الإمام لغة هو الذى يقتدى به، والإمامة هى الخلافة والحكم، والإمام هو الحاكم وولى الأمر، وهو الذى يؤم الناس فى الصلاة، والإمام هو أيضًا العالم الفقيه. واتفق أهل السنة على أن الإمامة منصب غير إلهى، ويعين الإمام باختيار المسلمين. أما عن الشروط الواجب توافرها فيمن يكون إمامًا، قال أهل العلم: هى أربعة: العلم، والعدالة، والكفاية، وسلامة الحواس والأعضاء. ولأن فى صلاح الإمام وعدله صلاح الأمة، كما تفسد أمورهم بفساده، لعظم الأمانة الملقاة عليه، ولهذا عد النبى صلى الله عليه وسلم الإمام العادل أول من يستظل بظل الرحمن يوم القيامة، روى البخارى، قال صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله يوم القيامة فى ظله، يوم لاظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ فى عبادة الله..". وقال أهل العلم: إنه يجوز تنصيب المفضول مع وجود من هو أفضل منه، لإجماع العلماء بعد الخلفاء الراشدين على إمامة بعض من قريش، مع وجود من هو أفضل منهم. أما الشيعة، فقد غالوا فى الإمامة، فجعلوها ركنًا من أركان الإسلام، وعدوها الركن الأعظم الذى لا يقوم الدين إلا به. وقد جعل الشيعة للإمام مكانة مقدسة، تعلو على من سواه من البشر. ولغلوهم فى الإمامة أطلق عليهم الإمامية، كما يعرفون بالجعفرية نسبة للإمام جعفر الصادق الذى يزعمون أنه هو الذى وضع فقه التشيع، وهو منه براء. كما يعرفون أيضًا بالاثنى عشرية، لأنهم يؤمنون باثنى عشر إمامًا من نسل الإمام على بن أبى طالب، وهو عندهم الإمام الأول، ثم ابنه الحسن الإمام الثانى، ثم أخوه الحسين الإمام الثالث. ثم باقى الأئمة عندهم من نسل الحسين، وآخرهم الإمام الثانى عشر، وهو المهدى المنتظر: محمد بن الحسن العسكرى، الذى اختفى فى سرداب بسامراء. وهم يعتقدون أنه سيظهر آخر الزمان، لينصر شيعته على أعدائهم، وأنه سينشر العدل والسلام أيام خلافته على الأرض، وأنه سيقتل النواصب، وهم أهل السنة ممن أنكروا ولاية آل البيت. وهم يعتقدون أنه سيهدم الكعبة، وسيخرج جسدى أبى بكر وعمر من قبريهما ليصلبهما، وغير ذلك من عقائدهم الفاسدة. والإمامة عند الشيعة منصب إلهى كالنبوة، وهم يعتقدون أنه كما أن الله يختار من يشاء من عباده للنبوة، فإنه كذلك يختار للإمامة من يشاء، ويأمر نبيه بالنص عليه، وأن ينصبه إماما للناس من بعده، للقيام بالأمور التى كان يقوم بها النبى. وهم يعتقدون أن الإمامة تقوم على النص والتعيين، فالإمام الأول ينص على الإمام الثانى، والإمام السابق يعين اللاحق، وفى معتقدهم أن النبى نص على أن على بن أبى طالب هو الإمام من بعده، ولهذا فالإمامية لا تعترف بخلافة أبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم، لأنهم اغتصبوا الخلافة من صاحبها على بن أبى طالب دون حق حسب زعمهم. وغلو الشيعة فى الأئمة هو مما يشق على المرء حصره، لكثرة رواياتهم فى ذلك، لاسيما ما يخص مكانة الأئمة المقدسة التى تبلغ الألوهية، فالأئمة لهم قدرات تكوينية، يقولون للشىء: كن فيكون. والإمام عندهم أعظم مكانة من النبى، وهم يؤمنون أن الإمام معصوم، وأنه لا يقع منه الخطأ الأكبر أو الأصغر. والأئمة عندهم يعلمون الغيب، ويعلمون ما كان وما سيكون، ولا يقع شيء فى الكون إلا بعلمهم. كما أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم. وكلام الإمام عند الشيعة يعلو على أى كلام آخر، ويزعمون أن القرآن غير كافٍ إلا بإضافة خبر من الإمام. كما يعتقدون أن طينة قبور الأئمة فيها شفاء من كل سقم، لاسيما قبر الإمام الحسين فى كربلاء، ولا حول ولا قوة إلا بالله..