أعلنت كوريا الشمالية عن قطع جميع الاتصالات والعلاقات مع جارتها الجنوبية وطرد الكوريين الجنوبيين الذين يعملون في المشاريع المشتركة بين البلدين وأنها لن ترجع عن قرارها ما دام الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باق في سدة الحكم. تأتي هذه الخطوة في سياق سلسلة من الخطوات التصعيدية بين البلدين في أعقاب غرق بارجة كورية جنوبية في شهر مارس الماضي ومقتل 46 من طاقمها وتحميل سيول لبيونجيانج المسؤولية عن إغراقها بواسطة طوربيد بحري. كما هددت بيونجيانج بالقيام بعمل عسكري ردا على ما وصفته بانتهاك مياهها الإقليمية من قبل جارتها الجنوبية. من جهة أخرى أعلنت وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن بلادها والصين تعملان معا لاتخاذ إجراء فعال للرد على إغراق بيونجيانج للبارجة. وكانت الصين التي تعتبر من اقرب حلفاء كوريا الشمالية قد اكتفت بالدعوة الى ضبط نفس، معربة عن استعدادها للعمل مع واشنطن لتطويق الأزمة في شبه الجزيرة الكورية. وكان جيش كوريا الشمالية قد أصدر بيانا حذر فيه الجنوبية مما وصفه بالاستفزاز المتعمد الذي يهدف إلى إشعال نزاع عسكري جديد في البحر الأصفر، ومن ثم دفع العلاقات بين الشمال والجنوب إلى أدنى مستوياتها نحو مرحلة الحرب. وقصد البيان بالاستفزاز دخول عشرات السفن الحربية لكوريا الجنوبية المياه الإقليمية لكوريا الشمالية، كما قال. إلا أن متحدثا باسم وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية نفى أن تكون أي سفينة تابعة لبلاده قد دخلت المياه الإقليمية لكورية الشمالية. يذكر أن كوريا الجنوبية قد حثت الصين على دعم جهودها لمعاقبة الشمالية. ودعت كلينتون دول المنطقة إلى بذل الجهود لاحتواء التوتر، وقالت بعد إجراء محادثات في بيجين مع نظيرها الصيني أن بلادها تعمل بشكل حثيث لتحقيق ذلك. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية- البنتاجون- عن إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع كوريا الجنوبية قريبا، بما فيها مناورات على التصدي للغواصات البحرية في اطار الرد الامريكي على حادث السفينة. وكانت كوريا الجنوبية قد علقت علاقاتها التجارية مع كوريا الشمالية وطالبت الأخيرة بالاعتذار بعد نشر تقرير حمل بيونج يانج مسؤولية إغراق قطعة بحرية جنوبية. كما عادت سيول إلى تشغيل الإذاعة الموجهة ضد جارتها الشمالية في اطار الحرب النفسية ضدها والتشويش على ارسال الاذاعة الكورية الشمالية. وأعلنت سيول الاثنين الماضي أنها ستقدم شكوى لدى مجلس الامن الدولي ضد كوريا الشمالية تدعوه فيها إلى فرض عقوبات جديدة. وجاء موقف سيول في خطاب متلفز ألقاه الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك قال فيه ان " كوريا الشمالية ستدفع ثمن ما فعلت وان سيول ستستخدم حقها في الدفاع عن النفس اذا قامت بيونجيانج بالاعتداء عليها". وأضاف لي أن "بلاده لن تسمح من الآن فصاعدا للسفن التجارية الكورية الشمالية بالابحار في المياه الإقليمية الكورية الجنوبية". ولكن لي أضاف في كلمته أن "الهدف من ذلك كله ليس المواجهة العسكرية، اما بيونجيانج فقد ردت على سيول متهمة اياها ب"فبركة" الادلة بشكل بات يجعل البلدين على شفير الحرب". يذكر بأن لجنة تحقيق دولية برئاسة كوريا الجنوبية كانت قد خلصت يوم الخميس الى "وجود ادلة تثبت بان طوربيدا كوريا شماليا ادى الى انشطار البارجة البالغة زنتها 1200 طن في 26 مارس في البحر الأصفر.