أَكَّد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أن قوات احتلال التحالف الدولي تخسر الحرب في أفغانستان لأنها "لم تعرفْ كيف تستميل قلوب سكانها", فيما رفض البيت الأبيض تصريحات زرداري. وقال زرداري في لقاء مع صحيفة "لوموند" الفرنسية: "المجموعة الدولية التي تنتمي إليها باكستان تخسر الحرب ضد طالبان، والسبب الرئيسي هو فشلنا في كسب العقول والأفئدة". وفي الوقت نفسه, اعتبر زرداري فرص حركة طالبان في العودة إلى الحكم معدومةً، لكنه يرى أن قوة التنظيم تزداد لأن "الوقت يلعب لصالحهم". وأضاف زرداري: "إن التحالف الدولي يُسيء تقدير الموقف وحجم مشاكل أفغانستان، لذا فالتعزيزات العسكرية جزء صغير من الحلّ فقط". يُشار إلى أن شهر يوليو الماضي كان أعنف الشهور على جيش الاحتلال الأمريكي منذ 2001، وقبله كان يونيو الأعنف على قوات احتلال التحالف الدولي الذي يقترب تعداده الآن من 150 ألفًا. وجاءت تصريحات زرداري قبيل زيارة بدأها مساء الثلاثاء لبريطانيا قادمًا من فرنسا وسط توتّر في علاقات البلدين بسبب تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتّهم فيها باكستان ب "تصدير الإرهاب"، مما أثار غضب إسلام أباد التي استدعت السفير البريطاني احتجاجًا، وألغت زيارة لرئيس استخباراتها إلى لندن. وقرّر زرداري المضي قدُمًا في زيارته لبريطانيا رغم دعوات لإلغائها من داخل باكستان احتجاجًا على تصريحات كاميرون، ومن بريطانيا نفسها؛ حيث قرّر نواب من أصل باكستاني عدم المشاركة في حفل غداء يحضره الخميس لأن الأحرى به -حسبهم- البقاء في بلدِه لمتابعة أزمة الفيضانات التي تضرَّر منها أكثر من ثلاثة ملايين شخص. لكن زرداري دافع عن الزيارة, قائلًا ل "لوموند": إنها فرصة ليقول لكاميرون وجهًا لوجه –عندما يلتقيه الجمعة- إنه "أخطأ بتصريحاته". وذكّر زرداري بأن بلاده دفعت الثمن باهظًا في الحرب على الإرهاب من حيث عدد القتلى، لكنه أكَّد أنه لن يسمح للتصريحات بتعكير علاقات البلدين. من ناحية أخرى, رفض البيت الأبيض تصريحات الرئيس الباكستاني التي قال فيها: "إن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة يخسر الحرب في أفغانستان لأنه لم يعرف كيف يستميل قلوب سكانها". وأكد الناطق باسم البيت الأبيض روبرت جيبس أمس الثلاثاء أن الرئيس باراك أوباما يختلف مع تقييم الرئيس زرداري بأن "الحرب خاسرة".