يكتنف الغموض موقف الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل من الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يطرح نفسه كمرشح محتمل للانتخابات الرئاسية في مصر العام القادم، وهو ما أثار تساؤلات خاصة مع التزامه الصمت منذ عودة الأخير إلى مصر في فبراير الماضي، وعدم تعقيبه على حالة الحراك السياسي التي أثارها بدعوته إلى إجراء تعديلات دستورية وإصلاحات سياسية تتوافق مع أجندة المطالب التي تنادي بها حركات التغيير في مصر. وبدا موقف هيكل محيرًا حتى لمقربين منه استطلعت "المصريون" آراءهم، حيث لم يجدوا أي تفسير لحالة الصمت التي يبديها وإحجامه عن الإدلاء بأي تصريحات توضح موقفه سواء بالتأييد أو الرفض أو وجود تحفظات حول البرادعي، قائلين إن لديه وحده الإجابة على التساؤلات حول سر صمته وعدم الإدلاء برأيه حول مجمل التطورات السياسية التي تمر بها مصر منذ طرحه قبل شهور لفكرة تشكيل مجلس أمناء لتسيير الأوضاع في مصر والتي أثارت جدلاً واسعًا حولها. ونفى الدكتور حسن نافعة المنسق العام ل "الجمعية الوطنية للتغيير"، وجود أية معلومات لديه عن أي اتصالات مباشرة بين هيكل والبرادعي منذ عودة الأخير إلى مصر قبل نحو ثلاثة شهور، لكنه أشار إلى حضورهما حفل عشاء في منزل الدكتور إبراهيم العربي المندوب السابق لمصر في مجلس الأمن، والمرتبط بصالات عائلية بالدكتور البرادعي غير أن الأمر لم يتجاوز هذا العشاء. وقال نافعة ل "المصريون" إنه لا يجد تفسيرا لحالة الصمت التي يبديها هيكل تجاه البرادعي، وإن أعرب عن اعتقاده بأن هذا لن يدوم طويلاً وأنه ربما يخرج قريبا ليوضح موقفه منه، واستدرك: "نحن تعودنا من الأستاذ أن يتحدث في الأشياء التي يريد الحديث عنها في الوقت الذي يريده"، لافتا إلى أنه شارك بقوة في الحوار المجتمعي عبر إعلانه عن ضرورة تشكيل مجلس أمناء يدير الدولة ويقوم بصياغة الدستور. الأمر ذاته أكده مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة "الأسبوع" والمقرب بشدة من الكاتب الكبير، إنه لا علم له بأي اتصالات جرت بين البرادعي وهيكل وإنه لم يتحدث شخصيا مع هيكل حول هذا الأمر منذ وصول البرادعي لمصر، وإن الوحيد الذي لديه إجابة على هذا التساؤل هو هيكل نفسه. غير أن بكري أوضح أن هيكل لن يلتزم الصمت طويلاً حول البرادعي وسيختار التوقيت المناسب لتقييم الحملة التي يقودها، ومضى قائلاً: علينا الانتظار فمن المؤكد أن الأستاذ هيكل سيدلي بدلوه في هذا الموضوع قريبا من خلال حوار صحفي أو حديث تلفزيوني مع أي من القنوات الفضائية. من جانبه، فسر الدكتور طارق فهمي عضو لجنة "مصر والعالم" بالحزب "الوطني" صمت هيكل بأنه يعبر عن تحفظاته الشديدة على أهلية البرادعي لرئاسة وطن بحجم مصر، مشيرا إلى أن على رأس تحفظاته تلك ما وصفه ب "موقفه الملتبس" من الحرب الأمريكية على العراق وعدم تبنيه لموقف صريح وواضح حيال عدم امتلاك العراق لأي أسلحة دمار شامل قبل إقدام الولاياتالمتحدة على احتلاله. ويعتقد فهمي أن تحفظات هيكل على البرادعي ترجع إلى عدم تبنيه لموقف حازم من الترسانة النووية الإسرائيلية خلال وجوده على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الفترة من 1997 وحتى 2010، مقابل تشدده مع الدول العربية الراغبة في امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية.