يبدو أن مفارقات الوضع السياسي بين عصر الرئيس المعزول محمد مرسي ومرحلة ما بعد 30 يونيه، والتي يمثلها سياسيًا الرئيس المؤقت عدلي منصور تزداد توهجًا مع اشتعال حدة الانقسام التي أسفرت بدورها عن تباين واضح في المواقف والتصريحات بين الشخصين. "الحقبة الناصرية" كانت ضمن محاور الاختلاف الهامة بين الرجلين، خاصة مع ما تمثله هذه المرحلة من نقطة تحول سياسي كبير في تاريخ العالم العربي، فضلاً عن تأثيراتها المختلفة اقتصاديًا وفكريًا واجتماعيًا وأيديولوجيًا في مجتمعاتنا. ففي حين بدأ الرئيس المعزول محمد مرسي حقبته الرئاسية يوم 29-6-2012 بمهاجمة فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في خطابه الشهير بميدان التحرير والإشارة إلى كم التضييق على الحريات بقوله: "الستينيات وما أدراك ما الستينيات" حاول الرئيس المؤقت تجنب ما وقع فيه مرسي فأثنى على عبد الناصر في خطابه بمناسبة الذكرى ال 61 لثورة 23 يوليو. خطاب مرسي أثار غضب الناصريين الذين لم يتوقفوا عن الهجوم على الرئيس، وقتها، ورغم تعهده قي وقت لاحق بمواصلة مسيرة عبد الناصر الاقتصادية في عيد العمال يوم 30/4/2013 وعدم تشريد أي أحد من العمال في عصره، إلا أن سخط الناصريين ضده لم يخفت. أما الرئيس المؤقت عدلي منصور فقد تجنب خلال خطابه في ذكرى 30 يونيه ما وقع فيه مرسي فأثنى على الرئيس جمال عبد الناصر قائلاً: "إن عبد الناصر ورفاقه أخذوا الثورة المصرية إلى العالم والتاريخ، وسعوا للتوازن الدولي بتأسيس تحالف دول عدم الانحياز". بل اعتبر أن عبد الناصر فتح باب الحرية والأمل في نفوس المصريين، مؤكدًا أن ثورة يوليو قامت ضد الاستعمار والاستعباد، وجاءت في موعدها ودفعت إلى إيجاد جيل من الوطنيين الشباب.