إذا تحدثنا على ما وقع في مصر على أنه انقلاب على الشرعية كما يصفه الإخوان فهو على هذا الأساس يكون رد فعل طبيعي لفعل غير طبيعي إنه اضطراب ما بعد الصدمة و هو ناتج عن انقلاب سابق من طرف الإخوان،بالطبع أنا أقف ضدا على ثقافة الانقلابات على الشرعية الحقيقية و مبادئ القانون و الدستور.انظر ماذا أنتجت الانقلابات في غالبية الدول سواء عربية أو غيرها سوى الدكتاتوريات و الأنظمة الفاشية تغييب الحرية و إنهاك الشعب في أتون حروب تأكل من ميزانيات من الممكن أن تعالج أزمات اقتصادية و اجتماعية.. لاشك في أن مرسي انقلب على من أوصله للسلطة و لم يفي بما تعهد به أمام الشعب،و اخطأ في تقدير دور مصر الإقليمي و الدولي،و اخطأ عندما انحاز إلى جماعته من دون الشعب و تاريخ البلد الذي يمتد عميقا في التاريخ البعيد، و كانت قراراته تأخذ وقتا أكثر من اللازم حتى تتعفن و تصبح غير قابلة للتطبيق وعدم اتخاذه القرار المناسب في التوقيت المناسب من هنا يكون مرسي قد أساء إلى الديمقراطية التي أوصلته إلى كرسي الرئاسة..خرق عدة من مرجعيات العمل السياسي و فتح على البلد من كل أبواب العداء..هل كان ضحية مزاجه أم ضحية أوضاع لم تنضج بعد الجماعة و فكرها للتعامل معها؟لا احد ينكر أنها اكبر جماعة منظمة في مصر يتداخل عندها السياسي مع الديني و التي يمتد تاريخها إلى ما يقارب الثمانين حولا ،لكنها أيضا جماعة لا يمكنك الركون إلى وعود قاداتها في ظل من التقلبات المتواصلة والتوترات والتحولات التي عرفتها في علاقاتها مع السلطة الحاكمة و امتداداتها الخارجية كتنظيم عالمي. من يحصل على ماذا؟ انه السؤال الذي طرحته قيادات الإخوان بعد رجة 25 يناير 2011 التي أسقطت مبارك،قفزوا إلى الصفوف الأولى غير مبالين إلى الفخاخ التي في الطريق نحو السلطة لقد وجدوها فرصة بعد هذا العمر من الانتظار فارادوا الاستئثار. الآن مرحلة أخرى بشخوص و أرقام و معادلات ليست جديدة و إنما معدلة على مقاسات المصالح،على اعتبار أن ما يقع هو مداعبات اللعبة الديمقراطية الفتية التي لم تكن موجودة أصلا قبل الرجة و بطبيعة الحال لا يتعامل بمنطفها الإخوان الذين أداروا ظهورهم عن فن السياسة الذي يعترف بأن هناك حياة مشتركة بين كل الافرقاء و لا يمكن إقصاءها و التعامل معها بنفس المنهجية التي عوملت بها الجماعة في السابق انه تشجيع على العنف الفكري و الجسدي.و القول بان الرئيس غير مسؤول عن أحلام أولائك الافرقاء و من ورائهم الشعب بأكمله هو بداية الشقاق فما دمت قبلت ان تمارس العمل السياسي عن طريق الواضح و ليس المرموز و السري فلابد من التقيد بمعطيات المرحلة الانتقالية و التعامل معها بذكاء أكبر. دخل مرسي اللعبة لكنه ادشهني بجهله لابجديات التدبير الحكيم و الصامت و الغير المتماسك و من الممكن تعديد الأخطاء التي وقع فيها مرسي بانها. -1- بعد وصوله الى كرسي الرئاسة بدأ بتحديه للجيش الذي يتولى أمور الحكم منذ حركة 1952 و كل رؤساء مصر عسكريين باستثنائه هو و قد أحال إلى التقاعد وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان رئيس الأركان. 2- فرض دستور في ظل اعتراضات واسعة و لم يستطع بناء توافق عليه من قوى مختلفة معه . 3- - حرص على التمكين لجماعته بدل تركيزه على مختلف الحساسيات. 4- لم يفي بما تعهد به لمن سانده في الوصول إلى الرئاسة و فهم الأمر من هم بالطبع كانقلاب على التعهدات. 5- الشعور بقدرته على الاستقواء بجماعة الإخوان المسلمين على الظروف و الخصوم. 5 – غرق في تدعيم وجوده بدل أن يقدم حلولاً متعلقة بأمن المواطن و لقمة عيشه. 6- نجاحه في الانتخابات لم يقرأه بشكل واقعي سياسيا و اعتبره توقيعا على بياض. 7- خبرته قليلة في تدبير الشأن السياسي الشيء الذي لم يؤهله إلى احترام الحساسيات المختلفة والتعددية السياسية و الفكرية داخل النسيج المصري. 8-تدبدب في مواقفه في التعامل مع التحديات الخارجية. 9- عدم حسمه في علاقاته مع جماعته الاخوانية و لم يكن حازما و يكبح بعض أعضائها الذين أساءت تصريحاتهم إلى دول أخرى. 10- لم ينسق مع المؤسسة العسكرية في كثير من ملفات حساسة تهم الأمن القومي المصري و تحالفات الدولة الإستراتيجية. إنها العشر نقاط التي كانت كاشفة لنوايا الإخوان و القاصمة لهم في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ مصر،و اعتبار مرسي ضحية جهله في تسيير دولة و كأنها عشيرة و فشله في التواصل مع الشعب كرئيس له هيبته و احترامه و حنوه. هذا إنذار إلى من سيأتي من بعد مرسي سواء كان رئيسا للجمهورية أو رئيس وزراء أو ممارس مبتدئ،إعتبر كل خطوة تجربة جديرة بالمحاولة و إذا لم تتقدم فانك لم تتعلم من تجارب غيرك شيئا و لا تركن إلى نشوة النصر فالسياسة من الممكن أن تكون مواسم متقلبة بين الجذب و العطاء الوفير أو عواصف و فياضانات. الجيش لا يمكن في هذه المرحلة إلا أن يزيد تاكيده على انه مِلْك للشعب كله بلا إقصاء لأي طرف أو الدخول في محاكمات تعدم روح القانون و الديمقراطية، إن هذا الإقصاء منهج خطير جدا إذ يخلف جراحات نفسية لا يمكن التآمها بسرعة.تقليم الأظافر مطلوب لكن تقلعيها من جذورها لا يخدم تجربة الديمقراطية الفتية في مصر غير الاخوانية أو العسكرية نحبذ مصر لكل المصريين بلا تمييز تعسفي و الحفاظ على روحها .