قال الدكتور صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب في حديث لصحيفة "الأهرام" أن شباب مصر الحقيقي ليسوا على الفيس بوك، شباب مصر الحقيقي خارج العاصمة، مصر الحقيقية موجودة في النجوع والقرى وفي الصعيد وفي الدلتا. والدكتور صفي الدين خربوش مضى في القول مؤكدًا أن شباب الفيس بوك هم أقلية من الشباب غالبًا من القاهرة والمدن الكبرى وربما يكون الفيس بوك قد تسبب في عزلتهم عن الواقع..! وحقيقة لم أفهم ولم أستوعب معنى هذا الكلام الخطير والغريب الصادر عن مسئول الشباب في مصر والذي هو في الوقت نفسه أستاذ للعلوم السياسية..! فما معنى شباب مصر الحقيقي وشباب مصر التقليد أو المزيف، هل أصبح لدينا شباب ياباني وآخر تايواني، وهل شباب الفيس بوك هو المنعزل عن الواقع أم شباب القرى والنجوع الذين يصفهم الدكتور خربوش بأنهم شباب مصر الحقيقي.. وهل لابد أن يكون الشباب فقيرًا لكي يكون شبابًا مصريًا حقيقيًا في حاجة دائمًا إلى الدعم والمساندة والوظيفة الحكومية حتى يظل تحت وصاية الحكومة ورحمتها. إن الدكتور صفي الدين خربوش لا يتابع على ما يبدو مواقع الشباب وحواراتهم في الفيس بوك والتي تضم شبابًا من مختلف أنحاء مصر بما فيها القرى والنجوع وحيث يتم خلالها تبادل المعلومات والصور والأخبار والحوارات على أوسع نطاق من خلال هذا الطريق السريع للمعلومات الذي قضى تمامًا على أية حواجز أو قيود أو رقابة. والدكتور صفي الدين خربوش ومختلف الأجهزة الشبابية والحزبية في بلادنا والتي فشلت في إقامة حوار بلغة وأفكار ومفردات جديدة مع هذا الشباب الالكتروني لم تجد في النهاية إلا وصفه بالعزلة والبعد عن واقع المجتمع مع أن نفس هذا الشباب هو الذي يقود عبر الانترنت مجموعات منظمة تساهم بقوة في الحراك السياسي المشتعل بحثًا عن الإصلاح والتغيير، وأصبح لها كلمة مسموعة ومؤثرة على الساحة السياسية عن الشباب الحقيقي الذين يفاخر خربوش ويسعد بهم لأنهم استسلموا للقضاء والقدر والمصير المكتوب واكتفوا فقط بالبحث عن لقمة الخبز واستجداء أي وظيفة تخرجهم من دائرة الإحباط. والدكتور خربوش حين يصنف شباب مصر بين شباب الفيس بوك في القاهرة والشباب الحقيقي في القرى والنجوع والمحافظات فإنه على ما يبدو لا يعيش الواقع الحقيقي لشباب القرى والمحافظات، فهؤلاء فقدوا الثقة في كل شيء وأصابتهم حالة من اليأس واللامبالاة، واتجهوا غربًا في محاولات انتحارية للهجر لأي دولة أوروبية توفر لهم فرصة عمل وتتيح لهم الأمل في الحياة بأن يعودوا من هناك بما يمكن ادخاره لكي يبدءوا عالمهم الخاص بدون الاعتماد على الدولة أو انتظار ما تجود به عليهم..! لقد وصل قيمة ما يدفعه الشاب الراغب في السفر إلى أي مكان في أوروبا حاليًا إلى نحو 55 ألف جنيه، ويتساهل الشباب في دفعها رغم إدراكهم بالمخاطر الجسيمة التي تحدق بهم وبإمكانية تعرضهم للغرق أو للزج بهم في سجون الدول التي يحاولون التسلل إليها. وتدفع أسر الشباب هذه المبالغ وتستدين من كل مكان أو تبيع ما لديهم لإدراكهم أن هذا هو الأمل الوحيد في الحياة وأن هذا طريق التخلص من الفقر والقلق والإحباط. وبعيدًا عن التقسيمات الجديدة للشباب والتي خرج بها علينا الدكتور خربوش والذي تفضل مشكورًا بالقول أنها وجهة نظره وقد لا يكون على صواب في ذلك، وهذا ما يدعونا إلى الإشادة به والتأكيد على مكانته واحترامه فإن الدكتور خربوش قال أيضًا في حديثه أن هناك خططًا للتعامل مع مشكلات الشباب مثل زواج الفتيات وتشغيلهن أو البطالة..! وإذا كانت هذه الخطط يا دكتور خربوش جاهزة وموجودة وصالحة للتطبيق وتطبق فعلاً، فما هذا الذي نراه أمام أعيننا، وما كل هذه المشاكل التي نسمع عنها والتي لا حلول لها.. ولا تعليق أكثر من هذا!! [email protected]