ليس من عادتى أن أرد على الاعزاء من قرائى فيما أبدوه من أراء حول ما اكتبه ، وليس ذلك – مؤكداًَ – نوعاً من التعالى أو عدم الاكثراث . ولكنه يرجع الى ايمانى العميق بحق الجميع فى ابداء رأيه دون مصادرة .. وحتى لا يفهم أحد ان فى ردى عليه محاولة لتوجيه رأيه الذى أبداه الى مسار يختلف عن المسار الذى أراده هو بنفسه .. ولكنى لاحظت خطورة بعض الاراء التى ذكرها عدد من القراء حول مقالى فى الاسبوع الماضى الذى وجهت الاعتراض فيه على الشيخ ابو العمايم خطيب مسجد النور بالمنصورة الذى دعا فيه الدكتور البرادعى وانصاره من الحضور – بمسجده الى اطاعة ولى الامر عملاً بنص الاية " واطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولى الامر منكم " وقد اعترض بعض القراء على ما ذكرته فى مقالى حول ضرورة اعمال العقل لفهم المقصود من هذه الاية الكريمة التى يجب ان نفهمها بشروطها التى تحدد لنا وجوب طاعة ولى الامر اذا ما اطاع هو الله ورسوله . والخروج عليه اعتراضا او تقويماً اذا لم يلتزم الحاكم اوولى الامر بهذا الشرط . وقد جاءت ردود بعض القراء من الخطورة التى تخرج اسلامنا الحنيف عن مساره الصحيح وتبتعد به عن حقيقة مقاصده . فكان لزاماً على ان أرد على اصحاب تلك الاراء لنعود معاً الى صحيح الدين كما افهمه قائماً على العقل والمنطق . خاصة هؤلاء الذين استنكروا دعوتى لتقويم الحاكم والاعتراض عليه قائلين : " طاعة ولى الأمر واجبة على المسلم حتى وان اخذ مالك وجلد ظهرك " !! ياسلام ..! ومعنى هذا انه كان على الاخوة فى العراق – مثلاً ان يطيعوا – ولى الامر – الامريكى " برايمر " الذى عينه الاحتلال حاكما للعراق . حتى " وان اخذ اموالهم وجلد ظهورهم " ! كذلك كان على الاخوه الفلسطينين ان يطيعوا عمدة القدس اليهودى او الحاكم العسكرى الاسرائيلى لغزة باعتباره ولى أمرهم وحاكمهم حتى " وان اخذ اموالهم وجلد ظهورهم " ..!! وعلى المسلمين فى افغانستان ان يطيعوا كرازاى الذى قامت سلطات الاحتلال الامريكى بتزوير الانتخابات له – باعتراف كرازاى نفسه – ليكون رئيساً بالتزوير حتى يتمكن من اخذ اموالهم وجلد ظهورهم " ! لماذا اذن نمجد ثورانا الخارجين على ظلم وفساد ولى الأمر – مثل عرابى ومصطفى كامل وسعد زغلول وجمال عبد الناصر ؟ ولماذا خرج الحسن والحسين على حكم معاوية بن ابى سفيان وابنه يزيد .. ولماذا خرج ابوهما من قبل على بن طالب على حكم معاوية ؟ ولماذا اخرجت عائشة رضى الله عنها والزبير على امير المؤمنين على بن ابى طالب ورفضت ولايته ؟! ولماذا تنبأ الرسول – صلى الله عليه وسلم – لعمار بن ياسر بان " تقتله الفئة الباغية " فحين قتله الامويون كانوا يحكمون على انفسهم بأنهم " الفئة الباغية " حسب حكم الرسول عليهم فى نبوءته ؟! فهل لا تستحق الفئة الباغية الخروج عليها ؟ وما هو الحكم فى شريعتكم على الذين سقطوا قتلى فى معارك ضد الحاكم الظالم – الحسين " سيد الشهداء " مثلاً ؟! الامر الاخر الذى رايت الوقوف عنده للرد عليه . هو انكار بعض الاخوة لاعتراض على خطيب المسجد لمجرد اننى " سمعت " انه قال . وما كان ينبغى – فى رأيهم – ان أبنى رأيا على مجرد السمع .. وأرد عليهم قائلاً بان معظم الاحاديث النبوية انتقلت الينا يالسمع عن رواتها فكانت ولا تزال تبدأ بالقول على لسان راويها " سمعت رسوال الله " فهل ننكر تلك الاحاديث التى تبدا بقول " سمعت " ؟! . ثم .. لقد جاء ما سمعته عن خطيب المسجد مكتوبا فى معظم الصحف فى اليوم التالى . ولم ينكر الشيخ ابو العمايم ما نقل عنه قولاً . ولم يعترض عليه بالتوضيح فهل نشك فى قول لم يتدخل صاحبه لانكاره او تصحيحة ؟! وبعد .. ما قصدت من ردى على هؤلاء إلا ان نعود معاً الى العقل الذى قصد الخالق ان يكون – وحده – مناط الدين وعقاله . والا ننساق الى الهوى فى فهم ديننا حتى لا نضيع الامانة التى أودعها الله فينا .. عقلاً وضميراً ! اوصيكم ونفسى بتقوى الله .. جعلنا – جميعاً – من المتقين اصحاب التقوى .. والتقوييم !