لا توجد علاقة قتلت بحثا مثل العلاقة الزوجية ، تحدث عنها العلم والطب والشرع والقانون والفن والشعر ، وتناقش بخصوصها العلماء والمتخصصون والفلاسفة والعوام والسعداء والتعساء . اليوم أسألك عزيزي الزوج سؤال صريح ومباشر ماذا تعني زوجتك بالنسبة لك ؟ و ما هو تقييمك لدورها في ميزان حياتك بحسناته وسيئاته ؟ صارح نفسك بكل بساطة فلن يسمعك أحد وقد أجاب علي هذا السؤال قبلك 2142 زوجا عربيا في بحث طريف وكانت إجابتهم كالتالي 58% قالوا أحب زوجتي وهذه نسبة جيدة من وجهة نظري ، لأنها تمثل الأغلبية من منظور ديمقراطي ، أما ال42% الباقية فكانت إجاباتهم تتراوح بين الرغية في القتل و اللامبالاه ، 6% لا أحبها ولا أكرهها ، 3% أكره رؤيتها، 4% لا أعرف أنا محايد ، 7% أحبها بعض الشئ ، 3% لا أعترف بالحب،5% أتمني طلاقها لولا الأولاد، 6 % أتمني موتها ! ! كيف تحتمل علاقة إنسانية كل هذا التنوع والاختلاف ، وكيف تلتبس المشاعر علي صاحبها حتي أنه يحتار في تحديدها كما صرح بذلك 9% من عينة البحث فقالوا أنا محتار لا أعرف حقيقة مشاعري تجاهها ، ربما لأنه من الصعب أن ينصهر اثنان في كيان الأسرة دون مشكلات تصادمية بسبب اختلاف الشخصيات وتنافر الجذور ، كذلك فإن الاعتياد إلي حد الملل يفقد العشرة بهجتها ، والتوافق الأول تطرأ عليه تغيرات الحياة التي تعيد صياغة كل منهما بشكل جديد ومختلف ، و الآن عدنا لنقطة البداية كيف ينجح الزواج ؟وما هي مقاييسه؟ يقول الله سبحانه وتعالي في سورة الروم ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) يحدد المولي عز وجل أسس الزواج الناجح بالسكن النفسي والشعور بالمودة والاشتراك في الرحمة بالأولاد ويعرف علماء النفس الزواج الناجح بأنه علاقة تجمع شخصين ناضجين يقوم كل منهما بدوره في الحياه وينشأ بينهما تعاون ومساندة وتفاعل يدفع كل منهما إلي المزيد من تحقيق التقدم والنجاح في عمله وحياته . أما المشاعر المتبادلة بينهما فهي الحميمية ويقصد بها التقارب والمودة والتفاهم ، ثم الوجد ويقصد به اللهفة والاهتمام الحقيقي والذي يظهر بشدة في أوقات الأزمات ، والالتزام ويعني الاستمرار في العلاقة مع أداء كافة الواجبات والمسئوليات . أما الكلمة التي لم أجدها في قاموس الشرع والعلم لوصف العلاقة الزوجية فهي كلمة الحب ، ومع ذلك تصر عليها الزوجات كمعيار وحيد لتقييم مكانتها عند زوجها متأثرة بسيل جارف من الأغاني والأفلام التي تتحدث عن الحب باعتباره الأساس الوحيد للزواج والميزان الحساس لسعادة الزوجات ، رغم أن الحب هو في الحقيقة البضاعة أو (السبوبة) وعفوا لسوقية الكلمة ، التي يتعيش منها تجار الحب وهم يتفننون كل يوم في قلب الكلمة علي كل الوجوه المحتملة وغير المحتملة حتي ابتذلت وفقدت معناها ، وربما أصدق ما قيل فيها قول الشاعر الحب في الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه أنا لست ضد الخيال ما دام يجمل الحياة ويجعلها أكثر سعادة وتوافقا ، لكن نجاح الزواج له شروطه الموضوعية لو توفرت يصبح من السهل علي الطرفين إضافة نفحة الخيال وليس العكس ، أي أن الحب بلا شروط أساس فاشل للزواج ، والزواج الناجح إذا قسناه بمقياس الحب الوهمي سنحكم عليه بالفشل . أما بالنسبة للأزواج فلماذا تضنون علي زوجاتكم بلمسة المودة ولهفة الاهتمام التي تسعدهن كثيرا ؟ والآن أنا أعرف إجابتك عزيزي الزوج علي سؤالي : زوجتي هي أهم وأقرب الناس إلي نفسي وقلبي ، وما تقوم به في حياتي وحياة الأسرة هو إعجاز و إبداع حقيقي لا يمكن أن يفعله غيرها وقد تشابكت جذورنا واختلطت فروعنا واتحدت مصائرنا ، زوجتي في ميزان التقييم هي جوهرة حياتي ومحور ارتكاز العائلة. [email protected]