وأنا في حالة انشغال ذهني وعملي في إعداد المقالات المزدحمة وخاصة بعد موسم رمضان والعيد وترتيب الأفكار والأولويات باغتتني غاليتي كبيرة بناتي طَرْفَة بكل حضورها الذهني والحماسي وأنا في هذه الزحمة :- أبوي نزّلت لك على حائطك ( الفيس بوك ) قضية طّل الملّوحي يا بوي.. قهر والله...بس تكتب عن فلسطين ما سوّت شي يابوي – توقفت عند مفاجئة طرفة ما القصة يا طرفة أنا لا اعرف شيء عن القضية ...لكنني اعرف حماسة طرفة وشقيقتيها لفلسطين أوقفت بالفعل كتابة مادتي وعدت للحائط ثمّ إلى مدونة طل الملوحي وحملة التضامن معها وما كُتب عنها وكانت الحقيقة المروعة , المعتقلة طل الملوحي مدونة وهي شابة سورية في مقتبل العمر ...تمارس السحر لكنه سحر البيان وتحمل الروح الفدائية لكن عبر قذائف القلم تعيش هذه الشابةلفلسطين وباسم فلسطين , لغتها الأدبية الرائعة تهز القارئ رغم أنّ طَرْق مواضيع القضية رائجاً خاصةً عندما يتحول الكلام كرصيد لإفلاس الأفعال لكن حديث طل كان مختلفاً فهي لغة معبرة وعابرة ونقدٌ لا يقف عند الأسماء لكن دلائل المسميات تقف أمامك وأمام نصها فتعرف بدلالة العقل وإيماء البلاغة من المقصود...وكنتُ قد شككتُ في قراءة طرفة لشخصيتها وقلتُ في نفسي لعل مدونة طل تحمل شراكة حقوقية مع مناضلي الشام الحقوقيين كشيبة الكفاح الكبير هيثم المالح أو النشطاء السياسيين من قوميين ويساريين وإسلاميين الذين اعتقل بعضهم منذ مذبحة حماة وتدمر الحمراء ولم يعرف مصيرهم بعد . لكنني وبعد مراجعة هادئة لمدونتها أدركتُ دقة رؤية ابنتي وأنّ طل كانت تقف عند مشارف القضية المركزية وتَعبُر إلى عمقها توحّد فيه قضيتنا وقضية الحق العربي في الداخل والخارج... رسائلها من فلسطين واليها إلى رائد صلاح والمرابطين إلى قائد الثورة الكبير إسماعيل هنية وإخوانه ورسائل منتقاة إلى الشهداء بأسمائهم والى ابن الزهّار الشهيد , سوى أن فكر طل الملوحي كان يُصيغ قالبه بأمواج متحركة تصل الوجدان وتعري مواقف دون مشاتمة , فقلتُ لعل حجابها الذي بدئت السلطات الأمنية تضيق منه هو السبب لمضمون فكري , لكنني رأيت لغتها بعيدة عن قالب التدين المذهبي لصيقة بمعاني إسلامية أصيلة تُجّل الحقوق والحريات وخاصة الحرية الكبرى لأرضنا المباركة ووجهها المشرق ينطق بهذا التسامح ولكن قلمها له بأسٌ شديد على الغزاة الإرهابيين ونقد دقيق لمن عَبّد لهم الطريق , لكنني فجأة أدركت الحقيقة..لماذا اعتقلوا طل ..؟ إنّ طل الملوحي أيها السادة رفضت أن تؤجّر قلمها أو تخضع فكرها وبيانها لازدواجية المواسم والرايات فأوقفتها على نبض القضية فلم تكتب لولي الفقيه ووكلائه في لبنان ولم تعترف بمقاولي المقاومة الذين يُحتضنوا لأجل مشروع خاص يُحيّد العرب وينزع أرضهم ويتعاون مع عدوهم في أرضهم الأخرى...لم ترضى طل الملوحي أن تشارك في الزفة فتهتف لمقاومة ولي الفقيه في جهة وتهتف لمقاولته في جهة إنها ببساطة عربية سورية هنالك يا شام يا قلبنا وضميرنا وحدة الهوية...لكن قد يستغرب الإنسان أن يسعى أقوام لتتغييب فتاة مدونة تهتف لفلسطين دون وصاية أو استثمار لأحد خاصة إذا كان هذا الوصي له جزءٌ مستثمر مع ولي الفقيه الأعجمي ولذلك نقول حتى لمصلحتكم ومقاولتكم ارفعوا مسدس الملازم نمر عن طل وأطلقوها من سجن أبو جودت لتستمروا في الاستثمار.