أحد أعضاء المجمّع الكهنوتي العلماني , وخبير إعلامي وأكاديمي ، وعضو بمجلس شورى النظام ، صدم وجدان الجماهير، وأهان وعيها مبرّرا ًالجريمة الثقافية والأخلاقية : جريمة وقف بث قنوات بث الروح الإسلامية وتجديد الإيمان ، برّر العلماني القدير ،والأكاديمي الكبير، والإعلامي الخبير من خلال قناة الجزيرة الجريمة بأن القنوات المذكورة أعلاه تبثّ : « الغيبيات » !! ، تصوروا، مما يعني كون: بثّ روح « الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه » : هي من أسباب غلق تلك القنوات !! ، ويبرّر أخوه في ذات المجمّع الكهنوتي، وزميله في مجلس الشورى ورفيقه في ميدان مكافحة مظاهر التدين وتجفيف منابعه ، وأحد رؤساء تحرير مجموعة إصدارات التوزيع الإجباري ، يبرر الجريمة على « البي بي سي » باعتبارها : « مطلب مجتمعي ونخبوي تأخر تنفيذه » !؛ هكذا .. المجتمع المسلم المتدين المؤمن، يطالب بوقف بث مادة حياته وغذائه الروحي والنفسي!! ؛ إلى هذا الحد وصل الكذب والافتراء على المجتمع ودينه !! ولاندري من الذي منح صاحبنا «بائع العلمانية » : حق التحدث باسم المجتمع ،وإن كان له أن يتحدث باسم النخبة العلمانية التي فرضت نفسها وسماجتها وهو منها علي الجماهير بقوة السلطان !!؛ تلك النخبة التي تحركت بقوة السلطان: حديده وناره ،وبانتهازية بغيضة ، تريد قطع حبل الوصال بين المجتمع ودينه ، وتدمير وعي الناس ومداركهم المؤمنة ، وهو الحلم والمراد العلماني القديم المتجدد !. إن شياطين العلمانية المحلية والعالمية ، انتهزوها فرصة.. فرصة تَلبّد الأجواء بغبار المعارك السياسية والطائفية ؛ فسعوا سعيهم وكادوا كيدهم ، ومكروا مكرهم ...ومن ثم ضربوا ضربتهم الخبيثة الغاشمة في الصميم : قتل قنوات تجديد الإيمان والتعريف بالإسلام والتي أثبتت نجاحات فائقة في مجالها ، قتل قنوات تقف عقبة أمام تحقيق مشروعاتهم التي تهدف إلى تجريف الدين والتدين ، وقطع حبل الوصال بين الأمة ودينها . إن العلمانيين في بلادنا وكلاء وليسوا أصلاء ، حصان طروادة ، فارغ المحتوي ، يمتطيه الأغيار لتحقيق مرادهم منه ، العلماني في بلادنا خادم والعلمانية عنده سبوبة أو عقدة خواجة ، والوكيل أو الخادم أوالقنطرة ، لا تنفك طبيعته عن طبيعة دوره أو وظيفته أو الخدمة التي يؤديها لمستخدميه ، فشخصية الخادم دليل على طبيعة الخدمة، وكذلك الخدمة دليل على طبيعة القائم بتقديمها والجهة المشرفة عليه وعلي الخدمة ، وهى قاعدة تسويقية صحيحة ومعتمدة لدى خبراء تسويق الأفكار والخدمات والأشخاص والمؤسسات، فضلا عن السلع. فإذا كانت شخصية المندوب أو الخادم أو القائم بالترويج أو السمسار أيا كان الاسم لا تتمتع بالقبول أو الذكاء الوجداني والصدق والأصالة لدى الجماهير المستهدفة؛ تشوهت الصورة الذهنية للفكرة أو الخدمة أو المؤسسة المراد ترويجها أو تسويقها أو السمسرة من ورائها. وكذلك إذا كانت الفكرة أو الخدمة سيئة أو غير أصيلة أو كانت تصطدم مع ثقافة البيئة المراد ترويجها داخلها؛ يصعب على المندوب أو الخادم ترويجها مهما كانت إمكاناته أو قدراته، بل إن الفكرة الدخيلة تنعت مروجها أو مندوبها بعدم الأصالة وإن كان أصيلا. وكثير من رجال الكهنوت العلماني أو مدَّعى تبنِّى الأيديولوجية العلمانية هم فى الحقيقة وكيل أو خادم أو سمسار فاشل وغير نزيه وغير صادق وغير أصيل فى تسويق الأفكار والخدمات لصالح الغير، أو نيابة عن الملتزم بالتكاليف. ومازاد فشلهم فشلا كون الفكرة أو الخدمة أو الأيديولوجية التى يروجونها هى فكرة غير أصيلة لا ترتبط بنسب بثقافتنا أو بيئتنا؛ فهى نبت لم نزرعه يوما ولم نغرس له بذرة؛ فقد زُرِعَ فى تربة غير تربتنا، و نما فى أرض غير أرضنا، وحُصِدَ فى بيئة غير بيئتنا، لحساب آخرين يرجون من شؤون الدنيا والآخرة غير ما نرجو، ويذهبون فى رؤية النفس والناس والخالق والكون مذاهب تتجافى مع مذاهبنا ورسالتنا في الحياة . فالعلمانية عقدة نفسية غربيّة بامتياز، وتورُّم غير حميد أصاب المجتمع الغربى؛ جراء خصومات وصراعات دينية واجتماعية وسياسية أفرزت عداءً فاحشا بين محاكم التفتيش الكنسية المدفوعة بالرغبة المرضية المحمومة في السيطرة على الأعصاب والنوايا باسم الإله وبين المجتمع الذي صدمته الكنيسة في فطرته صدمة قاسية وعنيفة فكرهها وكره كل ما ترمز إليه وسط أتون صراع شرس بين مقومات الفطر السليمة ورغبات كهنوتية ما أنزل الله بها من سلطان ، صراع لم نكن طرفا فيها أو سببا له أو مقدمة من مقدماتها، حتى يفرض علينا هضم ما تعاف الفطر السليمة أن تتناوله . فحين يقوم الوسيط أو المندوب أو الخادم العلماني بترويج الفكرة العلمانية في بلادنا ؛ فهو يكتب علي نفسه الفشل ويقيم من نفسه مقاما يجافي النزاهة وينعت نفسه بعدم الأصالة ؛فالفكرة دخيلة غير أصيلة لا يقدر على ترويجها فى بيئة غير بيئتها أبرع المروِّجين أو أبرع الخدم أو حتى أكثر السماسرة خبثا ودهاء. وتلك هي محنة وسرّ خيبة جماعة العلمانيين وفشلهم رغم توفر كل الإمكانات والعطايا والهبات في غرس العلمانية في الضمير الجمعي للجماهير ؛ الأمر الذي يبرر لنا حالة التشنج والهياج النفسى والعصبى والحركى والبلاهة الفكرية لدى النخب العلمانية المتنفذة وهم يعاينون فشل محاولاتهم الغبية لتجفيف منابع التدين تحت عناوين كاذبة خاطئة ، تكاد ترى الواحد منهم ينزع بيديه شعره من رأسه؛ غيظا من فرط الفشل في ترويج الفكرة الدخيلة داخل بيئة غير بيئتها، وفى سياق ينكرها وتنكره؛ وأنه لولا مال يظاهر وسلطة تقمع وتساند لما سكنت فى ديارنا خلية حية تنتسب للعلمانية بأي نسب . وعلى الرغم من ادعائهم العلمية والأكاديمية، إلا انههم يلحظوا هذه المفارقة العلمية والبديهية لدى خبراء وعلماء النفس والتسويق، أن الفكرة الدخيلة يصعب ترويجها فى بيئة لا تناسبها، حتى لو كان المروجون مهرة، كما أن المروج أو المندوب غير الأصيل لا يستطيع أن يروج فكرة مهما كانت أصالتها. ولعل هذا من مكر الله أن يكون كل من المندوب والفكرة هما من أهم أسباب كسادها فى الأسواق وبوارها، فالأيديولوجية العلمانية فى بلادنا هى فكرة كساد وبوار لدى جماهير الأمة التى تنفر من العلمانية ومروجيها نفورا فطريا لا تكلف فيه، وتفر منها ومن مندوبيها وسماسرتها فرارها من الشيطان إذ يعلمون أنه يخترع لهم دينا غير دين الإسلام . وهو على الأغلب دين السمسرة والاسترزاق الحرام والكسب غير المشروع، وتسويق الذات فى سوق نخاسة لا سقف له من قيمة أو خلق أودين فى بيع أوشراء، نعم تسويق ذات لدى دوائر داخلية معنية تفتح ذراعها بكل أنواع الحماية والرعاية لكل من يتطاول على الإسلام، وكذلك تسويق ذات لدى دوائر خارجية غربية، تغرى بالعطايا والأوسمة والمنح والنياشين كل يضرب بسهم في تجفيف منابع الدين ، بدعوي التنوير أو مكافحة الإرهاب أو مكافحة بث الغيبيات أو نزولا على مطالب المجتمع ...تصوروا !! فالعلمانية لا تخرج تعريفاتها المتعددة غالبا عن تعريف جون هوليوك: "الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية, دون التصدى للإيمان, سواء بالقبول أو الرفض". وصاحبنا الهمام يعتبر نشر الغيبيات تهمة فهل فهم العلمانية أو فهم الإيمان !؟ فمن المفترض نظريا وفق هذا التعريف المتدوال والمعتمد لدى رجال الدين العلمانى أن تكون محايدة فى تعاطيها للأديان؛ فلا تقبلها ولا ترفضها، وهذا ما يتنافى تماما مع الحمم التى يصبها شياطين العلمانية على الدين والدين الإسلامي بالتحديد . فى حين أن التصور الإنسانى والحضارى للحكم الرشيد يعتبر الدولة الوسيط أو الوكيل أو الممثل الأمين لآمال وأحلام ومصالح شعبها، فهى ليست مجرد مؤسسات أو سلطة تفرض رؤاها على الشعوب على غير رغبتها أو إرادتها أو ثقافتها التى هى قيمها وأفكارها ورموزها التى تحقق بها ذاتها. فالرجل هنا غير أمين حتى على العلمانية التى يزعم أنه ارتضاها لنفسه دينا، ويريد أن يستبدل بها دين الناس، كما أنه بتسلطه وعدم إنسانيته، وحمله الناس على الإذعان لدين غير دينهم؛ يؤكد على صبغتها الاستعمارية وينزع عنها اللبوس الإنسانى والحضارى المزعوم. والعلمانيون يدَّعون أنهم يثمنون الديمقراطية عاليا، فى حين أن الرجل مستبد رفيع المستوى؛ يصادر على الشعوب المؤمنة رغبتها الجامعة والجامحة وحقها الأصيل فى اختيار ما يناسبها، وهو لا يقبل منها إلا بالإذعان والانصياع لتعاليم كهنوتية علمانية قميئة، تهدف إلى تفريغ الوعى وتخريب الوجدان، ومن ثم تدمير الهوية وتبديد الثقافة!. فهو ليس صادقا فى تبنيه واختياره وتوجهه العلمانى؛ فهو بلا شك ليس علمانيا أصيلا أو أمينا على الفكرة العلمانية؛ فالأمين على فكرة لا ينفر المستهدفين بها ومنها بهذه الفجاجة؛ وعليه فوراء الهجوم على الإسلام دافع آخر غير علمانيته المدعاة، وغير نفوره من الدولة الدينية التى يعشقها ممثلة فى الدولة الفرعونية، فما هو الدافع؟. من مثلا من الممكن أن يحصل على موقع هدية على الإنترنت من مجموعة من الأقباط المتعصبين الذين يخرجون عن الاعتدال والتسامح القبطى السائد والمعاين فى كل ركن من أركان مصر المحروسة؟!. من مثلا يستطيع الحصول على مثل هذا الدعم الذى حصل عليه سيد من السيد المحب والراعى لكل من يحمل على الإسلام «نجيب ساويرس» رجل الأعمال الأشهر عالميا، وعلى نحو ما بينا فى مقال سابق؟. من من الممكن أن يشير إلى عباد الله فى كتاباته وأدبياته باعتبارهم: «بنى الله» على نحو ما كتب سيد القمنى على صفحات المصرى اليوم! فى مخالفة واضحة لتصور الإسلام عن عباد الله، وفى توافق واضح مع تصور الإنجيل والتوراة باعتبار عباد الله أبناء الله وأحباءه؛ فتصور "أبناء الله وأحبائه" هو تصور توراتى إنجيلى لا يقول به الإسلام. من مثلا من الممكن أن يفسر قول المسيح عليه السلام: «دع ما لقيصر لقيصر ومالله لله» كما فعل سيد بأنها تثبت سلطة المسيح الدينية والدنيوية على غير ما ذهبت إليه المسيحية، وما ذهب إليه رجال الدين المسيحى وما جرت به الأحداث، فى حين ينفى ذلك باستماتة عن الإسلام على غير ما ذهب إليه الإسلام وعلماؤه وماجرت به الأحداث؟!. من من الممكن أن يسقط فى وحل النفاق الطائفى الرخيص والكريه وهو ما لا يخفى على أحد على نحو ما يفعل سيد وصحبه من جماعة العلمانيين المتطرفين والليبراليين الجدد؛ تزلفا بدعوى الحفاظ على حقوق الأقليات، تلك الدعوة التى أصبحت جسرا معتمدا لاستحلال وانتهاك حقوق السواد الأعظم من الجماهير المصرية وزرع الفتن بين أشقاء الوطن؟!. من من الممكن أن يفعل هذا أومن من الممكن أن يستيفيد من وراء فعل هذا؟!. فإذا كان الرجل ليس مفكرا علمانيا وليس مفكرا إسلاميا، وبديهى أنه ليس مفكرا مسيحيا لأنه لم يعلن ذلك، كما أن أمثاله ينقصون من رصيد إخواننا المسيحيين ولا يزيدونه فتيلا. إذن هى السمسرة والاسترزاق الحرام والكسب غير المشروع، وتسويق الذات فى سوق نخاسة لا سقف له من قيمة أو خلق أودين فى بيع أوشراء، سمسرة واسترزاق حرام وكسب غير مشروع وتسويق ذات فى سوق نخاسة لدى دوائر داخلية معنية تفتح ذراعها بكل أنواع الحماية والرعاية لكل من يتطاول على الإسلام، وكذلك تسويق ذات لدى دوائر خارجية غربية، تغرى بالعطايا والأوسمة والمنح والنياشين كل يضرب بسهم في تجفيف منابع الدين ، بدعوي التنوير أو مكافحة الإرهاب أو مكافحة بث الغيبيات !!