الأسابيع المقبلة". وأضاف إنه سيعقد جلسة وزارية أخرى بعد أربعة أسابيع يتم خلالها الاستماع إلى تقرير مفصل عما جرى من إنجازات من وزارة الدفاع، وستقوم الأخيرة بإخطار ايلي جباي مدير مكتب رئيس الوزراء بآخر المستجدات، موضحا أن طاقما خاصة سيرأسه هذا الأخير ستكون مهمته مراقبة الخطوات الفورية لمنع تدفق المتسللين إلى إسرائيل. إلى ذلك، شن مدير مكتب نتنياهو هجوما حادا على وزارة الدفاع لتأخرها في إقامة الجدار الحدودي على الرغم من تخصيص الميزانية اللازمة، واتهمها في مذكرة باستخدام الميزانية في دفع مرتبات موظفي هيئة الصناعات العسكرية الإسرائيلية التابع لها، بحسب ما نقلت صحيفة "معاريف" أمس. وقال جباي في المذكرة: "منذ 14 مارس 2010 كُلفت برئاسة طاقم خاص من جميع الوزارات للبحث في بناء الجدار الحدودي مع سيناء وتبين لي أن وزارة الدفاع تستخدم الميزانية في دفع مرتبات موظفي إحد هيئاتها، وهي هيئة الصناعات العسكرية"، ووصف الأمر بأنه "انتهاك صارخ" لقرارات الحكومة. وذكرت الصحيفة، أنه يتضح من خلال المذكرة أن وزارة الدفاع تسببت في عرقلة مشروع بناء الجدار الحدودي في الوقت الذي تقول فيه إن أعداد المتسللين في تصاعد مستمر، ووصلت أعداد المتسللين إلى ألف متسلل شهريا. وأضافت إن حوالي ألفي متسلل آخرين دخلوا الحدود خلال هذا العام دون أن تتم ملاحظتهم من قبل القوات الإسرائيلية على الحدود، مما يعطي مؤشرات على أن العدد في ازدياد، مؤكدة أن هناك أكثر من 30 ألف متسلل في إسرائيل، وفقا لآخر تقرير صادر عن هيئة السكان والهجرة الإسرائيلية.