حدد يوسي ميلمان الخبير الاستخباري الإسرائيلي ما أسماه بعدد من العواقب الوخيمة التي قد تتعرض لها تل أبيب في حال شنها ضربة عسكرية لإجهاض مشروع طهران النووي ، وفي تقرير له بصحيفة هأرتس العبرية ، أكد ميلمان أن تعرض الانظمة العربية الموالية للغرب بالمنطقة للخطر وعلى راسها مصر والأردن سيكون على رأس تلك العواقب علاوة على استهجان واشنطن للهجوم الإسرائيلي وإغلاق مضيق هرمز الإيراني أهم الممرات الحيوية لاقتصاد النفط دوليا . وحذر الخبير الاستخباري الإسرائيلي حكومة تل أبيب من القيام بضربة عسكرية ضد برنامج إيران النووي موضحا ان ضربة من هذا النوع سيكون لها تداعيات خطيرة بالمنطقة على رأسها تعريض الأنظمة الموالية للغرب في كل من مصر والأردن والعراق والبحرين للخطر ، علاوة على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط ، وحشد تأييد العالم السني لإيران الشيعية موضحا أن الضربة قد تدفع طهران لإغلاق مضيق هرمز الإيراني والذي يعد أكثر الممرات المائية الاستراتيجية ويعبر من خلاله ما يزيد عن ربع النفط العالمي . وأضاف ميلمان أن هناك اعتبار أخر يجب ان تأخذه إسرائيل بالاعتبار وهو أنه برغم قلق معظم الدول العربية بشكل لا يقل عن تل أبيب إسرائيل فيما يتعلق بالتسليح النووي الإيراني مثل مصر والأردن والامارات العربية المتحدة إلا أن تلك الدول لن تجرؤ على إبداء تأيدها العلني لأي هجوم إسرائيلي على طهران أو السماح للطائرات الحربية الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضيها في طريقها لإيران حتى لو كانوا يأملون سرا في نجاح مثل هذه الضربة . وأشار الخبير الاستخباري إلى ان الأنظمة العربية دائما ما تكون عرضة للتصادم وجها لوجه مع غضب الرأي العام في بلادها وربما تؤدي ضربة عسكرية لطهران إلى قيام تلك الأنظمة ليس فقط بإدانة "العدوان الاسرائيلي" على إيران وإنما اتخاذ خطوات عملية على رأسها مثل قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل . وأشار ميلمان إلى أن أي قرار تتخذه إسرائيل لابد وان يأخذ الضوء الاخضر من واشنطن موضحا أن تل أبيب ما كانت تتخذ دائما موقف الولاياتالمتحدة في أي امر يتعلق بأمنها القومي أو مسائلها الوجودية ضاربا المثل بحرب 1967 موضحا ان إسرائيل بدأت تلك الحرب بعد ان اتضح لها عدم ممانعة واشنطن في شنها ، كما أنها امتنعت عن شن هجوم وقائي في اكتوبر 1973 رغم علمها ان الحرب ستندلع بعد ساعات وذلك تخوفا من أن تلقي الإدارة الامريكية باللوم عليها وتتهمها بإشعال فتيل الحرب ، لافتا أيضا إلى ان تل أبيب قامت باجتياح لبنان بعد أن فهم ارئيل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها أن إدارة الرئيس الامريكي الأسبق رونالد ريجان ستتعايش مع هذه الخطوة الإسرائيلية .