قالت مجلة "كريستيان ساينس مونيتور" – الأمريكية – إن مخاوف حكومات الدول العربية المجاورة لسوريا من أن يسفر توافد اللاجئين السوريين إلى أراضيها، عن مشاكل سياسية بصرف النظر عن إنهاك مواردها الاقتصادية؛ هو ما قد دفعها لفرض قيود على السوريين الفارين من النزاع إلى أراضيها. وتابعت أن هذا الوضع جعل العديد من المنظمات الدولية تستشعر أنها في موضع صعب؛ ففي الوقت الذي يعترفون فيه بمدى الضغط الذي يتسبب فيه اللاجئون للبلدان المضيفة لهم؛ إلا أنهم يطالبون الأردن وغيرها من الدول بترك حدودها مفتوحة. ووفقًا لتقرير صادر عن مفوض الأممالمتحدة لشئون اللاجئين، قالت المجلة الأمريكية إن عدد اللاجئين السوريين المتجهين إلى مصر في تراجع الآن، وذلك بعد مطالبة الجيش المقيمين على الأراضي المصرية بتأشيرات بعد فترة وجيزة من عزل مرسي الذي منحهم تأشيرات دخول حرة؛ على الرغم من افتقاد السفارة المصرية في سوريا للقدرة على إصدارها في الوقت الحاضر، لافتةً إلى أن عدد المتواجدين منهم في مصر يقدر بنحو 300 ألف لاجئ. وكشفت عن أن ما يقرب من ثلث السوريين البالغ عددهم 21 مليون نسمة إما لاجئين أو بلا مأوي داخل بلادهم، للدرجة التي بدأ فيها هذا العدد يغمر دول الجوار. وقالت إن مصر هي آخر مَن تفرض قيودًا للحد من تواجد اللاجئين على أراضيها؛ فلقد سبقتها العراق، وتركيا والأردن أيضًا. وأوضحت أن تغيير سياسات تلك الحكومات أسفرت عن تواجد آلاف اللاجئين عالقين في المناطق الحدودية لا ينعمون بالأمن وبالكاد تصل إليهم المساعدات الإنسانية. وأوضحت أنه على الرغم من انتهاء الحرب الأمريكية على العراق إلا أن التوترات الطائفية لا تزال مثارة، كما أن عددًا من العراقيين السنة يأملون في أن تعبر الثورة السورية الحدود وتساعدهم في الإطاحة بحكومة بلادهم التي يهيمن عليها الطائفة الشيعية. وفي الأردن، أكثر من ربع البلاد من أصول فلسطينية والحكومة ليست حريصة على استيعاب السكان الفلسطينيين في سوريا، كما انخفض عدد اللاجئين المتجهين إليها من 2,000 – 3,000 في اليوم الواحد إلى 600- 600 ، وأغلقت العراق حدودها في وجه اللاجئين فيما عدا الحالات الحرجة. "ناتاليا بروكوبتشوك"، من المفوضية العليا للاجئين في بغداد قالت إنه "في الأساس أشارت الحكومة إلى أن المخاوف الأمنية والخوف من تسلل الصراع السوري إلى العراق هو السبب الرئيس". ونقلت عن المتحدثة باسم المفوضية السامية لشئون اللاجئين "ميليسا فليمينج" قولها: "نحن بالفعل نثنى على السخاء الشديد الذي أبدته تلك الحكومات، لتفهمنا قلقهم إزاء تواجد الكثير من السوريين على أراضيهم؛ لكن إذا كان الناس على الجانب الآخر من الحدود عاجزين عن الهروب.. فالشىء الأكثر إنسانية والذي بمقدورهم فعله؛ حينما يفر الناس لينجو بحياتهم هو إبقاء الحدود مفتوحة". وأشارت إلى أن هناك أكثر من 1.75 مليون لاجئ سوري تم تسجيله أو بانتظار التسجيل لدى الأممالمتحدة – وهذا العدد يفوق عشرين مرة العدد في نفس الوقت من العام الماضي. وتابعت أن 4.25 مليون مشردون داخل الأراضي السورية وهناك 6.8 مليون بحاجة إلى المساعدات الإنسانية داخل سوريا. وذكرت أن الحكومة اللبنانية والتي تعد حدود بلادها أكثر انفتاحًا على سوريا في لبنان قدرت عدد اللاجئين التي تستضيفهم على أراضيها بما يعادل ربع سكانها المحليين. ولفتت إلى أن تزايد حجم الصعوبات التي يواجها الكثير من اللاجئين الهاربين قد تسببت في تضخم عدد المشردين ممن يعيشون داخل معسكرات داخل سوريا، وبينما تعد المعسكرات الحدودية أأمن من الكثير من الأراضي السورية إلا أنها لا يتوفر بها الأمن الكامل وبالكاد تصل المساعدات الإنسانية.