شاهدت الحلقات الأولى لمسلسل الجماعة لكاتبه وحيد حامد , ولمخرجه محمد ياسين ويتناول المسلسل تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في مصر مستعرضا نشأتها وسيرة مؤسسها الراحل حسن البنا حتى العام 2005 , ويبدو بديهيا الإشارة إلى أن المسلسل ألصق كل التهم بالجماعة وأظهر المسؤولين عن أمن الدولة في مصر في ثوب الملائكة حتى اننى خيل إلى أنهم طاروا في السماء, والحق أقول أن الشيء الوحيد الذي يستدعي اللوم والتقريع هو عدم قيام صناع المسلسل بالتنويه بوضع عبارة برعاية أمن الدولة..(لاظوغلي) أسفل أو حتى أعلى الشاشة أثناء عرض المسلسل أسوة بالعبارات التي تظهر على المسلسلات والبرامج وتقول : التالي ..لاحقا , لكنني لم احزن لغياب هذا التنويه لعدة أسباب أهمها ان شرح الواضحات من الفاضحات وأن الجمهور"لازم يشغل دماغه" ..لكن هذه المرة كانت الفزوره الرمضانية سهلة جدا لكن ما أراه صعباً واتحفظ عليه هو ما قام به سيف الإسلام حسن البنا نجل الإمام حسن البنا من تحريك دعوى قضائية ضد وحيد حامد مؤلف المسلسل ضد ما اعتبره انتهاكاً الحقوق الملكية الفكرية للأسرة، وعدم عرض السيناريو قبل بدء العمل علي أسرة ألبنا وتجاهل الأسرة كمصدر مهم للمعلومات قبل كتابة المسلسل حيث أن المسلسل اعتمد علي مشاهد ووقائع مختلقة بعضها يخدش سيرة الإمام وثقة الناس فيه , وجاء ذلك بالتوازي مع تحرك النائب محسن راضي عضو الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين بتقديم طلبا إحاطة لوزير الإعلام متهمه بإهدار المال العام لشراء المسلسل ب24 مليون جنية لصالح التلفزيون , منبع تحفظى وأصل اعتراضي يتمثل في أن ما قدمه وحيد حامد يستدعي التصفيق والترحيب لا الرفض والاستنكار , فوحيد حامد قدم اكبر خدمة دعائية مجانية لجماعة الإخوان المسلمين بهذا المسلسل لا أميل لحالة الاستنفار ضد المسلسل والتي دفعت د.محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، لانتقاد عرض مسلسل "الجماعة" قائلا: "إن الهجوم على الإخوان والتشويه ليس بجديد، ولا يجب أن يصرفنا عن دعوتنا وواجبنا نحو أمتنا، وعلينا أن نتعلم من قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون، فسيدنا موسى لم تشغله أقوال فرعون عن تبليغه لدعوته وعن هدفه".مضيفا "واجبنا نحو مجتمعنا بأن نقدم القدوة والنموذج لما نحمل من خير، أما الرد على مثل هذا الهجوم كلمة بكلمة، فينطبق عليه قول الشاعر: "لو كل كلب عوى ألقمته حجرا لأصبح الصخر مثقالا بدينار" المشاهد المصري ذكي وسيدرك منذ اللحظة الأولى أن هذا المسلسل برعاية امن الدولة وان التليفزيون المصري اشتراه ليشوه صورة الجماعة "المحظورة" كما يسميها ولا ادري كيف تكون الجماعة محظورة وننتج مسلسلاً ضدها! , وسيعرف المشاهد المصري أيضا أن هذا كله محض افتراءات ومبالغة كوميدية كاريكاتورية تثير التعاطف أكثر مع الإخوان وتعزز شعبيتهم في أوساط الشعب المصري أي أن الحكومة المصرية أنتجت مسلسلا بالملايين للدعاية للإخوان عن نفسي لا انتمى للإخوان بل وأتحفظ على نقاط عده في منهجهم ومشروعهم الفكري لكنني أكره مشوار وحيد حامد "الإرهاب والكباب, الإرهابي, العائلة, طيور الظلام, دم الغزال) لأنه مشوار لا يقود إلى وجهة حقيقية , باستثناء تشويه صورة المتدينين والملتزمين , لكن كل هذه الإعمال تأتي بأثر عكسية فتزداد قيم التدين رسوخاً في أوساط الشعب المصري فيشعر وحيد حامد انه كمن يحرث في الماء لا بأس ..لكن الناس لن تصدق أن رجال مباحث أمن الدولة ملائكة عبر جهاز التليفزيون لأن كل بيت في مصر لديه مأساة مع رجال المباحث , ولن يستوعب أحد أن المتدينين لا يأبهون لشيء الا للوصول إلى الحكم , ومهما أقسمت ليل ونهار على ان الملتزمين يضربون المواطنين الأبرياء بالشوم والجنازير والطوب فلن يصدقواً ...كل ما أريده من جماعة الإخوان إرسال رسالة إلى صناع المسلسل من ثلاثة كلمات ..شكراً أيها الأغبياء! * صحفي مصري مقيم في الكويت