شددت جماعة "الإخوان المسلمين" على تمسكها بالسلمية في مظاهراتها وفعالياتها المنددة بما تسميه ب "الانقلاب العسكري"، قائلة إن اختيارها ل"السلمية"، في المظاهرات التي تطالب بعودة الرئيس "المعزول" محمد مرسي، ليس تكتيكًا ولا مناورة، بل اختيار أساسي مبني على فقه شرعي، وقراءة صحيحة للتاريخ. وتابعت في رسالة نشرتها على موقعها الإلكتروني موجهة إلى من وصفتهم ب "الثائرين"، أنه "من الناحية الشرعية: فالدماء في المجتمع المسلم لها حرمة عظيمة جدا لا يجوز الاعتداء عليها بأي حال أيا كان دين الشخص، وليس للأفراد ولا للجماعات أو الهيئات في الدولة والمجتمع المسلم أن تنصب نفسها قضاة يحكمون على هذا أو ذاك بالقتل، وحتى لو عُرف شخص بذاته أنه قتل المعتصمين فلا يصح لأحد من الناس قتله، بل يجب رفعه للقضاء، فإذا أثبت القضاء إدانته وقضى بإعدامه بعد تحقيق سليم قامت الجهات التنفيذية في الدولة بالتنفيذ". وحذرت من أن "الوقوع في هذه الجريمة المنكرة سيفضي لا محالة إلى الوقوع في فتنة عظيمة، تُغْرِق الناسَ في دائرة القتل المتبادل بغير حق، وكل ما أدَّى إلى فسادٍ ومحرَّمٍ فهو محرَّمٌ". وكررت تحذيرها من الوقوع في فخ العنف "الذي يخطط الانقلابيون لجرِّ البلاد إليه، ولن يفلحوا إن شاء الله". وأضافت الجماعة أن "أي نظام لا يمكن أن يمارس سلطته في الحكم بشكل حقيقي إلا بأحد أمرين: إما بالرضا والتوافق من الشعب ومن ثَمَّ الإذعان لهذه السلطة، وهذا ما تسعى كلُّ الأمم الحرة لفعله عبر الانتخابات الحرة النزيهة التي يختار الشعب من خلالها حكامَه طواعيةً بطريقة ديمقراطية، وهذا ما لا يتوفر لنظام الانقلاب العسكري". وأشارت إلى أن ما يفعله "الانقلابيون" هو "الضغط والإكراه والقمع بالقوة المسلحة والبطش الأمني لإخضاع الشعب"، فيما وصفته بأنه "طريق لا أخلاقي يفتقد للشرعية ويعيش مرتعشا مهتزا، ولذلك يسعى بكل حيلة لتجميل صورته ومحاولة إقناع جنوده وشعبه في الداخل، وإقناع الدول والشعوب الأخرى في الخارج بأنه حاصل على الرضا الشعبي". ودللت على ذلك ب "الجهد الهائل والوفود التي لا تنتهي من الدبلوماسيين الانقلابيين لإقناع العالم أن ما جرى كان ثورةً شعبيةً وليس انقلاباً عسكريا، ولاحظ الحفاوةَ البالغةَ حين يصرح دبلوماسي إفريقي أو أجنبي أنَّ ما جرى ليس انقلابا؛ لتدرك الرغبةَ المحمومةَ لدى رعاة الانقلاب في تجميل صورتهم القبيحة". وفي محاولة لكبح جماح العنف حتى لا يتم تصوير الأمر على أن الدولة تحارب "الإرهاب"، دعت الجماعة إلى الانتباه لخطورة ذلك، قائلة: "في سبيل تبرير بطشهم ووحشيتهم فإنهم يسعون إلى تصوير المعارضين لهم بأنهم إرهابيون يحاولون استخدام العنف في التعبير عن رفضهم، فهل من العقل والحكمة أن نوفِّر لهم تبريرا لإرهابهم وعنفهم غير الأخلاقي"؟. وأكدت الجماعة في الوقت ذاته أنها "لا ترغب في حصول انشقاق في القوات المسلحة فهذا أمر خطير لا نرضاه ولا نتمناه لجيشنا أبدا، فإن من واجبنا أن نحافظ على قواتنا المسلحة من الدخول في حرب أهلية تُستَنْزَف فيها في حروب شوارع لا رابح فيها، فتنكشف أمام أعدائنا الذين ينتظرون بفارغ الصبر لحظة الضعف والوهن للانقضاض على الوطن..".