ما كان لمواطن عربي أن تذهب به أحلامه إلى حد تخيل خسارة رئيس عربي في انتخابات هو مرشح فيها، لذلك، كان من البديهي والمنطقي والطبيعي والفطري أن يُتوج الفريق عمر حسن البشير رئيسًا للجمهورية السودانية خلفا لنفسه! قد يظن المغرضون الذين يتحججون بالإصلاح» والذين يقفون في وجه استكمال المسيرة، ان ثمة مقاعد عربية محجوزة سلفاً قبل أي انتخابات، ولهؤلاء نقول: «خسأتم أيها المغرضون ولتذهبوا إلى الجحيم». فلنبارك إذن للشعب السوداني الذي – حتمًا ولابد- لن يتوقف عن إعادة انتخاب الرئيس ذاته كلما سنحت الفرصة لتأكيد التأييد أبد الدهر. فما دام قد تمكن من الإستمرار رئيسًا فاقدا للشرعية الشعبية – بالإنقلاب – أكثر من عشرين عام، إذن هناك رغبة حقيقية من داخل الشعب على استكمال المسيرة مع قائدهم - كما هو حال معظم الشعوب العربية العاشقة لزعمائها بفضل الله. ولنبارك على « الروح الحلوة» بين حكامنا العرب؛ فقد أعربوا عن سعادتهم بفوز البشير، وتسابقوا في إرسال برقيات التهنئة. ولنبارك للأنظمة العربية الضليعة في « فن الحكم الديموقراطي الخالد» المبني على النزاهة ثم النزاهة ثم النزاهة ثم الشفافية. وعلى رأي الزميل الصحفي الجزائري خضير بوقايلة: "فلنردد معا بصوت واحد، نموت نموت ويحيا الزعيم! مع الاعتذار للإخوة التونسيين على الاقتباس". وعلى رأي الفنان عادل الإمام- الذي حملني يوما ما على ذراعية وأنا في الخامسة من عمري: "اللهم خلي لينا كل الزعماء، ويخرب بيتنا احنا يا شيخ، اللهم موت الشعوب كلها في يوم واحد عشان بنعكنن عليهم، هم فاضين لنا الناس دي؟! يخرب بيت اللي بيكره أي زعيم، ويخرب بيت اللي عامل بيحبه وهو جواه بيكره، ويخرب بيت اللي بيحبه وهو جواه بيحبه وواحد واقف جنبه بيكره". ومن الؤسف بحق، ظهور ما يدعى ب «المعارضة» وليعاذ بالله! هذه المعارضة تريد أن تزاحم الأنظمة في لقمة عيشها.. بقى دا كلام ؟ جدير بالذكر، أنني فكرت في المغرضين وقلت في أعماقي: "من المحتمل أن الأحزاب، والحركات السياسية الشرعية والغير شرعية، المحظورة والغير محظورة، وغيرهم من أنصار التغيير-خاصة البسطاء منهم- في مختلف الدول العربية، هؤلاء الباحثون عن أفق جديدة قرروا أن يعبروا عن غضبهم وعن غلبهم وعن قرفهم بأي وسيلة ومهما كانت النتائج! ليس حبًا في المعارضة وليس كرهًا في أوطانهم وليس بحثًا عن دور سياسي وليس إيمانًا بضرورة المشاركة السياسية والكلام الكبير دا، وإنما هجاءً للأوضاع القائمة، وتعبيرا عن السأم من صورة المرشح ذاته، والإنجازات التي يتم التفاخر بها ذاتها. وبعد تفكير أكثر عمقًا وأكثر انفتاحاً وأكثر نضجاً وأكثر تسامحاً وأكثر وعياً بأهمية « نظرية البقاء » قررت أن الأفضل لنا - أي الشعوب- هو بقاء الوضع كما هو عليه وعلى المتضرر عدم اللجوء لأحد سوى الله. وعلى رأي المثل "اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش" أليس من المحتمل ولو 1 بالمئة أن تكون للجهات المعارضة مآرب أخرى غير الإصلاح الحقيقي! أنا شخصيا أقترح نحافظ على التسعة وتسعين بالمئة! وأنتم ماذا تقترحون ؟ بقلم أسماء عايد - كاتبة مصرية مقيمة في ايطاليا [email protected]