أصدرت إدارة جامعة "الفيوم" قرارًا بمنع عضوات هيئة التدريس المنتقبات من التدريس أو إلقاء المحاضرات بالجامعة إلا بعد رفع النقاب. ويأتي قرار الجامعة قبل أيام من بدء العام الدراسي الجديد المقرر في 28 من الشهر الجاري، كما يأتي بعد العام الدراسي الماضي الذي شهد تعنت شديد من قِبل بعض إدارات الجامعات بمصر ضد الطالبات المنتقبات وحرمانهم من دخول الامتحانات وأيضًا التعنت ضد أعضاء هيئة التدريس من المنتقبات. وكانت جامعة عين شمس قد شهدت منع طالبتين منتقبتين بكلية العلوم من دخول الامتحان بالنقاب، حيث طالبتهما إدارة الكلية ورجال الأمن بضرورة تسليم النقاب قبل دخول الامتحان، وهو ما اعترضت عليه الطالبتان، في حين استجابت بعض الطالبات الأخريات. وقالت الطالبة هبة الله رمضان بالفرقة الأولى: إنها رفضت الامتحان بدون النقاب لأنها تراه واجبًا شرعيًا، وشددت على أنها لن تتنازل عن حقها، وستحرك دعوى قضائية للمطالبة بتعويض عن الأضرار التي لحقت بها بعد منعها من الامتحان. وأوضحت الطالبة أنها خسرت العام الدراسي الحالي، حيث إنها لم تمتحن سوى مادة واحدة في التيرم الأول بأكمله، ومازال منعها مستمرًا من الامتحانات بسبب نقابها. وكانت دائرة التعليم بمحكمة القضاء الإداري بمصر قد ألزمت الدكتور هاني هلال (وزير التعليم العالي) والدكتور أحمد زكي بدر حينما كان رئيسًا لجامعة عين شمس بالسماح لطالبتين منتقبتين بدخول المدينة الجامعية، وقضت بإلغاء القرار الصادر بمنع دخولهما للإقامة فيها. بدوره، أصدر مجلس جامعة بنها بمصر قرارًا بمنع دخول المنتقبات الامتحانات، كما منعت جامعة القاهرة المنتقبات من ارتداء الكمامات الواقية من عدوى إنفلونزا الخنازير أثناء تأدية الامتحانات، بديلا للنقاب، بينما حرمت إدارات بعض كليات جامعتي الفيوم وعين شمس طالبات من أداء الامتحانات بسبب رفضهن خلع النقاب أو الكمامات، لكن كلية التجارة بالجامعة الأخيرة أخذت موقفا مختلفا، حيث أقنعت الطالبات باستخدام الكمامة بديلا للنقاب. وكان وزير التعليم العالي المصري هاني هلال قد أصدر قرارا إداريا بمنع ارتداء النقاب في المدن الجامعية المصرية وداخل قاعات الامتحانات، فلجأت العديد من الطالبات للتحايل على القرار بارتداء الكمامة في امتحانات نصف العام التي تجرى حاليا. لكن جامعة القاهرة علقت منشورات في الكليات، من بينها 15 منشورا في كلية دار العلوم وحدها، تمنع "منعا باتا" ارتداء النقاب أو الكمامات الطبية أثناء أداء الامتحانات، ووجوب كشف الوجه. أما شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي ومفتي الجمهورية المصرية علي جمعة ووزير الأوقاف حمدي زقزوق، فقد شنوا خلال العام الدراسي الماضي هجومًا على النقاب، معلنين تأييدهم لحظرٍ فرضَتْه الحكومة على النقاب في مساكن الطالبات الجامعية وأثناء الامتحانات، واعتبروا أنّ النقاب عادة اجتماعية لا أساس لها في الإسلام.