كشفت تقارير إعلامية عن تلقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رشوة بمبلغ150 ألف يورو (201 ألف دولار) في شكل تبرع من ليليان بيتنكور مالكة شركة لوريال الشهيرة للإنفاق على حملته الانتخابية الرئاسية عام 2007. ونقل موقع "ميديا بار"لإخباري علي شبكة الانترنت عن كلار. تي مديرة حسابات الثرية ليليان بيتينكور (87 عاما) قولها: "إن المليارديرة وزوجها طالما وزعا الظروف المحشوة بالمال على السياسيين المحافظين خاصة مواسم الانتخابات". وذكرت مديرة الحسابات السابقة -التي أقيلت من منصبها في 2008- أن الواسطة كان إريك وورث وزير الميزانية سابقا ووزير العمل الحالي. وحسب كلار. تي تلقى وورث في مارس 2007 بصفته أمين صندوق الحزب الحاكم (الاتحاد من أجل حركة شعبية) 150 ألف يورو في ظروف غير معلّمة كانت تحرص على ألا تترك عليها أثرا مكتوبا، وكان المبلغ من الضخامة حسب وصفها أن اضطرت إلى التنقل إلى سويسرا لتكمله. وأضافت أن "ساركوزي كان أحد الزائرين المنتظمين لفيلا الثرية في بلدة نيولي عندما كان بين 1983 و2002 عمدة للبلدية الواقعة غربي باريس، وتلقى نصيبه من الظروف، وكانت هي تسمع حديثه مع الثرية لأن سمع العجوز وزوجها كان ثقيلا وكان على ساركوزي التحدث بصوت عال". لكن المديرة السابقة لحسابات الثرية قالت: إنها ليست قادرة على إثبات مزاعمها لأنها أعادت ثلاثة من دفاتر الحسابات مع وثائق أخرى عندما أقيلت. ومن ناحيته, نفى مسئول في مكتب الرئيس أن يكون ساركوزي تلقى رشوة قائلاً: "هذا غير صحيح على الإطلاق"، لكن عندما سئل إن كان وورث تلقى التبرعات, أجاب "يبدو هذا غير صحيح لكن عليك مراجعة أمين صندوق الحملة". ونفت ناطقة باسم وورث أن يكون وزير الميزانية الحالي تلقى تبرعات لصالح ساركوزي. و وورث أحد أهم حلفاء ساركوزي وهو مهندس خطة لإصلاح نظام المعاشات تقضي برفع سن التقاعد. ويرفض وورث اتهامات من يطالبونه بالاستقالة وينفي أن يكون خرق القانون بجمعه حتى مارس الماضي بين منصبه أمينا لصندوق الحزب الحاكم، ومنصبه وزيرا للميزانية. وعملت زوجة وورث حتى الشهر الماضي -تاريخ استقالتها- موظفة لدى مدير ثروات بيتينكور التي تواجه تحقيقا بتهم التهرب الضريبي. يشار إلى أن القانون الفرنسي يسمح بالتبرعات السياسية شرط ألا تتجاوز سبعة آلاف وخمسمائة يورو بالنسبة للأحزاب وستة آلاف وأربعمائة للأفراد. وتأتي الاتهامات في وقت تراجعت فيه شعبية ساركوزي إلى مستويات قياسية، إذ لا يثق حسب استطلاع حديث إلا 26% من الفرنسيين في هذا السياسي الطامح في إعادة انتخابه في 2012. وأجري الاستطلاع قبل أن يستقيل نهاية الأسبوع الماضي وزيران في حكومة ساركوزي واجها انتقادات بسبب أسلوبهما في الإنفاق.