كشفت مصادر مطلعة، أن اجتماعًا سريًا عقد في فيلا المهندس خيرت الشاطر، النائب الثاني للمرشد العام ل "الإخوان المسلمين"، بحث كل السيناريوهات للتعامل مع الأزمة الحالية، في ظل تمسك المتظاهرين المعتصمين بميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وتبحث الجماعة حاليًا عن شخصية وطنية تقبل تكليفها برئاسة مجلس الوزراء وتشكيل حكومة تكنوقراط تجير البلاد خلال مرحلة انتقالية لا تتجاوز 6 أشهر لإدارة البلاد وإعدادها لانتخابات مجلس النواب كسبيل لتجاوز المأزق الشديد. وتطرق الاجتماع كذلك لإمكانية حدوث تغيير في موقف الجيش من الأزمة الحالية، لاسيما أن الضغوط قد تتصاعد عليه للتحلي عن الرئيس مرسي والانحياز إلى المعارضة وكيفية التعاطي بشكل يمنع الإضرار بموقف الجماعة بل إنهم حددوا سبل التعاطي مع إصرار الثوار على عقد انتخابات رئاسية مبكرة والتضحية بالرئيس مرسي لإنقاذ الجماعة. من جانب آخر، طالب شباب جماعة الإخوان المسلمين في بيان له، بضرورة تعديل مسار الجماعة والدعوة لانتخابات مبكرة لمكتب الإرشاد، وعدم ترك شباب الجماعة يواجهون غضب الجماهير وحدهم والتحقيق مع قادة الجماعة في القرارات الخاطئة والتي كانت لها تداعيات سلبية على الرئيس مرسي. وأكد الدكتور عمار علي حسن، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن البيان الذي أصدره شباب الجماعة، فضلا عما يتردد عن تذمر شبابها من اختفاء قادتها وتركهم نهبًا لغضب الرأي العام، مشيرًا إلى أن هذا التصدع سيكون له تأثير على مستقبل الرئيس والجماعة بشكل عام. ورجح أن يؤثر هذا التصدع بالسلب علي موقف القوي الحليفة للإخوان وفي مقدمتهم حزب "الوسط" و"الجماعة الإسلامية" و"جماعة الجهاد". وأضاف: صمت قادة حزب "الوسط" يعد إدراكًا للمأزق الشديد التي تعاني منه الجماعة، مرجحًا أن يؤثر الاحتشاد على دعم "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد" للرئيس. وطالب حسن القوى الوطنية بتوجيه خطاب طمأنة ل "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد" بأنهم لن يهمشوا أو يعودوا للسجن في ظل دولة احترام القانون والتي ستتعامل مع المواطنين على أنهم شرفاء، مشيرًا إلى أن مثل هذه الخطوة سيكون لها تأثير في تراجع هذه الخطوة. من جانبها، نفت جماعة "الإخوان المسلمين" ما تردد عن وجود تصدع داخل الجماعة، أو تمرد من قبل الشباب للزعم بوجود خلافات داخل الجماعة حول إمكانية التضحية بالرئيس محمد مرسي حفاظًا على الجماعة، معتبرة أن هذه المزاعم عارية تمامًا عن الصحة وتأتي في سياق الحرب النفسية. وقال صبري عامر، النائب البرلماني السابق، وعضو الهيئة العليا لحزب "الحرية والعدالة"، إن ما تردد عن مطالبة بعض قيادات "الإخوان المسلمين" حفاظًا على أرواح أبناء الجماعة بالدعوة لانتخابات مبكرة محض افتراء، مؤكدًا وحدة الصف الإخواني خلف الرئيس الشرعي المنتخب. ورأى أن "المسألة تتجاوز جماعة الإخوان إلى مصر وأمنها واستقرارها"، مشددًا على أن أمن الوطن هو أمن للرئاسة والجماعة وكفت مواطني مصر، وأن المصلحة العليا للوطن هي المعيار الوحيد الذي يحكم عمل الجماعة. وأشار إلى عدم ممانعة الجماعة لإقالة حكومة هشام قنديل أو البحث في مصير النائب العام في حالة توافق القوى الوطنية على هذه النقاط للخروج من الأزمة، مشيرًا إلى أن المؤتمر الصحفي للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية قد أكدت أن جميع مطالب المعروضة مطروحة للحوار والتوافق حولها.