جيروم باول: الاقتصاد أحرز تقدمًا نحو تحقيق هدفي الفيدرالي الأمريكي    تركيا تشهد أول حرائق كبرى للغابات مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة    خاص.. تطور جديد في الزمالك بشأن أزمة مستحقات جوميز    قائمة بيراميدز لمواجهة سموحة في الدوري المصري    ضربة قاسمة لمنتخب إنجلترا قبل أيام من انطلاق يورو 2024    مصرع شاب غرقا بعد إنقاذه 3 أطفال من الموت داخل ترعة في الشرقية    علي الحجار وصلاح عبدالله في "معكم منى الشاذلي" الخميس والجمعة    الصحة العالمية: هناك خطر حقيقي لحدوث مجاعة جماعية في بعض مناطق السودان    «محاكمة مزيفة».. الجمهوريون يتبنون نظريات المؤامرة بعد إدانة هانتر بايدن    الرئيس الأوكراني يصل إلى السعودية في ثالث زيارة منذ العام الماضي    أكاديمية الشرطة تناقش الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع    مدير الكلية العسكرية التكنولوجية: تعاون مشترك مع الكليات العالمية لتحديث نظام الدراسة.. فيديو    انطلقت من أول مؤتمرات الشباب لتتحول إلى منصة وطنية للحوار وبناء القيادات    إعارته تنتهي 30 يونيو.. فليك يحسم مصير جواو فيليكس في برشلونة    أعمار مدربي منتخبات «يورو 2024».. «ناجيلسمان» الأصغر و«رانجنيك» الأكبر    إعلام حوثي: غارات أمريكية بريطانية استهدفت منطقة الجبّانة غرب الحديدة    خروج 24 شخصا من مصابي حادث انقلاب أتوبيس برأس سدر من المستشفى    بالصور.. حريق يلتهم محل إطارات سيارات داخل محطة وقود ب"السخنة الزعفرانة"    وزير الاقتصاد الألماني يعول على المفاوضات لتجنب فرض عقوبات جمركية على الصين    بعد نجاحها في السعودية.. أحمد حلمي يكشف موعد عرض مسرحية "ميمو" في مصر    محمد علاء يتعاقد على «وتر حساس» مع صبا مبارك    خالد العناني: 60% من السياح الأجانب يقصدون السياحة الشاطئية في مصر    الانفصال الأسرى زواج مع إيقاف التنفيذ    الأطفال يطوفون حول الكعبة في محاكاة لمناسك الحج بالبيت المحمدي - صور    وكيل صحة الشرقية يتابع التشغيل التجريبي لوحدة تفتيت الحصوات الجديدة بكفر صقر    خبيرة تغذية تحذر هؤلاء من تناول الرقاق في العيد    الهروب من الحر إلى شواطئ مطروح قبل زحام العيد وارتفاع نسب الإشغال.. فيديو    مدارس بديلة للثانوية العامة لطلاب الإعدادية 2024 .. 35 مدرسة تقبل من 140 درجة    فيفا يعلن جدول 103 مباريات فى كأس العالم 2026 وأماكن التدريب ب25 مدينة    أسعار فائدة شهادات البنك الأهلي اليوم الاربعاء الموافق 12 يونيو 2024 في كافة الفروع    أفضل الأدعية وتكبيرات العيد مكتوبة.. أدعية يوم عرفة 2024    محافظ الغربية يستقبل الأنبا أغناطيوس أسقف المحلة للتهنئة بعيد الأضحى    استجابة ل«هويدا الجبالي».. إدراج صحة الطفل والإعاقات في نقابة الأطباء    راية أوتو تطلق سيارات إكس بينج الكهربائية لأول مرة في مصر    بلغت السن المحدد وخالية من العيوب.. الإفتاء توضح شروط أضحية العيد    بلينكن: نعمل مع شركائنا فى مصر وقطر للتوصل لاتفاق بشأن الصفقة الجديدة    اتحاد الكرة يرد على رئيس إنبى: المستندات تُعرض أثناء التحقيق على اللجان وليس فى الواتساب    محافظ المنيا يشدد على تكثيف المرور ومتابعة الوحدات الصحية    القوات المسلحة توزع كميات كبيرة من الحصص الغذائية بنصف الثمن بمختلف محافظات    جامعة سوهاج: مكافأة 1000 جنيه بمناسبة عيد الأضحى لجميع العاملين بالجامعة    القوات المسلحة تنظم مراسم تسليم الأطراف التعويضية لعدد من ضحايا الألغام ومخلفات الحروب السابقة    هيئة الدواء تعلن تشكل غرفة عمليات لمتابعة وضبط سوق المستحضرات الطبية في عيد الأضحى    مواعيد تشغيل القطار الكهربائي الخفيف ART خلال إجازة عيد الأضحى 2024    الجلسة الثالثة من منتدى البنك الأول للتنمية تناقش جهود مصر لتصبح مركزا لوجيستيا عالميا    أسماء جلال تتألق بفستان «سماوي قصير» في العرض الخاص ل«ولاد رزق 3»    مساعد وزير الصحة لشئون الطب الوقائي يعقد اجتماعا موسعا بقيادات مطروح    وزير الإسكان يوجه بدفع العمل في مشروعات تنمية المدن الجديدة    عفو رئاسي عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة عيد الأضحى 2024    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح المسوّق بالكامل لشركة «أرامكو» بقيمة 11 مليار دولار في سوق الأسهم السعودية    «الأوقاف» تحدد ضوابط صلاة عيد الأضحى وتشكل غرفة عمليات ولجنة بكل مديرية    رئيس جامعة أسيوط يفتتح صيدلية التأمين الصحي لمرضى أورام الأطفال    اليونيسف: مقتل 6 أطفال فى الفاشر السودانية.. والآلاف محاصرون وسط القتال    مواعيد مباريات الأربعاء 12 يونيو - دورة الترقي للممتاز    "مقام إبراهيم"... آية بينة ومصلى للطائفين والعاكفين والركع السجود    «الخدمات البيطرية» توضح الشروط الواجب توافرها في الأضحية    حبس شقيق كهربا في واقعة التعدي علي رضا البحراوي    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    نجم الأهلي السابق: مجموعة منتخب مصر في تصفيات كأس العالم سهلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيدٌ بأية حال عدت يا عيد
نشر في المصريون يوم 17 - 10 - 2013

العيد في ذاكرتنا , نحن المصريون , هو يوم فاصل بين ماضٍ مترع بالهموم والأزمات والأحزان وحاضر قصير قد لا تزيد مدته عن يوم يودع فيه الإنسان أحزانه كأنها كيان بائن عنه وكأنها لم تخط خطوطها في وجهه وملامحه , ليعيش لحظته وترتسم الإبتسامة على محياه كأنها لم تفارقه طول عمره فمن يراه
ساعتها يحسبه نديم السعادة وعدو السآمة . فهو يوم الهدنة والسلام والمحبة والتآخي , يو البشر والسرور يستيقظ الإنسان في هذا اليوم وروحه متألقة منسابة منتشرة طلقة كأنها طفل يضحك ويلهو ويلعب ويصافح ويقبل كل من تراه عينيه .
هذا هو شعورنا في سالف الأعياد على ما يسبق هذه الأعياد من أزمات وتحديات ألفناها فكانت جزءا من يومياتنا رغباً أو رهبا مسلين أنفسنا بأنها الحياة الدنيا التي لا تنفك عنها الآلام والمحن.
وأما آخر الأعياد حضورا وهو عيد الفطر الماضي , فكان الأمر مختلفا , فلم ترتسم تلك الابتسامة على وجهي واحايلها وأطلب ودها فتتمنع كأنها طفل غضوب يتدلل على من يحبه ويداعبه ,ولم أستطع أن استجمع ذهني في هذه المناسبة العظيمة لأعيشها مع أهلى وأطفالي ومن أحب , فكان الذهول والشرود هو حالي وأظنه كذلك حال عموم المصريين . فلقد بلغ الإستقطاب بالناس حينها غايته وتفرق المصريون فريق في رابعة والنهضة ومن يتابعونهم ويؤيدونهم وفريق حول السلطة الجديدة وقنواتها وعرابيها وفرقة لا تدري ما الأمر مذبذبين بين هؤلاء وأولئك . ولكن الجميع كان في قلق وترقب من حدث أو أحداث قد تعصف بالمجتمع عصفا وتؤكد تلك الفرقة وهذا الإنشقاق .
ولم تمض أيام بعد العيد إلا وكانت الأحداث الدامية بفض الإعتصامات التي أدمت القلوب وزادت الكروب والتي لن تمحوها الأيام من ذاكرة وتاريخ ونفسية المصريين , ساد بعدها التطرف في الأقوال والمشاعر والعصبية التي يستحيل معها إعمال العقل وإجلاء الأمر وتصويب الرأي . فكان الناس قسمين ,قسم مع العنف بكل صوره يستبيح القتل وإبادة الآخر ودفنه حياً إن إستطاع وقسم آخر معتصم أو محتشد أو متعاطف يسكب الدمع ويرفع الإشارات والعلامات لا يطلب إلا عرشه وكرسيه مهما كانت النتائج والتبعات . كلاهما إختار العنف سلوكا وطريقا ,وان إختلفت الممارسات, لتغيير المشهد وتحسين الصورة كما يرغب أن تكون فأضحت تلك الصورة أشد كآبة وأكثر قبحاً شوهتها الدماء وأعيتها الدموع والآهات ويستطيع الجميع أن يطالع هذه الصورة بجلاء أمنيا واجتماعيا واقتصاديا ونفسيا. قسم يَقتل ويسيل الدماء لكي يطاع أو يُرهب وقسم يُقتل ويدفع شبابه ونساءه وأطفاله ليقضوا نحبهم لكي يستعطف أو يستقطب ،الأول يرفع شعار الحرب على الإرهاب ويروع الناس بأن الإرهاب هو الخيار إن لم تكن الحرب عليه شرسة ومجهزة والآخر يرفع شعار لا للإستبداد ويرهب الناس من ان الخيار هو الإستبداد والدكتاتورية إن لم يكن الحشد والتأييد ونسيا أو تناسوْا أن الخيارين بينهما خيار ثالث وهو العدل والديمقراطية . فاسترخص الجميع الدماء وأوغلوا فيها لتحسين صورتهم وكأن هذه الدماء رذاذ ماء يرش على الأرصفة وقارعة الطريق .فاللهم عليك بمن استرخص هذه الدماء من كل جانب ولم يسع في حقنها وصيانة حرمتها.
فبأية حال ستعود علينا يا عيد , نسأل المولى عز وجل وأنا أكتب هذه الكلمات يوم عرفة وأمامي على الشاشة جموع الحجاج وهم يدعون ويتضرعون فهو حقا خير يوم ودعاؤه خير الدعاء , نسأله سبحانه أن يكون عيد حب وإجتماع وتآخٍ تكون فيه إستعادة العقل والوعي وإعلاء حرمة الدم وصالح الوطن . دمتم بسلام وأمان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.