الملايين نزلوا إلى الشوارع بحثًا عن "لقمة العيش" وليسوا كلهم من العلمانيين والنصارى والفلول وأطفال الشوارع نصح الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس "الدعوة السلفية"، كلاً من أعضاء "مكتب الإرشاد" و"الدعوة السلفية" إلى التقدم باستقالاتهم إلى مجلس الشورى العام لجماعة "الإخوان المسلمين" وللدعوة. وشن برهامي في مقال له بعنوان "عتاب هادئ للإخوة المخالفين في الداخل والخارج" نشره حزب "النور" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" هجومًا على ما سماه "الخطاب الكارثي المستعمل باسم الإسلام المبني على العنف الدموي في سيناء وغيرها والتكفير للمخالف "إسلامي وغيره""، قائلاً إن ذلك "يقتضي وقفة صادقة مع النفس لهذا الاتجاه بأسره". وحث نائب رئيس "الدعوة السلفية"، أعضاء مكتب الإرشاد بجماعة "الإخوان المسلمين" أن يستخيروا الله في تقديم الاستقالة لمجلس الشورى التابع لهم، "استنقاذًا للجماعة التي نريد أن تظل عاملة وبقوة في الشارع المصري مقبولة من الجماهير، وقبل ذلك حفاظًا على ما بقي من العمل الإسلامي ومصلحة الإسلام والمسلمين، ومصلحة هذا الوطن وهذه الأمة في مشارقها ومغاربها". وأضاف" "أنصح كذلك إخواني في مجلس إدارة الدعوة السلفية: بعد أن قدموا كشف حساب عن المرحلة السابقة لمجلس الشورى العام للدعوة أن يضعوا استقالاتهم بين يدي إخوانهم ليقرروا ما شاءوا". برهامي الذي كان قد طالب الرئيس المعزول محمد مرسي بالتجاوب مع الدعوات المطالبة بتنحيه إذا خرجت الملايين إلى الشارع، تساءل: "هل استطاع د.مرسي أن يقيم الدين أو أن يسوس الدنيا بالدين أم أحسن أحواله أن يكون عاجزًا، بل ما استطاع أن يسوس دنيا الناس ويوفر حاجياتهم؛ ولو بغير الدين، ولو بالربا ومنح التصاريح للخمارات"؟! وانتقد برهامي دخول الرئيس المعزول في مواجهات مع العديد من مؤسسات الدولة، قائلاً إن "فلسفة القيادة لم تكن في محاولة استيعاب المخالفين فضلاً عن الموافقين، وإنما في الصدام مع الجميع وفي الوقت نفسه هل يقبل أن يكون "الإمام الممكَّن" يتلقى إنذارًا من قائد جيشه ثم لا يقوم بعزله وإنما يطالبه بسحب إنذاره ومهلته! الذي لا شك فيه أنه كان غير قادر على عزله". ونأى نائب رئيس "الدعوة السلفية" بحزب "النور" عن المشاركة في "الانقلاب" الذي أطاح بالرئيس المنتخب، قائلاً إنه "تعامل مع واقع مفروض كان موجودًا قبل ذلك للناظرين بعين الحقيقة، وأصبح معلنًا بالبيان الذي تم فيه عزل الرئيس بعد أن سيطر الجيش على مقاليد البلاد خلال المهلة تحت سمع وبصر الجميع، وسيطر على وسائل الإعلام ووضع الرئيس تحت الإقامة الجبرية". وعلى خلاف ما يقوله مؤيدو مرسي، قال برهامي إن الذين خرجوا في مظاهرات 30 يونيه "لم يكونوا كلهم من العلمانيين والنصارى والفلول وأطفال الشوارع، بل كانت ملايين حقيقية تطالب بلقمة عيشها التي حرمت منها بمؤامرات أو غير مؤامرات، فالمطلوب من القيادة أن تقود رغم المؤامرات وإلا فإذا عجزت فلترحل". وأكد أن "حزب "النور" لم يريد أن يصطدم بالحائط أو يلقي بنفسه في هاوية مهلكة تؤدي إلى خسارة الدين والدنيا؛ خسارة الدعوة والمنزلة في قلوب الناس وخسارة المنصب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع في الوقت نفسه، خسارة الدماء التي تراق، والأموال التي تُدمر، والبلد الذي ينهار، والجيش الذي يُراد انقسامه ويُراهَن على انشقاقه لإعادة الرئيس بعد كم مِن الأرواح تزهق! وعلى أية أشلاء وطن يعود الرئيس؟! وإذا لم يعد في المنطقة غير جيش واحد "هو جيش إسرائيل"؛ فمن الذي سيأمر فيطاع: د."مرسي" أم الأيدي والأصابع من الخارج"؟!