نعيش هذه الايام ذكرة معركة حوفرت في أذهان وقلوب كل فلسطيني آلا وهي حرب 14 نوفمبر2012 التي استمرت ثمانية أيام والتي أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية أسماء عديدة تيمناً منها بالنصر والتحرير والقوة علي الكيان الغاصب ، حيث كانت شعلة وشرارة اندلاع هذه الحرب استهداف قائد أركان الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس آنذاك أحمد الجعبري مهندس صفقة وفاء الاحرار الذي أجبر الكيان علي الافراج عن 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل أن تفرج حركة حماس عن الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط وقد أعلن عن التوصل لهذه الصفقة في 11 أكتوبر 2011 تحت رعاية المخابرات المصرية لهذا الملف . ملف أسر الجندي شاليط كان يشكل أستفاز للإسرائيل في كل وقت بعد عملية الوهم المتبدد في 25 يونيو 2006 فسارعت اسرائيل في تلك الفترة الي أغلاق ملف شاليط بالطرق العسكرية قبل اللجوء لطرق السلمية والحوار مع المقاومة وعقد صفقة لفك أسر الجندي شاليط وتمثلت الطرق العسكرية من خلال شن اسرائيل حرب (ديسمبر 2008 - يناير 2009) علي غزة التي استمرت 24 يوم ورغم ذلك لا أنه لم ينجح الكيان في تحقيق الهدف الاستراتيجي الذي كان يتربع الخطة الحربية الإسرائيلية لهذه الحرب وهو معرفة مكان الجندي شاليط والعمل علي فك أسره . وبعد استهداف أحمد الجعبري سرعان ما تصاعدات الاوضاع في قطاع غزة الأمنية نحو التصعيد، وتمثل ذلك من خلال قيام الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام برشق الأراضي الفلسطينية المحتلة مئات الصواريخ الي أن أصبحت الصواريخ تصل عمق الكيان الغاصب " تل أبيب " في سابقة هي الأولى يشهدها الكيان منذ اغتصابه للأرضي الفلسطينية وبصواريخ محلية الصنع ويعتبر ذلك تغير نوعي وايجابي كبير للمقاومة الفلسطينية في ظل المحيط العربي والدولي الذي لم يتجرأ علي فعل ذلك " استهداف تل أبيب ". وبفعل هذا الانجاز وتطور قدرات المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني في هذه الحرب كما سابقاتها من الحروب وعدم قدرة الكيان علي السيطرة علي الموقف الأمني بفعل تصعيد المقاومة وعدم تحقيق الكيان أدنى أهدافه ، فسرعان ما سارعت إسرائيل للهث وراء تهدئة مع قطاع غزة لوقف اطلاق النار، من خلال الادارة المصرية الجديدة في عهد الرئيس محمد مرسي . وفي ظل الحروب الاخيرة التي شهدتها غزة ومقارنة قدرات المقاومة الفلسطينية قبل الحروب وبعد كل حرب نجد أن قدرات المقاومة تزداد بشكل ملحوظ نحو التقدم من خلال قفزات نوعية للأمام حيث تمثل ذلك من خلال الوسائل القتالية التي استخدمتها المقاومة في حرب 2008 وحرب 2012 التي كانت حروب فارقة في تاريخ الصراع الاسرائيلي الفلسطيني . حيث استخدمت المقاومة الفلسطينية أساليب واستراتيجيات ووسائل قتالية متطورة في هذه الحروب أكثر تأثير كصواريخ فجر وm75 والقسام ولم يقف عمل المقاومة الفلسطينية علي التجهيز بالسلاح بل ايضا اتجهت نحو حفر الانفاق بتجاه الكيان لتنفيذ العمليات الاستشهادية داخل الكيان حيث كان أخرها النفق الذي تم اكتشافه في مدينة خانيونس بعمق اثنين ونصف كيلو داخل اسرائيل الذي أبهر وأرعب الكيان الصهيوني وقادت الجيش بالإضافة لسفير الامريكي لدي الكيان الذي شاهد النفق بشكل واقع ، وخرجت قادت الجيش في تصريحاتهم ليتحدثوا ان نفق خانيونس هو دليل علي تعاظم قدرات المقاومة الفلسطينية وخاصة كتائب القسام ، و دليل على استعداد حماس للمواجهة مع اسرائيل . ان ما شهدنه من عروض عسكرية في ذكرة حرب الأيام الثامنة التي مازلنا نعيش ذكراها وما خرجت به المقاومة الفلسطينية بشكل عام كتائب القسام وسريا القدس وغيرها من الاجنة العسكرية من سلاح وقدرات عسكرية للفصائل أنه يقودنا ليشيء يطمئن واقعنا ومستقبلنا كفلسطينيين ويبعث في نفوسنا بشائر التحرير من خلال طرق مضت مثل الانتصار في حرب 2008 والانتصار في حرب 2012 وطرق مقبلة وهي الجولات المقبلة مع الكيان الصهيوني .