سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
على ذمة أحد قادتها السابقين بأفغانستان.. الجماعة الإسلامية رفضت عرضًا من "القاعدة" بالانضمام إليها.. وإيران رهنت استمرار الدعم بإعلانها الولاء والتبعية لها
كشفت "الجماعة الإسلامية"، أن أعضاءها الذين قاتلوا في أفغانستان في فترة التسعينات رفضوا عرضًا من "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن بالانضواء تحت مظلته والخضوع لأوامره، على غرار تنظيم "الجهاد" الذي أعلن قائده الدكتور أيمن الظواهري توحده مع التنظيم آنذاك، كما رفضوا عرضًا مماثلاً من إيران التي كانت تدعمهم آنذاك، بعد أن ربطت استمرار تدفق الدعم بإعلان الولاء والتبعية لها. وقال أسامة الغمري، العضو ب "الجماعة الإسلامية" الذي قاتل لسنوات في أفغانستان، إنه "عند تأسيس ما عرف بالقاعدة فترة الجهاد الأفغاني عرض على الجماعة الإسلامية أن تحتضن هذه الفكرة.. والتي لم يكن لها مشروع في حينها خارج أرض أفغانستان، وكان المطلب أن يخضع أبناء الجماعة الإسلامية فترة بقائهم في أفغانستان بالتبعية للشيخ أسامة بن لادن من حيث السمع والطاعة". وأضاف أن الجماعة قابلت العرض على الفور بالرفض، لأنها ترفض "أن يكون لأحد وصاية على أبنائها مهما كان المقابل، وفضلت أن تتحمل شظف العيش على أن ترهن إرادتها لأحد مهما كان اسمه"، وقال إن الأمر راجع إلى أن "الجماعة أكبر من أن تنضوي تحت جماعة من الجماعات أو تنظيم من التنظيمات، فلها السبق والحمد لله في الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر، ونصرة قضايا الجهاد في أفغانستان، والشيشان، والبوسنة، وألبانيا". وكشف الغمري في الحلقة الأخيرة من حواره المطّول على الموقع الإلكتروني للجماعة أن "الجماعة الإسلامية" رفضت عرضًا مماثلاً من إيران وأنها أبدت تشددًا في رفضها رغم التلويح بوقف الدعم الذي كانت تقدمه للجماعة آنذاك، وتابع قائلاً: كان رد الجماعة حازمًا وقاطعًا برفض التبعية لأي جهة سواء كانت جماعة أو دولة، خاصة أن العروض كانت كثيرة والإغراءات كانت كبيرة. وأشار إلى أن العرض الذي حمله أحد المسئولين الإيرانيين ربط بين تقديم الدعم للجماعة بإظهار التبعية لإيران، وهو ما رفضه رفاعي طه، رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" السابق بشكل قاطع، قائلاً له: "إذا كنتم أنتم تمثلون الشيعة.. فنحن نمثل السنة.. ولا نقبل أقل من التعامل بندية، فنحن نرى أنفسنا لا نقل شأنا عنكم"، وفق ما نقل عنه. وأوضح أن هذا الموقف كان مع أي مندوب عن أي جهة مهما علا شأنها، حيث رفضت الجماعة الإسلامية الإذعان أو التبعية لأي جهة أو تنظيم أو جهات خارجية مهما كان قدرها، ومهما كلف ذلك الجماعة وقتها من شدة في ظروف كانت حالكة الصعوبة على الحركة الإسلامية عامة والجماعة بشكل خاص. يشار إلى أن الدكتور أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" كان قد أعلن في 2006 انضمام عدد من قادة "الجماعة الإسلامية" في مصر إلى صفوف "القاعدة"، وقال إن من بين هؤلاء محمد الإسلامبولي، شقيق خالد الإسلامبولي الذي أدين باغتيال الرئيس أنور السادات، والشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة والمسجون بالولايات المتحدة، وأبو خليل الحكايمة ورفاعي طه ومحمد مصطفى المقرئ،. لكن "الجماعة الإسلامية" التي تخلت عن العنف عام 1997 نفت كلام الظواهري آنذاك، قائلة إنه لا صحة لما أورده وأن أيًا من أعضائها لم ينضموا إلى "القاعدة".