في أحدث مقال له بصحيفة الحياة اللندنية تحت عنوان "مصر أقوى منهم", واصل الكاتب الشهير جهاد الخازن هجومه على الإخوان المسلمين في مصر, بل وامتد انتقاده أيضا إلى الإدارة الأمريكية وقناة "الجزيرة". وفي البداية, قال الخازن, وهو صحفي وكاتب فلسطيني يحمل الجنسية اللبنانية :"كان الإخوان المسلمون يستطيعون، وقد وصلوا إلى الحكم على ظهر شباب الثورة، أن يستغلوا شعبيتهم الكبيرة بين المواطنين ليقيموا نظاماً ديمقراطياً حقيقياً يتسع لجميع أطياف الشعب، إلا أنهم اختاروا الأخونة، وفشلوا في إنقاذ الاقتصاد أو فرض الأمن وسقطوا، فعادوا الآن إلى العنف, الذي يبدو أنهم لا يتقنون شيئاً غيره". وأضاف " الهجوم على مراكز الشرطة والأمن إرهاب, وطبعاً محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم إرهاب, لا أتهم أعضاء الجماعة وإنما أتهم القيادات والفكر الإخواني الذي خرَج كل إرهاب في بلادنا من تحت عباءته، بما في ذلك القاعدة المجرمة". وتابع "التأييد العربي الكبير لمصر من الدول القادرة لا يعكس فقط العلاقة الوثيقة مع النظام الانتقالي، وإنما يعكس عدم ثقة وشكوكاً وتجارب عمرها عقود في دول الخليج التي شعرت بتآمر الإخوان المصريين والمحليين عليها, وقد سمعت تفاصيل سبقت كثيراً سقوط حسني مبارك ثم محمد مرسي بعده". وفيما يتعلق بقرار القضاء منع "الجزيرة مباشر مصر" ومحطات أخرى من البث في مصر, قال الخازن:" كنت قطعت على نفسي عهداً منذ سنوات ألاّ أنتقد سياسة قطر، لأنها تتعرض لانتقادات كافية، بعضها ظالم، فأكتفي اليوم بالقول إن تغطية الجزيرة أحداث مصر كانت من جانب واحد، ولم تهتم المحطة بمعرفة الحقيقة كلها وإنما اكتفت بنصفها, وأتمنى أن يعطي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الجزيرة بعضاً من وقته ليصحح الأخطاء". واستطرد أيضا " أتمنى أيضا على الإعلام المصري أن يبدى موضوعية لم تبدها الجزيرة، فلا يتهم الشيخة موزة المسند قرينة أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة، جزافاً وظلماً من ناس لا يعرفونها, هي سيدة ذات خلق، وقد عملت دائماً لوطنها وأمتها، ونفذت مشاريع طموحة. كل من يهاجم الشيخة موزة يدين نفسه، فأرجو أن يراجع الكل مواقفهم". وأضاف الخازن في مقاله في 6 سبتمبر "حل المشاكل بين الدول العربية وتجاوزات الميديا يهون أمام التعامل مع الولاياتالمتحدة، فالإدارة الأمريكية أيدت نظام الإخوان ولا جدال، وعندما قامت الثورة الثانية على الجماعة، ترددت الإدارة الأمريكية بين ثورة أو انقلاب، ورفضت أن ترى ملايين المصريين في الشارع يهتفون ضد محمد مرسي وحكمه". وتابع "إدارة اوباما صمتت في النهاية، وكان الموقف الإيجابي الوحيد من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي قال إن وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي سيعيد الديموقراطية، ثم عادت العلاقة وانتكست والإدارة تقف موقفاً سلبياً من الحكم الانتقالي بضغط من أنصار إسرائيل في الكونجرس واللوبي إياه واليمين المتطرف من نوع المحافظين الجدد, هؤلاء جميعاً لا يريدون حكماً ديمقراطياً في مصر يقود البلاد إلى الأمام، وإنما أن تخرب مصر في خلاف لا حل له ولا نهاية بين الإخوان المسلمين ومعارضيهم". واختتم الخازن مقاله, قائلا :" مصر نصف الأمة ولها القيادة، فإذا لم تستطع إدارة أوباما تحسين العلاقة معها فهي لن تتحسن مع أي بلد عربي آخر, ولعل التوبيخ السعودي الرسمي للسياسة الأمريكية تحذير كافٍ، وقد أعذر من أنذر". ورغم هجوم الخازن المتكرر على الإخوان وانتقاده قطر, إلا أنه أراد إيصال رسالة هامة جدا من خلال مقاله مفادها أنه لا يجوز أن يتحول الاختلاف السياسي بين الدول أو الفرقاء إلى تراشق وتجريح شخصي ينال من كرامة وحرمة الخصم؟ إذ أن الانتقادات في بعض وسائل الإعلام المصرية الموجهة إلى قطر تزداد نسبة حدتها وتغوص في الشخصي, ووصل الأمر إلى النيل مباشرة وبالاسم من كرامة الشيخة موزة والدة حاكم قطر، وآخرها كان في فيديو كليب ساخر قدمته الفنانة الاستعراضية المصرية سما المصري وأثار حفيظة الكثيرين ممن شاهده, بالإضافة إلى تهديد الاعلامي المصري المثير للجدل توفيق عكاشة بعرض صور الشيخة موزة ب "البكينى" على قناة الفراعين. وفي بداية الفيديو, الذي هو من تأليف وغناء سما المصرى كُتب التالي "إهداء من سما المصرى إلى قناة الجزيرة (الخنزيرة) ثم تبدأ المصري بالغناء :الطشط قالي يا جزيرة قومي استحمي عشان تنضفي يا معنفة". وتضمن الفيديو كليب الراقص والساخر, الذي قدمته سما المصرى سخرية واضحة وصريحة أيضا من الشيخة موزة، ووصل الأمر بها إلى عض "شبيهة الشيخة موزة", في الفيديو بمؤخرتها وضربها بالحذاء. وبجانب الفيديو, تقدم عدد من المحامين المصريين ومن بينهم المستشار مرتضى منصور ببلاغ للنائب العام ضد حاكم قطر ووالدته موزة بتهمة التحريض والمساعدة على ارتكاب جرائم التحريض على القتل وقلب النظام والبلطجة. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو سما المصرى, الذي انتشر بسرعة البرق، وسجل نسبة عالية من المشاهدة على موقع يوتيوب, حيث فاقت المشاهدات إحدى نسخه عن نصف مليون مشاهدة في أقل من أربع وعشرين ساعة, إلا أن ردود الفعل على هذا الفيديو لم تحمل الكثير من التأييد، بل تباينت بين منزعج من هذا المستوى "المبتذل" في انتقاد قطر. وحسب بعض التعليقات, فإن "أسلوب الانتقاد والخلاف السياسي يجب أن يكون ضمن حدود اللياقة، وأن لا ينحدر لينال من الكرامة الشخصية مهما كان نوع الخصام, من حقنا انتقاد قناة الجزيرة ومن حقنا انتقاد قطر, ولكن ليس من شيمنا ولا من الرجولة سب رئيس دولة عربية اتفقنا معها أو اختلفنا, أما ما اعتبر سفاهة هو سب زوجة أمير قطر السابق أو التعليق على لبسها أو أفعالها, فهذا ليس من شيم وأخلاق العرب".