أَعْربت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن استهجانها لدعوة الأممالمتحدة إيصال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر فقط عبر البرّ، معتبرةً ذلك انحيازًا للاحتلال الإسرائيلي الذي يفرض حصارًا جائرًا على القطاع منذ أربع سنوات. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة في بيان صحفي أمس السبت: "إن حركته تعتبر دعوة الأممالمتحدة غير مقبولة وغير جائزة قانونًا"، مضيفًا أنها تمثل "فضيحةً حقيقية تعكس تواطؤ المنظمة الدولية مع الاحتلال الإسرائيلي". وأشار أبو زهري إلى أن "طريق البر الذي تتحدث عنه الأممالمتحدة هو نفسه ما زال مغلقًا حيث تمنع معظم الوفود التضامنية من دخول غزة، وكان آخر الأمثلة على ذلك منع قافلة المساعدات الأردنية من دخول غزة عبر معبر رفح". وأكَّد أن معظم سكان القطاع لا يزالون يمنعون من الخروج من القطاع، وهو ما يجعل الدعوة الدولية هي "مساهمة في الحصار لإغلاق الطريق البحري إلى جانب الطريق البري". وفي الوقت نفسه, دعا أبو زهري حركات التضامن الدولي إلى عدم الالتفاف إلى هذه الدعوة غير القانونية، وإلى استمرار الوصول إلى غزة برًّا وبحرًا حتى كسر الحصار بشكلٍ حقيقِي. وكانت الأممالمتحدة أعلنت أن على المنظمات التي تسعى إلى إرسال مواد إغاثية إلى قطاع غزة المحاصر أن تقوم بذلك عن طريق البر فقط، وذلك في الوقت الذي تستعدُّ فيه سفينتا مساعدات لبنانيتان للإبحار إلى غزة وسط تهديد إسرائيلي باعتراضهما. بعد أن أعلن وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك الجمعة من أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ستعترض أي سفينة تكون جزءًا من أسطول ينطلق من لبنان متوجهًا إلى قطاع غزة المحاصر. وكانت سفيرة إسرائيل لدى الأممالمتحدة غابرييلا شاليف قد بعثت برسالة إلى الأمين العام الأممي بان كي مون ومجلس الأمن الدولي الخميس طالبت فيها بتنفيذ خطوات دولية ضد قافلة السفن اللبنانية. وأوضحت أن إسرائيل "تحتفظ بحقها الذي تكفله القوانين الدولية في منع هاتين السفينتين من الوصول إلى غزة", حسب زعمها. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية هاجمت في 31 مايو الماضي قافلة سفن أسطول "الحرية" في المياه الدولية ومنعتها بالقوة من إيصال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر بعد استشهاد تسعة متضامنين أتراك وجرح العشرات من المتضامنين الدوليين.