قدم عبد الرحمن الراشد، مدير قناة "العربية" استقالته من منصبه ، وتضاربت الأنباء حول الأسباب وراء استقالة الراشد خاصة بعد توقفه عن الكتابة في صحيفة "الشرق الأوسط" بشكل مفاجئ ولأسباب غير معلنة، وقالت بعض المصادر إن "استقالة" أو "إقالة" عبد الرحمن الراشد من القناة جاءت على خلفية الحلقة المثيرة التي بثتها القناة في برنامج "الإسلام والغرب" والتي حملت إساءة بالغة لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب . وأثارت استقالة مدير قناة العربية العديد من ردود الأفعال السعودية داخل القناة حيث قدم الراشد استقالته في اجتماع التحرير الاربعاء وذلك حسب ما أشار به الإعلامي تركي الدخيل على صفحته الخاصة في موقع "تويتر" ، وقال الدخيل أنه إذا تم قبول استقالة الراشد ،فإنه هو وعدد من زملائه في القناة سيقدمون استقالاتهم - ايضا- من العمل القناة وعلق الدخيل على صفحته في "تويتر" بقوله " كنت أتحدث مع بتال القوس على الهاتف، وهناك أجواء استقالات جماعية للسعوديين في القناة ستتبع استقالة الراشد اذا تم قبولها بداية من بتال القوس وتركي الدخيل"، كما ذكرت وسائل اعلام سعودية. وحول الاستجابة لضغوط الأدارة العليا التي تحاول من خلالها ثني الراشد عن الاستقالة قال تركي الدخيل "أنه لا يبدو أنه سيستجيب لمحاولات ثنيه والخسارة حقيقية" ،و توقع أن ينتقل الراشد للكتابة في صحيفة "الحياة" بدلا من "الشرق الأوسط "قريبا . ويذكر أن استقالة الراشد أتت بعد أيام من خبر توقفه عن كتابة مقاله اليومي في الشرق الأوسط . وقال الإعلامي الدكتور عبد العزيز قاسم في مجموعته البريدية " اتصلت بزملاء في عمق قناة العربية، وأكدوا لي خبر استقالة عبد الرحمن الراشد من القناة"، مضيفاً: لقد سألت عبدالرحمن الراشد في المكاشفات الأولى قبل سنوات عن توقيت تركه القناة، فأكد لي نيته، غير أن الوليد بن إبراهيم تشبث جداً به، وفي زيارتي الأخيرة التقيته لنصف ساعة، وأعدت سؤالي، وقال تعلم رغبتي في إسعادكم بذلك أيها الأصوليون- هكذا يتهكم معي ويهاذر- وسبق أن قلت لك ذلك في المكاشفات، بيد أن الأمر لم يعد بيدي وحدي، فدعها، وستسمع عنها. وقال القاسم: رغبة عبد الرحمن الراشد في الراحة وهو بهذا العمر كانت سبباً كبيراً في ذلك، ولا سيما أن إدارة قناة كالعربية تحتاج إلى التفرغ التام، فهو في وسط حساسيات سياسية من كل حدب وصوب، ولا يرضى عنك سوى القلة، في ظل عتابات يومية من كل الأطراف على جزئيات وأخبار فرعية، وظني أنه انتهز هذه الفرصة وعتب سمو الأمير سلمان الشديد عليه وغيرة سموه لما طال الدعوة الإصلاحية في قناة العربية، وإيقافه عن الكتابة دفعت الراشد للاستقالة.. ولكن هل سيقبلها الوليد، وهل يستطيع تعويض الرجل بكارزميته الدولية التي جلبت للقناة خبطات إعلامية، ربما انفراد العربية بأول حوار لأوباما مثال لها. وقال قاسم: أرسلت للراشد رسالة، وقد كتب لي في رسالة جوال سابقة عقب إيقافه عن الكتابة ب"الشرق الأوسط" بأنه أراد أن يكون العيد عيدين لبعض أصدقائي الوهابية، قائلاً: خبر استقالتك عن العربية، جعل العيد عيداً أكبر. وأضاف: أمتن كثيراً أن يكون الراشد ضيفي في "البيان التالي" كأول برنامج له بعد الاستقالة أو الإقالة، مشيراً إلى "أن الراشد يعلنها بعد أيام من توقفه عن الكتابة في الشرق الأوسط أنه مغادر العربية". ويعد الإعلامي المعروف داوود الشريان أبرز الأسماء المرشحة لخلافة الراشد، غير أن اختلافه عن الراشد في جانب المحافظة يقلل من فرصه نسبيا، علما بأن الشريان يتمتع بقبول أكبر لدى الإسلاميين.
