تعيش أسرة الشيخ "عاشور" بمدينة الواسطي ببني سويف ، مأساة حقيقية منذ إختفاء "ياسمين 25 سنة" أبنتهم الوحيدة الحامل في الشهر الثالث وابنتيها "حبيبة 6 سنوات" و "ملك 3سنوات" ، خوفا من أن تكون تعرضت نجلتهم وطفلتيها لمكروه ، الأب والأم والأشقاء والزوج جميعهم أكدوا عدم إشتبائهم جنائياً فى الإختفاء ، وقاموا بتحرير محضر بمركز الشرطة يحمل رقم(75/45)إداري الواسطي ، ومنذ تاريخ إختفائها يوم السادس عشر من سبتمبر الجاري ، وقلب العائلة جميعاً يحترق كل يوم ألف مرة ، فالوالد وأبنائه دائم الغياب عن المنزل بحثاً عن إبنته وحفيدتيه ، والزوج ذابت قدماه من الترحل بين مراكز وقري المحافظة أملاً أن يجد زوجته وبناته عن أحدي صديقاتها أو قريباتها ، والأم قابعة خلف باب المنزل ، وإذا سمعت طرقة على الباب ، اندفعت إليه لعلها تكون ابنتها ، او رسول من عندها , توجهت الجريده إلى منزل الأسرة بمدينة الواسطي لرصد الحقيقة من مصدرها ، لعلها تكون سبباً فى عودة روح البسمة وبث الطمأنينة بين أفراد العائلة المنكوبة خاصة بعد ان شاعت الشائعات . منذ أن وطأت قدمنا إلى مدينة الواسطي متسألين عن منزل الشيخ "عاشور حسن سيد" كبير العائلة ووالد الزوجة المختفية ، وقد تأكدنا من حسن السيرة والسلوك والسمعة الطيبة لرب العائلة وأفراد أسرته ، فهو شيخ جليل يحمل كتاب الله ، وقارئً للقرآن الكريم ومربي لأجيال عديدة بمدينة الواسطي وتوابعها ، له ولدان الأول ، محمد " ويلقبه الأهالى بلقب "الشيخ محمد 38 سنة" ويعمل مدرس للقرآن الكريم بالمعهد الدينى بالواسطي والثاني "أحمد 32 سنة" ويعمل فى أحد مصانع السيراميك وياسمين المختفيه 28 سنه . فى البداية ألتقينا مع كبير العائلة الشيخ "عاشور" الذي قال : منذ 8 سنوات تعودنا كل يوم "الإثنين" من كل أسبوع أن تأتي إلينا "ياسمين" وحفيداتي (حبيبة وملك) من الساعة الحادية عشر صباحاً لقضاء اليوم معنا ، وفي هذا اليوم "المشئوم" لم تأت إلينا ياسمين حتى الساعة الواحدة ظهراً ، إلى أن تلقيت أتصالاً من زوجها "محمود حميدة" يسألني عن وصولهم لمنزلنا ، لأنه يحاول الإتصال بها ولكن هاتفها "مُغلق" ، فسألت والدتها فأكدت لى عدم وصولها حتى الآن ، وفى هذه اللحظة سيطر القلق علينا جميعاً . وتابع الأب : أرسلت شقيقها "أحمد" إلى منزل زوجها بقرية "زاوية المصلوب" للتعرف على حقيقة الوضع ، والبحث عنها لعلها تكون عند أحد جاراتها أو قد تكون بمنزل "عمتها" التى تقيم بنفس القرية ، ولكنه لم يجدها بالقرية ، وأكدت له "عمته" أنها خرجت على غير العادة فى الساعة 8 صباحاً متجهةً إلى منزل والدها ، فتأكدت أنها أختفت فى ظروف غامضة لا نعرف حقيقتها ، ومنذ هذا اليوم ونحن نبحث عنها فى القري والنجوع عن الأصدقاء والأقارب ، وذهبنا ل"العرافين" والدجالين ، ولكن دون جدوى وكأ الأرض إنشقت وإبتلعت "فلذة كبدي" وبناتها. وأشار الشيخ "عاشور" إلى أنه فى اليوم الأول حاولنا الإتصال على أرقام هاتفها ، وكنا دائماً نجدها "مًغلقة" ولكن أحد الأرقام أرسلت إحدي جاراتها له رسالة تقول "أرجعى يا ياسمين والدك حدثت له أزمة قلبية" فإذ بالهاتف يستقبل الرسالة ويظل مفتوحاً لمدة 30 دقيقة ، وأرسلنا رسالة أخري نناشد فيها من إعتقدنا أنهم "خاطفيها" نقول لهم "نحن على إستعداد لدفع أى فدية مالية تطلبونها" ، ولكن الهاتف تم إغلاقه حتى الآن. وتناولت "والدة ياسمين " الام المكلومة أطراف الحديث قائلةً : أبنتي هادئة الطباع وسوية الأخلاق ، وشديدة الخجل لدرجة أنها لا تعرف أماكن أقاربنا لكي تذهب عند أحدهم ، وعن علاقتها بزوجها ، قالت "الأم" : علاقتها بزوجها مثل أى زوجين يوجد بينهم حالات الخلاف وحالات الرضا ، ونستبعد أن يكون إختفائها بسبب طلب فدية لأننا أسرة متوسطة الحال ، ونستبعد أيضاً أن يكون إختفائها "هرباً" من زوجها ، لأنهما تزوجا عن حب ورضا كل طرف منهما بالأخر ، وناشدت "الأم" أبنتها بأن تعود لأحضانها رحمة بأصغر وأكبر فرد من أفراد الأسرة من ألسنة الناس التي لا ترحم . وأضاف الشقيق الأكبر "محمد" أنه يرجح أن تكون شقيقته وبناتها عند أحد المعارف سواء أقارب أو جيران ، بسبب ظروف نفسية لا نعلمها ولا مبرر لها ، وهذا ما أكده لنا معظم من ذهبنا إليهم من "عرافين" فمعظمهم أجمعوا على أنها عند قريب لنا يرعها ويرعي بناتها أفضل رعاية .
وعن دور الأجهزة الأمنية أكد الشقيق الأوسط "أحمد" أنهم قاموا بتحرير محضر بمركز شرطة الواسطي يوم 18 سبتمبر ، وتوجهت أنا ووالدي إلى مديرية الأمن بشرق النيل ، وتقابلنا مع العميد "خلف حسين" الذى وعدنا بعودة شقيقتى قريباً ، ولمسنا تحركات رجال المباحث بمركز الواسطي بقيادة الرائد "محمود الشريف" الذى يسخر مجهودات وإمكانيات الأمن للبحث عن "ياسمين" وبناتها ، وأشاد "أحمد" أيضاً بتضامن رجال القوات المسلحة بمدينة الواسطي التى تسعي مع الأسرة للبحث عن "ياسمين" ولكن غموض الموضوع تسبب فى تأخر عودتها ، موضحاً أنه دائم التواصل مع الرائد "أحمد العشري" قائد وحدة التأمين بالواسطي ، لمتابعة تطورات الواقعة. وأخيراً ألتقينا مع زوجها "محمود حميدة أحمد 32 سنة" الذى أكد أن علاقته بزوجته على مايرام ، مستبعداً أن يكون خلاف بينه وبينها سبباً فى إختفائها ، موضحاً أنه خرج لعمله كالمعتاد يومياً فى السابعة صباحاً، وفى العاشرة حاولت الإتصال ب"ياسمين" لمعرفة إذا كانت توجهت إلى منزل أسرتها بمدينة الواسطى من عدمه ، ولكني وجدت هاتفها "مغلقاُ" ، فأنتظرت لفترة وعاودت الإتصال ولكنى وجدت الهاتف مازال "مغلقاً" ، فأتصلت بوالدها للتأكد من وصولها فطالبني بالإنتظار حتى يسأل والدتها ، وإذ به يخبرني بأنها لم تصل لمنزل الأسرة ، فهرولت إلى جيراننا وأقاربنا فى القري والنجوع لعلى أجد زوجتي المفقودة ، ولكن دون جدوى من ذلك و"كأن الأرض إبتلعتها هى وبناتنا" ، وفى نهاية حديثه ناشد "الزوج" زوجته بالعودة لعش الزوجية ، وطالبها بأن تعود وسيلبي لها كل ما تريد. كان اللواء "إبراهيم هديب" مدير أمن بني سويف ، قد تلقى إخطاراً من العميد "محمد الحميلي" مأمور مركز شرطة الواسطي ، يفيد بتلقيه بلاغاً من "محمود حميدة أحمد 32 سنة سائق" مقيم قرية زاوية المصلوب ، يفيد بإختفاء زوجته "ياسمين عاشور 28 سنة ربة منزل" وإبنتيهما "حبيبة 6 سنوات" و "ملك 3سنوات" فى ظروف غامضة. دلت التحريات الأولية التى قام بها الرائد "محمود الشريف" رئيس المباحث ، إلى أن الزوجة خرجت من منزل زوجها الكائن بقرية "زاوية المصلوب" التابعة لدائرة المركز فى الساعة الثامنة صباحاً ، متجهةً إلى منزل أسرتها بمدينة الواسطي ، وإنقطع الإتصال بها منذ الساعة العاشرة صباحاً ، ولم تتوجه لمنزل والدها حتى الآن .تم تحرير المحضر اللأزم ، وتوالت النيابة التحقيق ، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لكشف غموض الواقعة ، أملاً أن تعود الأم وبناتها لأحضان الأسرة.