قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن "تركيا لن تغير موقفها من الوقوف خلف نظام الرئيس المعزول محمد مرسي، لأنه مرتبط بالوضع الداخلي لديها". وأوضح العرابي، أن "موقف رجب طيب أردوغان ليس نابعا من دعم الديمقراطية، وإنما الخوف من تكرار التجربة المصرية في تركيا.. بعدما كانت مصر تنظر لتكرار النموذج التركي"، إلا أنه لم يستبعد أن يتحسن الموقف بعض الشيء بعد استقرار الوضع في تركيا". وحول رؤيته للرد المصري الرسمي، وإمكانية التصعيد بالمثل مع تركيا، قال العرابي: "لا داعي للتصعيد، ويجب أن نبدي حرصنا على أهمية العلاقة مع تركيا، ولكن ما نأخذه على تركيا هو الخطاب الاستعلائي مع الآخر، وأتصور أن هذا المنهج قد انتهى، ويجب أن يتعاملوا مع الدول بمنطق الدول ذاتها، وليس برؤية أنهم أسود وأن الآخرين تابعون لهم». وأكد رفض الشعب المصري عودة مرسي للحكم، وقال إن الأوضاع سوف تتحسن بالتدريج بعد معاناة من قطع الطرق والمظاهرات. ومن جانبه، قال السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن "موقف أردوغان من مصر سهل، ويمكن تلخيصه في ثلاث نقاط، وهو أن حكومته تنتمي إلى التيار الإسلامي الذي يتماثل مع نموذج النظام السابق في مصر، واستخدام الدين في السياسة ووصوله للحكم، مثل وصول الإخوان للحكم أيضا عن طريق خلط الدين بالسياسة". وأضاف شاكر،ل«الشرق الأوسط»، أن "ما حدث في مصر تفسره تركيا بأنه انقلاب عسكري، وهو أكثر شيء يخيف الحكومة التركية، وقد عانوا منه كثيرا، حيث لديهم هواجس من تحرك الجيش التركي ضدهم"، وقال إنه حدث اهتزاز في داخل تركيا نتيجة المظاهرات التي حدثت في ميدان تقسيم، وبالتالي بدأ أردوغان يدافع عن وجوده عن طريق مواقف ضد ما حدث في مصر. وحول كيفية تعامل الحكومة المصرية مع هذا الموقف التركي أفاد شاكر بأن "مصر ترفض التدخل في شؤونها الداخلية حتى تثبت الأيام أن مصر كانت على حق فيما اتخذته حيال جماعة الإخوان، وأن الجيش المصري تحرك مع رغبة جامحة لتحقيق الاستقرار بعد عام من الفوضى في عهد الرئيس المعزول"، قائلا إن "العلاقة سوف تأخذ وقتا حتى تعود لطبيعتها بين مصر وتركيا". وعلق السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون العربية، على موقف تركيا من مصر قائلا: «لست مع سحب السفير أو التصعيد مع تركيا، وإنما مع حوار وتبادل زيارات وإعطاء تطمينات لتركيا بمواقف مصر من العلاقة معها في ظل النظام الجديد، وأن شخص الرئيس أو الحزب ليس هو الأساس في تطوير العلاقات، التي يجب أن تبنى على مصالح الشعوب والدول». وأضاف أن موقف تركيا يمكن أن نلتمس لها العذر، لأنها فقدت حليفا من حزب الحرية والعدالة (حزب الإخوان بمصر)، وكانت تبني عليه آمالا كبيرة، وفجأة اختفى هذا الحلم بسقوط نظام الرئيس السابق.