المقال التالي جاءني من الباحث الدكتور مؤمن أحمد عبد الخالق.. ما دفعنى للكتابة لكم اليوم هو الأفكار المغلوطة التى أجد البعض يكتب فيها وكأنها من البديهيات. المهم كنت أعير أحد زملائى الأطباء كتبا تاريخية من التى أهوى قراءتها على إمتداد تاريخنا من أقدم عصوره حتى يومنا هذا وهو ما جعلنى أعلم من التاريخ ما يساعدنى على الرؤية لما سيسفر عنه أى موقف أقابله. من ضمن الكتب التى أعرتها إياه كتابان يتحدثان عن الدولة العلية العثمانية، وأحدهما من تأليف الزعيم المصرى الوطنى محمد فريد، وقد قام هذا الصديق بانهاء الكتاب مرتين على الرغم من ضخامته فى أسبوع واحد، وكان تعليقه أنه "لو قدر لى أن اقابل أحد العثمانيين دول والله لن أتردد أبوس رجله من الأفضال بتاعتهم علينا". والكتاب الآخر جوانب مضيئة من تاريخ العثمانيين الأتراك للأستاذ زياد أبو غنيمة إصدار دار الفرقان بالأردن عام 1983 وللكتاب طبعات مصرية. وطلب منى زميلى الدكتور محمد (ونحن طبيبان بالمناسبة) أكثر من مرة أن أكتب لكم تحديدا لكى تقرأ هذا التاريخ وتلك الكتب التي توضح الحقائق المغيبة عنا عن عمد عن الدولة العثمانية التى دافعت عنا أربعة قرون، ودافعت عن مكةوالمدينة ضد الإنجليز والبرتغاليين الذين كانوا يخططون لاحتلال مكة والزحف على المدينة لنبش قبر الرسول والمقايضة بجثمانه على القدس. دافعوا عنا عندما ضعف المماليك ولولاهم لكنا الآن أنت وأنا، نذهب إلى الكنيسة الكاثوليكية ونهتف للبابا بندكتوس ومن قبله جون بول الثانى وغزوات رجالهم الجنسية... دافعوا عنا ضد مؤامرات الجنرال البوكيرك لتحويل مجرى النيل من أثيوبيا ليلقوا الماء فى البحر الاحمر نفس ما يتم عمله الآن ولكن "البهائم" لاتقرأ ... كلما طاف بخاطرك أنك مسلم، لاتنس أن تدعوا للعثمانيين والمماليك الذين ضحوا بالغالى والنفيس للدفاع عنا وعن عقيدتنا ضد التتار والصليبيين والغزوات الأوروبية والروسية. ما من سنة من تاريخهم التليد إلا صدوا حربا أو شنوا حربا وقائية.. أرشح لك لكتب التاليه للقراءة: (العثمانيون فى التاريخ والحضارة) وهو كتاب عظيم صحح لى كثيرا من الزبالة التى ندرسها والتى نقرأها لجهلة يكتبون أو يمارسون الدعارة الفكرية بالقلم والكلمة (جوانب مضيئة من تاريخ العثمانيين الأتراك) للاستاذ زياد أبو غنيمة إصدار دار الفرقان بالأردن عام 1983 . (الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها) موسوعة فى أربعة أجزاء للدكتور عبد العزيز الشناوى رئيس قسم التاريخ بجامعة الأزهر وكان آخر عمل ختم به حياته. (تاريخ الدولة العلية العثمانية) لمحمد فريد بك المحامى تحقيق الأستاذ الدكتور إحسان حقى، إصدار دار النفائس. (ودخلت الخيل الأزهر) للأستاذ محمد جلال كشك، والطبعة التى عندى من دار المعارف، لكن هناك طبعات أخرى أحدث منها. المهم ما يصدمنى فى كتابات البعض عن الدولة العثمانية لايتفق مع الحقيقة، بل مع الأكاذيب التى تغطى التاريخ العثمانى بسبب أن أساتذة التاريخ فى جامعاتنا يتعلمون أثناء دراساتهم العليا فى أوروبا وينقلون لنا كراهيتهم وأحقادهم ضد العثمانيين. سأذكر لك واقعة واحدة تدل على الأكاذيب التى نتعلمها: نتعلم فى المدارس أن السلطان سليم الثانى أخذ الحرفيين من مصر إلى الأستانة وبالتالى خرب مصر. ولكن لاتذكر هذه الكتب أن ابنه السلطان سليمان القانونى قد خيرهم بين الرجوع إلى مصر أو الاعدام بعد فترة معينة، وتصور عندما يخيرك حاكم بين الاعدام أو الرجوع لبلدك، فهذا معناه أنك لا ترغب في العودة . الأستانة فى هذا الوقت كانت عاصمة العالم مثل واشنطن ولندن وباريس الآن، بل وأفضل، فلمً لا يذهب إليها من يرغب فى فرصة عمل أفضل. شكرا عزيزي الدكتور مؤمن على هذه المعلومات، ولكن الذين تمكن الحقد على الإسلام من قلوبهم فأعمى أبصارهم يأبون أن يقرأوا الحقائق.. لقد سمعت صباح أمس في أحد البرامج الصباحية بقناة فضائية مصرية الكاتبة فريدة الشوباشي وهي تتهجم على ما فعلته تركيا أخيرا مذكرة العرب بدولة الخلافة كأنها ماض نخجل منه، مرتدية ثوب الدفاع عن القومية العربية التي تتصور أن أردوغان جاء ليقضي عليها بعودة العثمانيين إلى المنطقة. لكن لسانها أوقعها في ما تريد مهاجمته في الواقع.. إذ راحت تسخر من مظاهر التدين، ومن السائق الذي تسأله: اسمك إيه فيرد عليها "محمد إن شاء الله". لقد أضجرها هذا التعبير فتصورت أن مستقبل الليبرالية والحريات في مصر في خطر شديد بسبب ذلك! لقد راحت تشرح وتستطرد وتهاجم أردوغان الذي يهدد على حد قولها قوميتنا العربية و التيار الناصري وليبرالية الوفد.. كل ذلك لأنه واجه اسرائيل بقوة أجداده وإيمانهم بالله وبحضارة راسخة، وليس بحنجرة عريضة لا يسندها شئ. والغريب أن الشوباشي تقول إنها تقبل الإخوان إذا تخلوا عن الدعوة إلى الله "يقدموا لنا برامج لحل مشكلاتنا ويتركوا لنا علاقتنا بربنا"..! أردوغان لم يتخل عن الدعوة إلى الله، بل استطاع بها أن يقفز قفزات إقتصادية وسياسية هائلة ببلاده في وقت وجيز. فالدعوة هي الإيمان الراسخ الذي يعني الاستقامة والحرب على مظاهر الفساد والرشوة والفوضى والسرقة، والعمل بجد واجتهاد والتسلح بالعلم والحكم الصالح الرشيد. [email protected]