بدأت أمانات الحزب "الوطني" في مختلف محافظات الجمهورية صباح أمس تلقي طلبات الأعضاء الراغبين في الترشح لانتخابات مجلس الشعب، ولم يتقدم في اليوم الأول أحد من قيادات الحزب المعروفين سوى النواب حيدر بغدادي وعبد الرحيم الغول ومصطفى الكتاتني وعمر هريدي. وفتحت أمانات الحزب أبوابها من العاشرة صباحًا، عدا القاهرة التي فتحت باب التقديم لأعضائها الثالثة عصرًا. وقد تلقت أمانات الحزب في اليوم الأول ما يقرب من 1600 طلب في مختلف أنحاء الجمهورية، وكانت أمانات البحيرة والشرقية وبني سويف الأكثر تلقيًا لطلبات الترشيح. وشهدت الساعات الأخيرة من أمس صراعا محموما من أعضاء الحزب "الوطني" للتقدم بأوراقهم، وسط حالة من الترقب من قبل الأعضاء الذين تقدموا بأوراقهم وسط تطمينات باختيارهم كمرشحين عن الحزب لخوض الانتخابات المقبلة. وحسم عدد من النواب الحاليين موقفهم بترشيح الحزب لهم في ظل استطلاعات الرأي التي أكدت شعبيتهم الكبيرة داخل دوائرهم، وفي مقدمة هؤلاء النواب الدكتور زكريا عزمي نائب دائرة الزيتون، والدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب ونائب دائرة السيدة زينب، والنائب محمد أبو العينين رئيس لجنة الصناعة والطاقة ونائب الدائرة الأولى بالجيزة، ومصطفى السلاب وكيل اللجنة الاقتصادية ونائب دائرة مصر الجديدة ومدينة نصر، وحسين مجاور رئيس لجنة القوى العاملة ونائب دائرة المعادي على مقعد العمال، والدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية عن دائرة المعهد الفني بشبرا، وسيد جوهر رئيس لجنة الشباب ونائب دائرة الدقي والعجوزة، وسيد رستم عن دائرة الساحل، وعبد الرحيم راضي عن دائرة روض الفرج، والمهندس أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة عن دائرة منوف محافظة المنوفية والدكتور سيد مشعل عن دائرة حلوان. أيضا من بين الأسماء التي سيتم ترشيحها مرة أخرى باسم الحزب الوطني اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية، وطارق طلعت مصطفى رئيس لجنة الإسكان، والدكتور جمال الزيني عن دائرة الزرقا محافظة دمياط، والدكتور شرين أحمد فؤاد عن دائرة الوايلي بالعباسية، وبدر القاضي وإيران النفاوي عن دائرة بولاق أبو العلا، ومحمد عبد المقصود عن البحر الأحمر، ومحمد نجيب خالد وكيل لجنة الخطة والموازنة مركز شرطة الجمالية دقهلية، ومحمد عامر أمين سر لجنة حقوق الإنسان مركز شرطة ملوي، وإبراهيم الجوجري وكيل اللجنة التشريعية عن الدائرة الأولى قسم شرطة أول المنصورة، والحسيني أبو قمر وكيل لجنة الشباب. وتتردد أنباء داخل الحزب "الوطني" حول ترشيح عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة والهجرة بمركز الواسطى بمحافظة بني سويف، والدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم بدائرة بندر شبين الكوم بمحافظة المنوفية، والتي يشغلها حاليا رجب أبو زيد عضو الكتلة البرلمانية ل "الإخوان المسلمين". يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الدكتور أمين مبارك رئيس لجنة الصناعة السابق خوض الانتخابات المقبلة بعد أن أخفق في انتخابات 2005م أمام نائب الإخوان، فيما أعلن عدد من أعضاء الحزب الوطني بنفس الدائرة عن خوضهم تلك الانتخابات وتقديم أوراق ترشيحهم إلى أمانة الحزب "الوطني" وهم: الدكتور حسين سرور وسامر التلاوي وصابر أبو خشبة. كما ترددت أنباء داخل الحزب عن ترشيح الدكتور عبد الرحيم شحاتة وزير التنمية المحلية السابق في الدائرة الأولى بالفيوم في مواجهة نائبها الحالي عن "الإخوان" مصطفى عوض الله، كما تردد أنباء عن ترشيح الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات بمركز طامية محافظة الفيوم مسقط رأسه، وترشيح الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار في دائرة كفر شكر في مواجهة "نائب" الإخوان الحالي تيمور عبد الغني. وتتردد أنباء أيضًا عن قيام "الوطني" بترشيح الدكتور محمد نصر علام وزير الموارد المائية بمحافظة سوهاج مسقط رأسه، فيما أشارت مصادر بالحزب إلى أنه في حالة اعتذار الدكتور آمال عثمان رئيس لجنة التشريعية عن خوض الانتخابات فإن الحزب سوف يرشح بدلا منها الدكتور علي الدين هلال أمين لجنة الإعلام بالحزب بقسم شرطة الدقي والعجوزة. في حين ترددت شائعات عن قيام الحزب بترشيح الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة بدائرة أجا محافظة الدقهلية وترشيح اللواء عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية بالدائرة الثانية بالدقهلية وترشيح الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية بدائرة محرم بك. يأتي ذلك في الوقت الذي ترددت فيه أنباء قوية عن ترشيح شقيق نقيب المحامين السابق سامح عاشور في دائرة ساقلتة بسوهاج عادل عاشور، في ضربة ثالثة لسامح عاشور بعد تعيين أحمد حسن أمين الحزب الناصري بمجلس الشورى، واختيار نقيب المحامين الحالي مرشحا للحزب في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى. يأتي ذلك في وقت يكتنف فيه الغموض فيه موقف النائب أحمد شوبير وكيل لجنة الشباب في الدائرة الأولى بطنطا، حيث يواجه في نفس الدائرة وبقوة الدكتور ياسر الجندي ومحمد عريبي، فيما لم يحدد الحزب موقفه من بعض لاعبي الأندية الذين أعلنوا خوضهم الانتخابات القادمة، ومنهم عبد الستار صبري لاعب حرس الحدود ولاعب المنتخب القومي السابق بدائرة بولاق الدكرور، ومعتمد جمال مدرس منتخب مصر الأولمبي لكرة القدم بدائرة شبرا الخيمة أول، وطارق السيد لاعب نادي الزمالك لكرة القدم بالدائرة الأولى بمحافظة المنيا، في الوقت الذي يسعى فيه حارس مرمى الزمالك والمنتخب القومي عبد الواحد السيد خوض الانتخابات مرشحا عن حزب "الوفد" بدائرة طور سيناء. فيما تدور المنافسة داخل المجمعات الانتخابية في دائرة مركز أطسا بين النائب الحالي عبد العظيم الباسل وعدد من أعضاء الحزب، منهم إبراهيم أبو عجيلة وعبد العظيم الروبي ومصطفى خليل. وأشارت مصادر رفيعة بالحزب "الوطني" إلى أن هناك اتجاها قويا لاختيار النائب السابق تيسير مطر مرشحا للحزب بدائرة مصر القديمة لمواجهة مرشحي الإخوان بتلك الدائرة وأكدت تلك المصادر أن اختيار تيسير نتيجة خبراته بالمعركة الانتخابية التي خسرها الحزب في الانتخابات الماضية أمام مرشح الإخوان. ووفقًا لمصادر الأمانة العامة للحزب، فإنه من المتوقع أن تشهد هذه الدورة إقبالاً كبيرًا من أعضاء الحزب على الترشيح، مشيرة إلى أن هناك توقعات بأن يتقدم للترشيح أكثر من خمسة آلاف عضو خلال فترة فتح باب التقدم للترشح، إضافة إلى السيدات اللاتي يسعين للتنافس على 64 مقعدًا للمرأة. وكان احمد عز أمين التنظيم بالحزب "الوطني" قال في تصريحات صحفية الجمعة، إن اختيار مرشحي الحزب يتم من خلال ثلاثة مسارات، هي: استقصاء الرأي العام والمجمعات الانتخابية الموسعة والانتخابات الداخلية للحزب، بهدف اختيار المرشح الأكثر قوة وشعبية وان فكرة المقاعد المضمونة باتت من مفردات الماضي. وأضاف إنه يتوقع أن تشمل استطلاعات الرأي 600 ألف مواطن، على أن تبدأ الانتخابات الداخلية للحزب في أواخر سبتمبر القادم بعد المجمعات الداخلية، على أن يشمل التصويت جميع أعضاء الحزب المسددين للاشتراكات على مستوى الدائرة، وذلك عن طريق بطاقات اقتراع ذات علامة مائية. واعتبر المهندس ماجد الشربيني أمين العضوية بالحزب "الوطني" ل "المصريون"، أن الحزب الحاكم هو أكثر الأحزاب المصرية ديمقراطية في اختيار أعضائه الراغبين في خوض الانتخابات البرلمانية، وقال إن الحزب لا يفرض أسماء على حساب أخرى داخل المجمع الانتخابي، موضحًا أن أعضاء الحزب لهم رأيهم في مرشحيهم، والأمور كلها تمشى بشفافية وتفاعل. وأعرب عن ثقته في قدرة الحزب على حسم الانتخابات لصالحه، واصفا الحزب بأنه قوة تصويتية كبيرة تستطيع حسم أي انتخابات من الساعات الأولى، لكن هناك من الأعضاء من يتكاسل عن التوجه إلى مراكز الاقتراع.