في خطوة تهدف إلى إفشاله، منعت السلطات المصرية وصول الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام والقنوات الفضائية إلى مكان المؤتمر الصحفي الذي أعلن عدد من قادة البدو المطاردين من قبل الشرطة تنظيمه بقرية "وادي العمرو" بوسط سيناء للإعلان عن مطالب البدو من النظام المصري والتي من شانها القضاء على تهميشهم وإنهاء حالة العزلة التي يعيشونها وكذلك وقف المعاملة المهينة من قبل قوات الشرطة معهم، بالإضافة إلى المطالبة بفك الحصار الذي تفرضه الشرطة على القرى البدوية في وسط سيناء ومنها قرية "وادى العمرو" التي يقام على أرضها المؤتمر الصحفي. وقد أكد محمد الحر، مراسل قناة "الفراعين" الفضائية، للمصريون أن الأمن المصري قام بمنع وصول سيارة القناة إلى سيناء وذلك عند كبرى السلام فوق قناة السويس كما أفاد شهود عيان عند كوبرى السلام ونفق الشهيد احمد حمدي المؤديان إلى شبة جزيرة سيناء أن الشرطة منعت وصول الصحفيين إلى سيناء نهائيا بعد تفتيش جميع السيارات التي تمر وتوقيف جميع الصحفيين ومنعهم من الوصول إلى قرية و"ادى العمرو" . وقد صرح موسى الدلح، أحد زعماء بدو سيناء المطاردين فى جبل الحلال وأحد الداعين والراعيين للمؤتمر الصحفي، أن المؤتمر سوف يعقد فى نفس المكان المعلن له، ولكن سيتم تأخيره إلى ما بعد العصر حتى يتمكن أكبر عدد من الصحفيين والإعلاميين من الوصول إلى وسط سيناء بعد المضايقات الأمنية لهم. يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه متحدث باسم قوات الأمن أن الإجراءات الأمنية المتخذة عند مداخل سيناء عادية وطبيعية ولا يقصد بها تعطيل المؤتمر الصحفي للبدو. من جهة أخرى اشتعل الغضب بين أوساط بدو سيناء وقادتهم بعد التصريحات التي أدلى بها محافظ شمال سيناء اللواء مراد موافي لجريدة "الشروق" أمس، واتهم فيها البدو بالعمالة لصالح إسرائيل وسيئو السمعة، واعتبر البدو تلك التصريحات سبًا علنيًا لهم. وأصدره مكتب الصحفي البدوي عبد القادر مبارك بيانًا صحفيًا هاجم فيه من وصفه "الجنرال" مراد موافي "حاكم" شمال سيناء، مؤكدًا أنه تجاوز كل الخطوط الحمراء عندما اتهم البدو بالعمالة لحساب إسرائيل وشيوخهم بأنهم سيئو السمعة، وأن المفرج عنهم من المعتقلين ليسو أبرياء وان البدو يتعاملون مع إسرائيل واتهامات أخرى يعف اللسان عن ذكرها، وفقًا للبيان. وأضاف مبارك في بيانه: إننا لن نفتح ملفات الخدمة الوطنية لأبناء البادية لهذا الرجل فهو اقل من أن نذكره بمقاومة أبناء سيناء للعدو الصهيوني، هذا العدو الذي أصبح صديقا حميما لأسياده الذين وضعوه حاكما على أبناء سيناء يشوه تاريخهم النضالي الذي يعرفه العدو قبل الصديق، بعد أن عجز نظامه فى تنمية سيناء وسلمها لاتفاقية العار " كامب ديفيد " وأصبح الصهاينة يتجولون بها تحت حراسة الأمن المصري، إضافة إلى استقبال القتلة والجزارين الصهاينة في منتجع شرم الشيخ بكل ترحاب. ودعا الصحفي عبد القادر مبارك محافظ شمال سيناء لمناظرة علنية قائلا: اننى ادعوك لمناظرة أمام الجمع لنرى من هم الخونة ومن هم الوطنيين يا جنرال هذا الزمان، ولكنني أعلم أنك أعجز من أن توافق على هذه المناظرة واترك لك اختيار من تناظره من أبناء البادية. وتساءل في بيانه مستنكرًا: من قلدك وشاح القضاء لتتهم المعتقلين المفرج عنهم بأنهم غير أبرياء؟ وإذا كانوا مجرمين لماذا تم الإفراج عنهم؟ وإذا كان هناك دليل على جرائمهم لماذا لم تقدمهم للمحاكمة؟ وعدد البيان خطوات أكد أنها تأتي في سياق الرد على تصريحات موافي الاستفزازية ومنها: - تجميد أعمال المجالس المحلية بكل مستوياتها حتى يتم إقالة هذا الجنرال من منصبه من أجل شرف البدو وكرامتهم، لأن مقاعد المجالس المحلية ليست أغلى من شرفهم وانتمائهم لهذا الوطن. - وقفة جادة وحازمة من مشايخ سيناء ووقف التعامل مع اى مسئول حكومي قبل أن يتم إقالة الجنرال أو تقديمه للمحاكمة لانفلات لسانه ضد الشرفاء والمناضلين من أبناء سيناء واتهام المشايخ بالرشوة وسوء السمعة. - مطالبة أعضاء البرلمان من أبناء سيناء بإعلان موقفهم من تصريحات "الجنرال" موافى الذي تجاوز كل الخطوط، وسوف يعد صمتهم أمام هذه الاتهامات موافقة ضمنية على ما جاء على لسانه ضد أبناء البادية.