رصدت "المصريون" مشاهد تطبيق قرار الحكومة بفرض حظر التجوال بدءًا من التاسعة مساءً حتى السادسة صباحًا في عدة شوارع ومحاور رئيسية بالقاهرةوالجيزة، وذلك في أول أيام تطبيق القرار. وسادت حالة من الهدوء التام فى جميع الشوارع حيث خلت معظمها من المارة.. حيث التزم أغلب المواطنين منازلهم تنفيذًا لقرار "الحظر" خاصة بعد تعطل حركة المترو والقطارات خلال الحظر، وخوفًا من الاشتباكات الدائرة بين قوات الشرطة وبعض المتظاهرين الرافضين للانقلاب العسكري وفض اعتصامات النهضة ورابعة العدوية بالقوة. ورغم أن هذا الهدوء أعاد للأذهان مشهد فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال خلال ثورة 25 يناير 2011، إلا أن المصريين كعادتهم كسروا القاعدة، إذ تمرد عدد من أصحاب المقاهي والمحال على فرض حظر التجوال بفتح المحال لاستقبال زبائنهم. وفى الوقت ذاته، كثفت اللجان الشعبية من تواجدها بالقرب من المناطق السكنية، حيث وقف العشرات من أبناء المنطقة أو الحي، حاملين العصي تحسبًا لضبط مسلحين ضمن المارة، الذين قاوموا بتفتيشهم والتأكد من هوياتهم. ورغم أنه كان من المتوقع أن تشهد البلاد انتهاءً لمشاكل المرور، لكن اختفاء التكدس المروري قابله مشاكل من نوع آخر، مثل وجود الحواجز المرورية في شوارع رئيسية، وإصرار اللجان الشعبية على غلق عدد من الطرق، ما أثار استياء عدد من قائدي السيارات، لكن الاستياء سرعان ما انتهى بإقناع أصحاب السيارات باتخاذ مسلك آخر. وفي التحرير، أحكمت مدرعات القوات المسلحة إغلاق الميدان من كل مداخله، حيث تمركزت 4 منها أمام المتحف المصري لتغلق مدخل الميدان من اتجاه عبد المنعم الرياض، بالإضافة إلى إغلاق كل منافذه من وسط البلد. يأتي ذلك في الوقت الذي أغلقت فيه قوات ومدرعات الجيش ميدان الجلاء بالدقي بشكل كامل، ما منع قادة السيارات من التوجه إلى محيط كوبري قصر النيل أو مطلعي كوبري أكتوبر و15 مايو بشارع النيل، في حين استمرت حركة المرور بشارع التحرير وسط تواجد مكثف للجان الشعبية، دون الاقتراب من محيط البطل أحمد عبد العزيز بالمهندسين والذي شهد اشتباكات متقطعة بين الأهالي وقوات الشرطة من جانب وعناصر جماعة الإخوان الذين يحاولون مد اعتصامهم بشارع جامعة الدول العربية إلى كل الشوارع الرئيسية بالمهندسين. وعلى الجانب المقابل انتشرت بكثافة كبيرة اللجان الشعبية بطول شارعي فيصل والهرم حتى ميدان الرماية، ما تسبب في حالة بسيطة من التكدس بسبب إصرار أعضاء اللجان من الشباب والأهالي على تفتيش السيارات بشكل كامل ومتكرر وفحص بطاقات الركاب، في ظل غياب كامل لأكمنة الشرطة والجيش، عدا كمين واحد أمام مطابع البنك المركزي. وشهد شارع الهرم غلقًا كاملاً لمدخله من اتجاه ميدان الجيزة ونفق الهرم خوفًا من تجدد الاشتباكات بين قوات الشرطة وعدد من المعارضين للانقلاب العسكري وفض اعتصامات النهضة ورابعة العدوية بالقوة داخل ميدان الجيزة وأمام مسجد الاستقامة، وهو ما تسبب أيضًا في إغلاق كوبري الجيزة بشكل كامل، بالإضافة إلى قيام قوات الجيش والشرطة بتطبيق صارم لحظر التجوال في شارع مراد وشارع النيل الموازي له. وقامت قوات الجيش بإغلاق كل مداخل ومطالع كوبري السادس من أكتوبر من كل الاتجاهات، في حين تم فتح كوبري عباس أمام حركة السيارات بعد تفتيشها من اللجان الشعبية، وهو نفسه ما ينطبق على شارع البحر الأعظم الذي لم يشهد إلا وجود لجنتين شعبيتين فقط، في حين خلا شارع قصر العيني من اللجان الشعبية، بينما تواجدت أكمنة الشرطة في مواقعها بمحيط وزارة الداخلية ومداخل السيدة زينب ووسط القاهرة، في حين تم السماح للسيارات بعبور شارعي الجلاء وشارع رمسيس حتى ميدان رمسيس. وفسر محمد علي، صاحب مقهى بوسط القاهرة، كسره لحظر التجوال قائلاً: "إن الحكومة فرضت الطوارئ والتجوال على جماعة الإخوان المسلمين، لكن نحن لسنا مخربين والجيش يسير من هنا ولم يعتقلنا". وأضاف صاحب المقهى: "إن الحكومة مطمئنة أننا لن نقوم بأعمال عنف كأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، ووجودنا لحماية المنطقة وكسب الرزق في الوقت نفسه". وقال أحد سائقي سيارات الأجرة: "البلد تولد من جديد ويكفي أن الجيش والشرطة يتعاملان معنا باحترام". وأضاف السائق الذي بدا سعيدًا بالسيولة المرورية: "الآن يمكنهم تنظيف البلاد من الطرف الثالث ولو الإخوان مظلومين سيظهر ذلك بعد بقائهم في المنازل مثل بقية المصريين".