كانت مشكلة جارنا الباشهمندس عباس أن دماغه واكلاها البارومة لذا لم يكن غريبا حين فاجأنا بقراره خوض الانتخابات على رئاسة اتحاد الملاك في عمارتنا اللي بتشاور عقلها!! ورغم كل محاولاتنا لإقناعه ان رئيس الاتحاد عليوة بيه ابو المجد سيظل رئيسا ابديا للاتحاد بحكم العشرة الطويلة والجيرة وأشياء أخرى إلا أنه صمم على الاستعباط وصرخ باعلى صوته على طريقة شجيع السيما:عليا الطلاق بالتلاتة لأخش الانتخابات ويا أنا يا عليوة في العمارة!!! -ايوه يا باشمهندس بس دي شغلانة كبيرة انت مش قدها!!! وعليوة بيه رئيس الاتحاد من قبل العمارة ما تتبني!! يا راجل ده ماسك الاتحاد من قبل احنا كلنا مانتولد!!! وكنا كمن يؤذن في مالطة فقد ركب عباس رأسه ورشح نفسه في الانتخابات ثم طلب في خطوة غير متوقعة اجراء مناظرة على الهوا مع عليوة بيه فوق السطوح فقال الاخير باستهزاء: هوه سطح العمارة يستحمل؟؟ دا احنا لو جمعنا السكان كلهم ع السطوح... العمارة ح تتطربق على اللي فيها!!! -أمال المناظرة تتعمل فين يا عليوة بيه؟؟؟!! -ما انشا الله عنها ما اتعملت!! أنا اللي بيني وبين عباس صندوق الانتخابات وبس!! وانا النوبة دي جايب لكم صندوق إنما إيه ؟؟؟ آخر حلاوة!!!! لكن عباس كان يدرك جيدا ان صندوق الانتخابات في عمارتنا ليس حكما شريفا على الاطلاق بعد ان اثبتت كل التجارب أنه من السهل اختراقه أو استبداله أو رميه في اقرب مقلب زبالة!!! -ما هو يا المناظرة تتعمل يا نقول ان الانتخابات ح تتزور !! وأنسحب بكرامتي !!! فاقترحنا نحن السكان حلا وسطا : طيب ايه رأيك يا عليوة بيه تقعدوا مع بعض في البدروم ونعمل المناظرة؟؟؟ -مستحيل .... البدروم ريحته وحشة !!!! -طيب ما تقعدوا في المنور!! صحيح هوه ضيق حبتين ومش ح يساع كل السكان لكن الناس ممكن تستحمل الساعتين تلاتة دول بتوع المناظرة!!! -معقولة يعني أقعد في المنور وسط الخنقة والزبالة والمجارى اللي طافحة والبلاوي بتاعت القطط!!!! وأخيرا وجدنا أنه من الأفضل أن يطرح كل مرشح برنامجه الانتخابي في الخرابة اللي ورا العمارة مع تأجيل فكرة المناظرة الى الانتخابات المقبلة. وفي ندوة عباس.. صال وجال وفي ختام كلمته قال:اللي ح ينتخب عليوة بيه أحسن له يدور على سكن تاني لأن العمارة ح تقع يا رجالة!! وفي ندوة عليوة بيه شن هجوما عنيفا كطلقات الرصاص على عباس متهما اياه بخيانة العيش والملح وقلة الادب والتجاوز وانعدام الخبرة وانه مش فاهم حاجة وح يجيب داغ العمارة وفي نهاية كلمته قال: انا الوحيد اللي فاهم العمارة دي اتبنت ازاي ؟؟ وانا الوحيد اللي ح اعرف ارممها !!! وهكذا وجدنا انفسنا في حالة تخبط فالباشمهندس عباس لا خبرة له في الشغلانة ولم يسبق له العمل رئيسا للاتحاد أما عليوة بيه فخبرته طويلة كرئيس اتحاد لكن العمارة في ايامه اصبحت باعتراف الجميع آيلة للسقوط!!! -بصراحة يا رجالة الموضوع يحير والاتنين وشكلهم كده ح يودونا في ستين داهية!! وهنا قال الترباس ساكن البدروم: صدقوني يا جماعة مش ح نلاقي أحسن من عليوة بيه!!! قيمة وسيما وحبيب الكل من اول الباشا رئيس الحي والبيه المأمور وامين الحزب لغاية البهوات بتوع مجلس الأمة ... فقاطعه السنتريسي ساكن السطوح: ويعني الباشمهندس اللى واقع من قعر القفة؟؟؟!!! دا راجل شغال في المقاولات من زمان واصحابه كلهم عندهم شركات مقاولات وممكن يرمموا لنا العمارة!!! ومع استمرار الخلاف في وجهات النظر اقترح ابوشوشة اللي ساكن في أوضة في الجراش ان ينسحب أحد المرشحين حتى نرتاح من دوشة الدماغ. لكن عباس رفض الفكرة قائلا: مستحيل انسحب واسيبه يبرطع في العمارة لوحده!! يا ناس حرام عليكم ...العمارة خلاص ح تقع !!! أما عليوة بيه فكان موقفه اشد صرامة: ما هو انا لو انسحبت بعد العمر الطويل ده ح يقولوا عليا أناني ومش أد المسئولية!! وهكذا عادت الامور الى المربع الاول فقررنا نحن السكان في قعدة عرب اجراء الانتخابات في اسرع وقت وخلينا نخلص!! وفي اليوم المشهود كان غريبا بعض الشيء حضور كل هذا العدد من البوابين والسياس والخدامين والزبالين والكناسين والسواقين والشحاتين والباعة المتجولين الى الخرابة للادلاء باصواتهم.... -هوه انتو يا رجالة ساكنين معانا في العمارة وبتدفعوا رسوم الصيانة !؟؟ -لأ طبعا يا بهوات!!! بس احنا جايين نجامل عليوة بيه الراجل السكرة ده عشان ربنا يكرمنا!!واللي ح يفتح بقه فيكم ح نضربه بالجزمة!!! وهكذا فاز عليوة بيه برئاسة اتحاد الملاك بعد حصوله على 2011 صوتا مقابل 21 صوتا للباشمهندس الذي اصيب بجلطة من الزعل والقهر ونقل الى المستوصف المجاور بعد تعذر نقله الى المستشفى الاستثماري البعيد! -الف مبروك يا عليوة بيه !!! فعلا ما يجيبها الا رجالها!!! -يبارك لي فيكم يارجالة واعملوا حسابكم انتم معزومين بكرة ع السطوح بتاع العمارة عشان ناكل ونشرب ونهيص ونكيد العزال ونقول اللي ما عمره اتقال!!! وعشان كمان اثبت لكم ان العمارة دي اساساتها حديد!!!! وفي يوم العزومة كان الزحام شديدا فوق السطوح لدرجة ان عليوة بيه كان يفرق ساندوتشات الفتة واللحمة المسلوقة وسط صيحات وهتافات وخناقات واشتباكات وتحرشات لم يسبق لها مثيل وفجأة دوى صوت مخيف ثم مالت العمارة على جنبها اليمين ثم مالت على الجنب الشمال وبدأت تتهاوي !!