ونواصل استعراض حيثيات حكم محكمة الاستئناف في قضية نصر حامد أبو زيد وقد وردت كالتالي : ...وقد اطلعت المحكمة على مؤلفات نصر ابو زيد وهي : نقد الخطاب الديني ، الامام الشافعي وتأسيس الايدلوجية الوسطية ، مفهوم النص دراسة في علوم القرآن ، إهدار السياق في تأويلات الخطاب الديني ...وتورد المحكمة بعض العبارات من كتبه كتاب نقد الخطاب الديني ص 198 / 199 تتحدث كثير من ايات القرآن عن الله بوصفه ملكا بكسر اللام له عرش وكرسي وجنود وتتحدث عن القلم واللوح وفي كثير من المرويات التي تنسب الى النص الديني الثاني –الحديث النبوي – تفاصيل دقيقة عن القلم واللوح والكرسي والعرش وكلها تساهم اذا فهمت حرفيا في تشكيل صورة اسطورية من عالم ما وراء عالمنا المادي المشاهد المحسوس ولعل الصور التي تطرحها النصوص كانت تنطلق من التصورات الثقافية للجماعة في تلك المرحلة ومن غير الطبيعي تثبيت المعنى الديني عند العصر الاول رغم تجاوز الواقع والثقافة لتلك التصورات ذات الطابع الاسطوري . كتاب مفهوم النص ص 37 ما زال الخطابي الديني يتمسك بوجود القرآن في اللوح المحفوظ اعتمادا على فهم حرفي للنص وما زال يتمسك بصورة الاله الملك بعرشه وكرسيه وصولجانه ومملكته وجنود الملائكة والاخطر من ذلك تمسكه بحرفية صور العقاب والثواب وعذاب القبر ونعيمه ومشاهد القيامة والسير على الصراط وذلك كله من تصورات اسطورية وعلى ما سبق ينكر المؤلف وصف الله تعالى بأنه ملك وينكر العرش والكرسي وجنود الله الملائكة وكل ذلك انكار لايات قرانية قاطعة الدلالة ويرى نصر ابو زيد ان الايات تشكل صورة اسطورية والاسطورة لغة تعني الاباطيل والاحاديث العجيبة ولا يقف عند هذا الحد بل يضيف صور العقاب والثواب على انها ضمن الاساطير ونصر ابو زيد بهذه اقوال يكون قد رد قول الحق عن القرآن بأنه الحق ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وان الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى نقد الخطاب الديني ص 60 اذا كان مبدأ تحكيم النصوص يؤدي الى القضاء على استقلال العقل لتحويله الى تابع يقتات بالنصوص ويلوذ بها ويحتمي فإن هذا ما حدث في تاريخ الثقافة العربية والاسلامية كتاب الامام الشافعي ص 103 مفهوم الحاكمية في الخطاب الديني السلفي المعاصر ينظر لعلاقة الله بالانسان والعالم من منظور علاقة السيد بالعبد الذي لايتوقع منه الا الاذعان ص 110 قد آن أوان المراجعة والانتقال الى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها بل من كل سلطة تعوق مسيرة الانسان في عالمنا علينا ان نقوم بهذا الان وفورا قبل ان يجرفنا التيار كتاب نقد الخطاب الديني ص 10 فإذا كانت الفصول الثلاثة قد سبق نشرها منفصله فإن وحدتها لا تكمل فقط في وحدة الموضوع الذي نتناوله وهو الخطاب الديني بل تتجلى بشكل ابرز في كونها جزء حيويا من منظومة اكبر ....منظومة العقل في صراعه ضد الخرافة لما كان ما تقدم فإن نصر ابو زيد ارتكب الاتي 1-كذب كتاب الله تعالى بإنكار ما ورد بآيات قرآنية قاطعة الدلالة 2-سخر من بعض ايات القرآن الكريم 3-يرى عدم الالتزام بأحكام الله تعالى لانها ترتبط بفترة تاريخية قديمة ويطالب باتجاه العقل الى احلال مفاهيم اكثر انسانية وتقدما وافضل مما وردت بحرفية النصوص وحيث ان هذه الاقوال باجماع المسلمين اذا اتاها مسلم وهو عالم بها يكون مرتدا خارجا عن الاسلام فإن كان داعيا لها يعد زنديقا وهو اشد من المرتد وجاء بحكم محكمة النقض في الطعن رقم 475 لسنة 65 ق احوال شخصية ان نصر ابو زيد في مصنفاته المثبتة بالاوراق تضمنت وفقا لصريح دلالتها وما لا احتمال معه لاي تاويل جحد لايات القرآن الكريم وانه كلام الله اذ وصفه بانه منتج ثقافي ويعتبره مجرد نص لغوي وانه تحول الى نص انساني منحيا عنه صفة القدسية وذكر في ابحاثه ان الاسلام ليس له مفهوم موضوعي ووصف علوم القرآن بانها تراث رجعي وهاجم تطبيق الشريعة ونعت ذلك بالتخلف وهذا من الكفر الصريح . انتهى الاقتباس من حيثيات حكم القضاء المصري بإدانة نصر أبو زيد ، وأرجو أن يريني أحد مهاويسه وجهه بعد هذا الحكم الدقيق والمتفحص لكتبه ومقالاته ، أو أن يتجاهل أحدهم ما ورد في ختام حيثيات الحكم القاطع عن سطور نصر أبو زيد بقولها حرفيا أنها "تضمنت وفقا لصريح دلالتها وما لا احتمال معه لأي تأويل جحدا لآيات القرآن الكريم" ، وبعد ذلك يجد البعض لديه من البجاحة ما يكفي لوصفه بالمفكر الإسلامي والمجدد والشهيد!!. [email protected]